الأقباط متحدون - وسقطت الأقنعة
أخر تحديث ٠٧:٢٢ | الخميس ٣٠ اغسطس ٢٠١٢ | ٢٤ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٦٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

وسقطت الأقنعة

بقلم: مينا ملاك عازر

 حينما عاب الإخوان على شباب الثورة ارتدائهم أقنعة بانديتا، وقالوا في ذلك ما قاله مالك في الخمر، ويمكن يزيد، لم ينتبهوا أن أولائك الشباب يرتدون أقنعة والكل يعرف أنها أقنعة، وهي أقنعة يسهل خلعها لو مديت إيدك ورفعتها عن الوجه، تستطيع أن ترى الوجه الحقيقي لمرتدي القناع، المصيبة أن الإخوان لم ينتبهوا أن أقنعتهم التي يرتدونها يوارون ورائها أفكارهم الإقصائية التخريبية المتطرفة، ليست اقنعة يسهل خلعها، ولا يستطيع أحد أن يتبين أنهم يرتدونها، لم يتبين إلا القليل من الشعب، وأخذ يندد بهم لكن أحداً لم ينتبه، وأخذ الإخوان يرتدون الأقنعة ويجذبون حولهم من يصدق تلك الأقنعة، ولم يحاول أحد أن يتبين وجوههم الحقيقية لأنهم أحكموا ارتداء القناع حتى لم يعد هناك فرق بين الوجه والقناع ،وما أن وصلوا للسلطة حتى سقطت الأقنعة.


فتقنعوا بقناع مشروع النهضة، فلم نرى من المشروع إلا قروض ومنح، حتى أن الشاطر مهندس مشروع النهضة حين وصل لسدة الحكم وجد جماعته غير قادرة على تنفيذه، أو أن مشروعه وهمي، ووجد أن المطالبة بتنفيذه متزايدة – حيث كان مشروعاً للدعاياة الانتخابية- ألقى باللوم على الإعلام الذي لا يوجد غيره ليتحمل كذب الإخوان، وقال أنه "لا يوجد برنامج واضح ومحدد ونهائي للنهضة... وأضاف إننا بنجهز المشروع ليصبح مقترح وجاهز للنقاش بين الناس ... ثم ألقى باللوم وعتب على الإعلام لإنه فهم المشروع غلط وروج له خطأ"، طبعاً الإخوان ما بيعرفوش يكدبوا، لكن الإعلام ماشي، تقنعوا بستار الدين، فسقط وظهر الكدب والنفاق والتلوُّن والغاية التي تبرر الوسيلة، وطبعاً الغاية كانت كرسي الحكم والوسيلة كانت أي حاجة، دماء متظاهرين نفاق مطاطية أمام المجلس العسكري حتى يتمكنوا، تمسكنوا حتى تمكنوا، وحين تمكنوا لم يرحموا حتى من أيدوهم حتى وصلوا للحكم، ولن يرحموا البقية الباقية، فلم يزل الصراع على الدستور قائماً، وها هم يرتدون قناع دستور مصر، واكتب دستور بلادك بإيدك، ولا يعلمون أن أيد حضرتك مغلولة، وأن أي اقتراح لايرضي الأغلبية الإسلامية الحاكمة للبلاد اقتراح غير مأخوذ به، ومصيره سلة المهملات أو حرقه، وقد يحرقون صاحبه بعد أن يستقر لهم الحكم، وتسقط الأقنعة عنهم يوماً بعد يوم.
 
وعد الرئيس مرسي بمليارات الدولارات ما أن يصل لحكم مصر في صورة استثمارات لم نرى منها إلا قروضاً، ورحلات لبلاد العالم لاسترضاء السعودية علينا، فتهبنا أموالاً، وأموال قطرية، وشراء البنوك القطرية لأذون الخزانة المصرية التي ستطلقها الحكومة القنديلية، وها نحن نسير في نفق مظلم ليس كنفق من أنفاق غزة رفح المصرية، وإنما نفق لا نهاية له إلا حكم الإخوان، ولا أستبعد أنه بعد سنوات، أن يلغون اسم مصر ويسمونها جمهورية الإخوان العربية الإسلامية.
 
وتسقط الأقنعة من على وجوههم، ولا يزدهم هذا إلا تبجحاً لا يهمهم  رقيب ولا حسيب، وجمهور الشعب زهق وقابل بأي نتيجة، المهم يعيش، كما قلنا سابقاً، وخونوا المثقفين والمعارضين، وامتلكوا المساجد وسيطروا على عقول الجهلاء والعامة، ومن يصدقون كل من التحى، لا لشيء إلا لأنه ملتحي وبتاع ربنا، مش معقول يكذب. شوهوا الدين واتخذوه قناعاً حتى هذا تحايلواعليه أول ما وقف أمامهم في مسألة القرض، اللذين وجدوا في الربا مانعاً لتمرير القرض، سموها مصاريف إدارية. وللعلم حتى يشهد التاريخ على ما أقوله، أنا لا أستبعد أن الرئيس مرسي قبل بفكرة القرض لتكن تكؤة له ليعيد مجلس الشعب الغير دستوري بحجة أن رئيسة البنك الدولي أبت أن تدفع القرض لمصر بدون وجود مجلس شعب منتخب، وهي المقولة التي رددتها كثيراً في الأيام الأخيرة، لذا لا أستبعد عودة مجلس الشعب. 
 
المختصر المفيد يقول الشاعر المبدع سيد حجاب "الغش طرطش رش، ع الوش بوية، ما درتش مين بلياتشو أو مين رزين.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter