الأقباط متحدون - الفرصة الأخيرة وقبل فوات الآوان
أخر تحديث ٠٠:٥٤ | الاربعاء ٢٩ اغسطس ٢٠١٢ | ٢٣ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٦٧ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الفرصة الأخيرة وقبل فوات الآوان

بقلم: جيهان خضير 
القدرة علي تغيير المجتمع تتطلب في أوقات محددة أسلوب عمل  ومنهج محدد ومنظم ، يسمح بأدارة عملية التغيير بشكل جيد وقادر علي أستمرار عملية الدفع في هذا الاتجاه بشكل مستمر ... تتعرض القوي المجتمعية في أحيانا كثيرة في حركتها لأخطاء في الممارسة ، وهذا ليس عيبا فيها بل في كثير من الاحيان تكون الرغبة في تحقيق نجاح معين لهدف محدد بشكل سريع ودون تخطيط وأعداد مسبق هو السبب في هذا الاخفاق ، وهذا وارد في العمل العام ، ولكن لابد من تدارج تلك الاخطاء بشكل حاسم وسريع ، والاعتراف بهذا الخطأ ومعرفة من المتسبب في حدوثه.
 
كانت تلك مقدمة للموضوع الذي قررت أن اكتب فيه الي قطاع هام في المجتمع المصري ، وهو ذلك القطاع المعني بمدنية الدولة ، ويعمل من أجل الحفاظ علي قيمها من محاولات الانتهاك التي تتعرض لها فكرة الدولة المدنية ، أذا كانت ثمرة نضال القوي المدنية في وجود هذا التيار الذي يجب دعمه وحمايته من الانهيار الزاحف علينا من كل اتجاه ، هذا التيار يعمل الان من اجل أستمرار فكرة الحشد الايجابي الساعي الي تأكيد مدنية الدولة ، هنا أتحدث عن الحشد الايجابي ، ولا اتحدث عن الحشد السلبي ، الرافض لفكرة الدولة المدنية ، والساعي لتأكيد هوية الدولة الدينية هذه الفكرة لابد وان تكون راسخة في الاذهان ، وان تكون الفروق بين أنصار كل فريق داعم لحشده واضحة ولا لبس فيها ، ومن ثم يجب علينا التأكيد علي أهمية فكرة الحشد الايجابي تللك والعمل علي نشرها وحماية أصحابها ومساندتهم ، فهذه ميزة هامة لكل جماعة وطنية راغبة في استمرار نضالها لتحقيق مجمل الاهداف التي تسعي الي تحقيقها .
 
من الاخطاء التي  تتكرر كثيرا في هذا الشأن هو أن يتم النظر الي الداعي لهذا الحشد علي أنه هو الزعيم والقائد الملهم ، وهو القادر وحده علي إنجاح فكرة الحشد، هذا التوجه حادث في المجتمع المصري منذ فترة ليست بالقصيرة ، لا ينجح الحشد وتسقط الفكرة ، فيصب الجميع جام غضبهم علي ذلك الزعيم والقائد الملهم الذي دعا الي ذلك الحشد ، فهو وحده الذي تحمل الخطأ ، وفي ذلك فرصة لكثيرين رفضوا تحمل تلك المسئولية الكبري .أو كما يقول العامة " يشيل الليلة لوحده " ولو نجحت الفكرة يهرول الجميع لكي يعلنوا مساندتهم ومشاركتهم لهذا النجاح .
 
وهنا لابد وان نعي بعض الاساسيات الهامة لضمان استمرار ونجاح فكرة الحشد هذه ، وهي اننا لابد وان نكون واعين تماما لأهمية وجود فكرة الحشد داخل ذهنية المواطن ، والتي كانت واضحة في عام 2010 في ظاهرة المطالب الفئوية ، هنا كانت كل طائفة لديها مطالب تنظم تظاهرة محدودة لها من اجل ممارسة الضغط وتحقيق اهدافها ، هذه كانت فكرة جيدة ولكنها فقدت ميزة هامه وهي أنها لم تخرج من دائرة المطالب الضيقة لمجموعة الي مطالب اكبر من اجل صالح الوطن وليس جماعة بعينها ، اذا فكرة الصالح العام واحدة من الشروط الهامة لنجاح فكرة الحشد علي مستوي الوطن ، ثم وهذا هو الاهم أن تكون هناك مؤسسة  لديها القدرة علي أدارة هذا الحشد الايجابي ، وذلك لأن وجود مؤسسة في هذا العمل يضمن لنا بشكل دائم نجاح الفكرة والتي تسنتد الي نظام محدد وصارم في مرحلة الحشد ، وتحد من ظاهرة الميوعة في المواقف التي أعتاد عليها البعض في العمل العام  ، وتستطيع أن تلزم الجميع المشاركين في الحشد والذين من المحتمل أنضمامهم مستقبلا لزيادة الاعداد ، وهنا أود أن أشير الي ان وجود مؤسسة تجعل تلك العملية مضمونة التأثير وذات نتائج عالية  في كل مراحل عملية الحشد ، الي جانب القدرة علي ضبط  أسباب الخطأ وتصبح لدينا القدرة علي التصويب بشكل سريع ، وهنا نكتشف خطأ  الاعتماد علي شخص أو أكثر في فكرة الحشد فأن  فرص النجاخ تكاد تكون محدودة للغاية ، وذلك لغياب الدور المؤسسي الاكثر تأثيرا في هذا الامر .والذي توضح كافة التجارب النضالية في العديد من البلدان التي خاضت معركة التغيير عبر العمل المؤسسي في فكرة الحشد .
 
 أيضا من الامور التي يجب الالتفات اليها جيدا في مرحلة الدعوة الي الحشد الايجابي ، أن يتوقف البعض ممن أعتادوا توجيه النقد بداعي وبدون داعي ، لوجود شخص ما يساهم في دعم الحشد وهذا الشخص لدي البعض ملاحظات عليه ، فمهما كانت هذه الملاحظات علينا أن ننظر الي الفكرة الاكبر والهدف الاسمي والمصلحة العليا لنا ، فهي الاهم ، هنا نستطيع أن نقول أن فرص النجاح تتزايد لدينا .
 
لدينا الان في المجتمع المصري في هذه الاونة دعوات عده من اجل حشد الجماهير لتحقيق مطالب جد مهمة وملحة ، والمجتمع المصري في حاجة ماسة لاستمرار فكرة الحشد في ذهن الجميع ، هذه فرصتنا الاخيرة في الاسراع بتعديل أي مسار سياسي خاطئ ، اهدار فكرة تنظيم الحشد وأسناده الي مؤسسة قادرة علي تنظيم هذا الحشد سيحرمنا لفترة طويلة جدا من تراكم حدث بعد نضال طويل ، لاتزال الفرصة سانحة لنا وقدرتنا علي أنجاح أي حشد قائمة بشرط أن تكون مصالح الوطن هي الاسمي وفوق كل مصالح شخصية ، وللحديث بقية .
 
رئيس مؤسسة اللوتس للتنمية وحقوق الانسان

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter