الأقباط متحدون - الكنيسة والاقباط فى مواجهة اخونة الدولة والتهميش المتعمد لهم
أخر تحديث ٠٦:٢٣ | السبت ١ سبتمبر ٢٠١٢ | ٢٦ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٧٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الكنيسة والاقباط فى مواجهة "اخونة" الدولة والتهميش المتعمد لهم

بقلم : صبحي فؤاد

اعلم اننى سوف اوجع بكلماتى قيادات الكنيسة القبطية فى مصر  وايضا المتأسلمين من اتباع الجماعة المحظوظة لاننى لن اكتب الا ما يمليه على ضميرى وحبى لمصر وخوفى وحرصى على مستفبل هذا البلد العظيم .

منذ عهد السادات وحتى سقوط نظام الرئيس السابق مبارك عانى الاقباط  الامرين من اعتداءات بربرية كثيرة عليهم ادت الى استشهاد مئات منهم ونهب وتدمير وحرق املاكهم بما فيها دور العبادة وعمليات " اسلمة" لفتيات قاصرات منظمة تمول من دول الخليج والسعودية ورغم علم الدولة بها الا انها تتستر عليها وتشارك فيها بصمتها وتقصيرها فى تطبيق القانون ومعاقبة الجناة .

وهناك مئات الاحداث الطائفية البشعة الموثقة التى كان فيها الاقباط الطرف المظلوم المعتدى عليه والمهضوم حقة  تبرهن بالدليل القاطع على تقاعص الدولة فى حماية مواطنيها غير المسلمين . بجانب الاعتداءات والقتل والنهب والسلب كان هناك تعمد من الرئيس السادات ومبارك ايضا بتهميش الاقباط وابعادهم عن المناصب الهامة فى الدولة مثل العمل فى رئاسة الجمهورية او الجيش او المخابرات او رئاسة الجامعات او الصحف الحكومية الكبرى لاسباب طائفية غير مفهومة او يمكن للعقل تبريرها .

وازاء هذه الاعتداءات وسياسات التهميش التى كانت متعبه فى عهدى مبارك والسادات كانت للاسف ردود افعال قيادات الكنيسة والاقباط لا تتناسب مع فداحة الاحداث وحجم الظلم والاضطهاد الواقع علىهم فى مصر من اجل احتواء المواقف وتهدئة الامور واطفاء الحرائق التى كان العنصريون الطائفيون يشعلونها عمدا لحرق الوطن ودفع الاقباط لترك وطنهم والهجرة الى الخارج.

وجاءت انتفاضة او انقلاب 25 يناير 2011 الذى انهى نظام مبارك .. وبدت للحظات قليلة بارقة امل فى سماء مصر عندما وقف جميع المصريين فى يوم 11 فبراير يرقصون فى ميدان التحرير احتفالا بسقوط نظام مبارك والعادلى ..تخيلنا فى تلك اللحظة بان الطائفية والعنصرية والاضطهاد الدينى والتميز انتهوا الى الابد وان روح الود والتسامح والمحبة سوف تسود بين ابناء الوطن الواحد ولكن سرعان ما انتهى الحلم الجميل لنجد واقعا جديدا فى مصر يتشابه كثيرا بالعهود السابقة ان لم يكن اسوء عشرات المرات.

سرعان ما وجدنا الجماعات المتأسلمة تحل مكان مبارك وتشجع على مزيد من التطرف والعنصرية والتميز القبيح والاعتداءات ضد الاقباط والمسلمين الذين لا ينتمون اليهم ويتبعون فكرهم الذى يسعى لا رجاع مصر 1500 عام الى الوراء .

ورغم ان الرئيس الجديد مرسى العياط  وعد جميع ابناء مصر بما فيهم الاقباط قبل الانتخابات الرئاسية  بانه لن يظلم مواطنا فى دولته الا اننا وجدنا الظلم قد زاد فى عهده والتهميش صار منهجا يطبق فى مصر وان وعوده لا تترجم الى افعال على ارض الواقع.

وحتى لا اطيل دعونا ندخل الى صميم الموضوع ونسأل انفسنا الاسئلة التالية:
اولا : هل تحسن وضع الاقباط بعد سقوط نظام مبارك ام العكس هو الذى حدث؟
ثانيا
: هل الرئيس الجديد مرسى يسعى بجدية واخلاص الى نشر العدل والمساواة بين جميع ابناء مصر ام انه يمهد الارض لانشاء دولة خلافة اسلامية لا مكان فيها لغير التابعين لدين الدولة وفكر الاخوان المسلمين؟
ثالثا
: هل استمرار قيادات الكنيسة القبطية فى الالتزام بالصمت تجاة الاعتداءات المتكررة على الاقباط وعدم المطالبة بالحقوق المهضومة لهم هو نوع من الحكمة ام انه نوع من المشاركة بدون قصد فى اضاعة حقوق الاقباط بحجة ان الارض ليست مملكة الاقباط ولكن السماء؟ .

لاشك ان الاجابة على هذه الاسئلة تؤكد لنا ان وضع الاقباط تدهور كثيرا منذ وصول الاخوان الى الحكم وعملية تهميشهم صارت منهجا وبرنامجا يسير عليه نظام الرئيس مرسى بدليل اعطاء وزارة واحدة ليست ذو اهمية لسيدة قبطية رغم ان الاقباط لايقل تعدادهم باى حال من الاحوال عن ربع تعداد السكان ..ناهيك عن الاستمرار فى ابعادهم عن رئاسة وسائل الاعلام والجيش والمخابرات  والجامعات وكافة الوظائف الهامة فى الدولة لاسباب طائفية عنصرية بحتة .

والادهى والاخطر انهم يحاولون حاليا بكل طاقتهم كتابة دستور جديد يعكس رؤية وفكر الاخوان والسلفيين ويفرض الشريعة الاسلامية والحدود والوصايا على اموال الاقباط وكنائسهم  بلا خجل او حياء.

فهل من الحكمة ان تستمر قيادات الكنيسة فى التزام الصمت حيال ما يحدث للاقباط من اعتداءات متكررة وقتل ونهب وسلب وتهجير متعمد لمواطنيين مسيحيين مصريين من بيوتهم بلا رادع او معاقبة من رجال القضاء؟

هل من الحكمة الا يطالب الاقباط بحقوقهم الشرعية والقانونية والدستورية والانسانية التى الخصها فى كلمات قليلة الا وهى العدل والمساواة وتطبيق القانون بشفافية او تميز او تحيز على الجميع ؟

اننا نرى الاخوان رغم ان تعداهم لا يزيد على 2 او 3 مليون على الاكثر لا يشعرون بالخجل من انفسهم وهم يكوشون على كل شىء فى مصر ..اما حلفاءهم السلفيين فنجدهم لا شاغل او هم لهم سوى المطالبة بتطبيق الشريعة والحدود وتحويل مصر الى دولة اسلامية بدون ان يعلو صوت واحد يتهمهم بالعنصرية والفاشية والفتنة ومحاولة تمزيق الوطن بسبب دعاويهم الطائفية .

فاذا كان هذا هو الحال فى مصر اليوم ..واذا كان الاخوان والسلفيين يخططون لتهميش الاقباط وكل من لا يتبعهم من اخوتنا المسلمين فالى متى يستمر صمت قيادات الكنيسة والاقباط ؟

اخيرا اننى اطالب الكنيسة والاقباط بالتحرك فورا ومعهم المسلمين المعتدلين فى مصر لوضع حدا لاخونة الدولة ووقف مخططهم  لادارة البلد لحسابهم الخاص وتحويلها الى جنة للمتطرفين والارهابين ودعاة فتاوى القتل وسفك الدماء.
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter