الأحد ٢ سبتمبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم- مينا ملاك عازر
قد تكون هي المرة الأولى التي يعتلي فيها الإسلاميون سدة الحكم في مصر، لكنها صدقوني ليست الأولى التي يحكمون فيها مصر، فحكم الإسلاميين لمصر أخذ أشكالًا كثيرة ولن أتحدث عن قديمها فقط سأذكركم بحديثها.
بدأ بوصول "البكباشي عبد الناصر" الذي كان على وفاق معهم وقيل أنه كان منتميًا لجماعة الإخوان، ولولا غرور وغطرسة الأخيرة لما نبذهم "ناصر"، ولولا العلاقة التي جمعته مع قداسة البابا كيرلس السادس- والتي نعلم كلنا كيف بدأت وكيف وصلت لما كانت عليه- لكان "ناصر" في حكمه لمصر إسلاميًا متشددًا.
كذلك الرئيس "السادات"، كلنا نذكر ماذا فعل بقداسة البابا "شنودة"؟ وكيف كان يريد تطبيق الشريعة؟ وكيف صاغ المادة الثانية من الدستور لتكون بوابته لحكم طويل المدى؟ لكن القدر لم يمهله ليستمر فيه، فقد اُغتيل على أيدي من أطلق سراحهم من السجون، ومن أطلق لهم العنان ليعيثوا بالأرض فسادًا.. اغتالوه بعد أن كفرّوه وهاجموه وهو الذي كفل لهم كل الحماية العلنية والسرية ليعملوا بالعمل العام بالجامعة، مستقطبين آلاف الشباب حولهم، مشوهين أفكارهم، غاسلين عقولهم حتى صاروا قنابل موقوتة لتفجير وحدة الوطن، ها نحن نجني ثمارها للآن.
أما "مبارك" نفسه فقد كان إسلامي التوَجُّه، وقد عقد معهم الاتفاقات، وآخرها ما كان بانتخابات 2005، وأبجحها ما تعبر عنه تصريحات جماعة الإخوان الحاكمة حاليًا بخصوص انتخابات عام 2010 التي كانت السبب في تفجير الثورة. ولا ننسى أن مبارك في عهده قد أخر الغفران عن البابا "شنودة" رغم أنه كان قد أفرج عن كل من اعتقلهم "السادات" في اعتقالات سبتمبر، فقد أفرج عن البابا في يناير 1985 في حين أنه كان قد أفرج عن الكل في 1981، ناهيك عما قاساه الأقباط في عهده من ظلم وحرمان من المناصب القيادية، كمنصب المحافظ ورئيس الوزراء، ورؤساء الجامعات، وعدم تقلدهم أي مناصب مرموقة في باقي جهات الدولة الحساسة.
هل بعد كل ما سقته لحضرتك لازال ينتابك قلق من اعتلاء الإسلاميين الحكم؟ لا أظن، فما حدث فقط أنهم جلسوا بذقنهم وجلبابهم علنًا على كرسي الحكم بعد أن كانوا يوجهون تفكير الحكام من وراء الستار، ويتشدقون بأنهم مضطهدون.
عزيزي القارئ، لا تقلق. فمبارك الذي جرف عقل مصر، وترك عقول الشباب فارغة ليعبئها ويملأها الإسلاميون ليسيطروا عليهم بأفكارهم الرجعية الهدامة رحل، وأكيد سيرحل من ترك لهم الساحة خالية يومًا ما بثورة أو بغيرها، المهم أنهم سيرحلون.
المختصر المفيد، لو كانت دامت لغيرك، لما كانت قد وصلتك.