الأقباط متحدون - الكنيسة: لم ترفض ولا تشجع... اُمّالْ إيـه؟!
أخر تحديث ٠٥:١٤ | الثلاثاء ٢٨ اغسطس ٢٠١٢ | ٢٢ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٦٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الكنيسة: لم ترفض ولا تشجع... اُمّالْ إيـه؟!

بقلم: نبيل المقدس
(مَنْ خرج أمس هم الأقباط فقط وعرفوا قدرهم ... ولن يتحدثوا بعد اليوم!) ... هذا تصريح سخيف خرج من أحد أعضاء الإخوان والمدعو د. عصـــام العريـــان , بعد ما إطمأن علي نفسه وعلي رئيس العشيرة وأبنائه وإخوتهِ وأخواتهِ وأحبائهِ من غضب شعب مصــر الأصيل وشبابها المخلص , الذى زحف بكل قوته .. بالرغم من قلة عدده , وإلتفوا حول قصر الإتحادية ..  بالرغم من إنحياز الجيش والشرطة  الواضح و محاولة إرجاعهم عن طريق قفل جميع المنافذ بالمدرعات والأسلاك الشائكة و المؤدية إلي هذا القصر الذي أصبح مطبخــا لسياسات سن ووضع قوانين التملك والهيمنة لصالح من كان له الحظ  بإحتلاله بغفلة من الزمان ..  لكن هذا الجمهور القليل الواعي , والمضغوط عليهِ إرهابيا من خلال بعض شيوخ الفتاوي الذين مارسوا فيهم أحط الكلمات التي تحض علي عدم الإشتراك في التظاهر بنصوص كتابية إلي  قتلهم وسفك دمائهم  قد أظهر للعالم كله  صورة له مغايرة تماما للواقع.
 
فقد كان لخروج هذا الجمهور للتظاهر هو بمثابة إعلان خطير , بأن مصر وشعبها ترفض هذه السياسات التي تتركز في تغيير هويتهم وأصولهم وجزورهم المصريـــة . ولا شك أن هذا الشعب الأصيل قد بث الرعب والخوف في قلوب هذه الجماعة , وإن لم يكن ظاهرا عليهم فهو علي الأقل مثل الرصاصة التي لا تصيب لكنها وبلا شك تِدْوِشْ . 
    ارجع إلي الجملة التي تفوه بها الإخواني عصام العريان .. ومن رأيي أن له الحق أن يرددها ويقول  أعظم منها , طالما أنه لا يشعر بوجود خلفية خاصة للأقباط تحميهم  من مواجهة هذه العبرات السخيفة .. فقد رأي وسمع بأذنيه أن الكنيسة بجميع مؤسساتها الثلاثة تتنكر وتخلي مسئوليتها عن سلامة شعبها القبطي . وما يحز في نفسي أكثر أن يخرج علينا أحدي أعمدة الكنيسة الإنجيلية والذي اكن له كل الحب والإحترام القس رفعت فكري رئيس مجلس الإعلام الإنجيلي بتصريحع لـ  إم .سي . إن . :  
 
[" إن موقف الكنيسة الإنجيلية بشأن تظاهرات 24 أغسطس واضح , وهو أنها تؤمن بالحرية الفردية وبحرية الضمير الشخصي، ومن ثم فهي لا تتدخل في شؤون من ينتمون إليها، رافضا "محاولة الزج بها لتأخد موقفا معينا". وأضاف أن كل مواطن مصري إنجيلي حر في قراره تجاه تظاهرات الجمعة القادمة، ولكل فرد الحرية أن يشارك أو يمتنع دون وصاية من أحد، وأن الكنيسة كمؤسسة روحية لا تتدخل في هذا الشأن بأن توجه أو تمنع أبنائها الذين لهم السلطة في تحديد موقفهم بحرية]. طبعا هذا التصريح خرج أيضا بنفس المعني من المؤسسات الروحية الأخري .. لا شك أنه تصريح جميل .. لكنه لا يخدم مصلحة شعب الكنيسة  , بالرغم أننا ضد إقحام المؤسسة الروحية في العمل السياسي .. وإن كانت القيادات الكنسية لا تقبل أن تجز بنفسها فى الأمور الديناوية كما تدعي .. فلماذا أقحمت نفسها في كتابة الدستور لب الحياة الديناوية وفرع هام في سياسة الدولة من جميع جوانبها ؟؟!!. أليس كان من الطبيعي وطبقا لفكرهم أن يتنازلوا عن هذه التكليفات التي وُضعت عليهم من قبل مجلس شعب اساسا باطلا , وأن  يتيحوا الفرصة لشخصيات اكثر كفاءة وحكمة ودراية وخبرة وتخصصا عنهم  لكونهم رعـــاة كلمة ووعظ . 
 
قيادات الكنيسة عليها أن تسمع أولا صوت الرب قبل ان تصرح بأي بيان لشعبها .. و عليها أن تسمع صوت شعبها قبل ما تسمع صوت الحكومة .. وانا أتحدي أي قيادي روحي يعلن أنه سمع صوت الرب ينبأه بأن يكون سلبيا نحو ارادة شعب الكنيسة وضد إصرار أغلبهم في المشاركة يوم 24 اغسطس .. كما أتحدي أي قيادي كنسي يقبل او يرضي أن يكون تحت حكم الإخوان المسلمين .. فلماذا هذا الريــــاء ؟... علي الكنيسة أن تسمع ارادة الشعب إن كان أغلبهم يريد المشاركة أم لأ .. وفي كلتا الحالتين واجبها أن ترفع صلوات إلي السماء ليبارك الرب ما يريدهُ شعبها .. وفي حالة أصرار الشعب علي مشاركتهم في التظاهر , عليها أن تعلن بركات الرب لهم , وإرسال تنويه وتحذير إلي الحكومة بأن يحافظوا علي سلامة ابنائها وتحملهم مسئولية اي ضرر عليهم من حركات آخري .  بهذه الطريقة نحن لم نحمل الكنيسة مسئولية إعلان رأيها أمام النظام الحاكم .. لكن فقط نحملها ان تبارك ما يبتغيه شعبها .. وهذا حق شعبها عليها .  
 
إلي متي يكون لدينا كيـــان مسيحي يعمل لصالح كل مسيحيي مصــر من أجل رفع شأن مصـــر .. أين هذه الجمعيات القبطية والتي تتفاخــر بأن لها من الرأي والفكر والحجة والرجال وعلي رأسها ما يُقال عنه جماعة الإخوان المسيحيون . أليس من واجب هذه الجماعة أن تنشر إعلانا شديد اللهجة ضـد هذا اللسان الذي تجرأ وقال بالفم الملآن " مَنْ خرج أمس هم الأقباط فقط وعرفوا قدرهم ... ولن يتحدثوا بعد اليوم! " .. أتصور كانت هذه فرصة عظيمة لهذه الجماعة أن ترد علي هذا التصريح المخزي وتظهر القوة والجدية التي قامت عليهما وتكسب أول جولة كبيرة هي في اشد الحاجة لها في ترسيخ اقدامها علي ارض السياسة وجذب  رضا وقبول الأقباط لها .  
 
نحن ضد مشاركة الكنيسة في السياسة .... لكن نحن نريد أن تصغي الكنيسة  إلي صوت شعبها , وتبارك وتصلي من أجل وصول هذا الصوت إلي الهدف المنشود . 
أتمني أن تسمع الكنيسة صوت الرب اولا قبل صوت الحكومة  لتدير وترشد شعبهـــــــا ...

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter