الأقباط متحدون - الازدواجية
أخر تحديث ١٣:١٩ | الخميس ٢٣ اغسطس ٢٠١٢ | ١٧ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٦١ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الازدواجية

بقلم: مينا ملاك عازر

 سأكون أكثر وضوحاً مما يجب في ظل ظروف القمع الإعلامي الذي نعيشه، وسأقول لك أن التيار الإسلامي والذي تمثل أغلبيته جماعة الإخوان المسلمين، أقصد التيار الإسلامي الحاكم في البلاد، يعاني من ازدواجية واضحة في كل شيء، ولست أقصد  هنا تلك الحزمة من القرارات والوعود التي قررها وعاد فيها، ووعدها وحنث بها -والتي تعرفها حضرتك طبعاً- فقط وإنما أيضاً أقصد بعض الأمور التي أريدك أن تتأملها معي ملياً.


أنا أعني هنا بعض الأحداث الغريبة، فتجد أن التيار السلفي يجرم ويحرم عمليات التجميل، فتجد نائب من نوابه يقوم بعملية تجميل ويقوم بها في السر، ولما افتضح أمره كذب والكذب محرم في كل الأديان، مع أنه يدعي التديُّن، تجد نائب سلفي يقوم بفعل فاضح في الطريق العام ويبقى في مأمن من العقاب رغم محاكمته، وذلك رغم أن جماعته السلفية وحزبه يحرمان هذا، ويقومون بمنع الناس أن يمشيان أزواجاً في الشارع، حتى من التيار الديني نفسه من قتل شاب بالسويس وأصاب آخر بمحافظة أخرى وقطع أذن قبطي بقنا، وهكذا لا لشيء إلا لشبهات دارت حولهم أو لأنهما وقفا مع فتاتين، واحدة منهما كانت خطيبة الضحية، تجد التيار يحرم الآثار ويعتبرها أصناماً في نفس الوقت الذي يقبض على نجلي نائب سلفي ينقبان عليها، الله هو أعلم طبعاً بغرض التنقيب إن كان الاتجار أم لهدمها لأنها آثار أوثان يعني في نظرهم،يستخدمون  منابر المساجد للدعاية لأنفسهم وينكرون على حزب الدستور أن يوزع منشورات وبيانات دعائية على المصلين بالأعياد. 
 
ليست هذه الأفعال وكفى، وإنما نجد التيار كله يدعو للتدين، بما يعني الوضوح وعدم الكذب، وعدم العودة في الوعود، وعدم تضليل الناس، إلا أنه تجد منهم من يعد بنائب قبطي لرئيس الجمهورية ونائبة امرأة، فيعينون المستشار محمود مكي الذي هو لا قبطي ولا امرأة، تجربة مريرة تلك التجربة التي نعاني بها مع أولائك المتظاهرين بالتديُّن، ويبطنون غير ذلك في ازدواجية صارخة، قد تؤدي بنا إلى أن نُجَن لعدم فهمنا لفحوى خطبهم التي تتعاكس مع أفعالهم.
عزيزي القارئ، هل أسوق لك المزيد من الأحداث والأمثلة والأمور التي تثيرك، وتجعلك تشعر بأنك بحاجة لأن تثر على أولائك أم نكتفي بهذا القدر، آملين بأن إن لم تثر فقد تستيقظ ضمائرهم، فنجد أنفسنا لسنا بحاجة إلى أن نثر عليهم أو نصطدم بهم مما يجنبنا بإذن الله المزيد من سفك الدماء لأُناس أحبوا الوطن أكثر من الجماعة وعلى أيدي أُناس أحبوا أنفسهم أكثر من الدين ومن الوطن، ولكنهم لا زالوا يتستروا بالدين رغم أنهم منهم براء.
 
المختصر المفيد لا لكل من يعاني من الزدواجية في المعايير والتصرفات، ولا لكل من يحرم على غيره ما يحلله على نفسه.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter