أحمد علام
إن الأوروبي غير المسلم الذى يحب مصر أقرب لى من المسلم المصري الذى لا يحب مصر ويعتبرها حفنة تراب ، بل ريموند شينازى اليهودى مخترع دواء سوفالدى لعلاج فيروس الكبد الذى أهدى لمصر حق تصنيع السوفالدى دون مقابل وفاءا لأنه ولد بمصر فإستطعنا علاج 17 مليون مصرى مجانا دون مقابل بينما كانت تباع الجرعة بالفين دولار فى كل العالم ، هو أقرب لى من المصري المسلم الذى قال طظ فى مصر واللى بمصر ، فما بالك بإبن بلدى وصديقى وجارى ورفيقى وطبيبي ومعلم أولادى غير المسلم !!! بل إننى أدعم تولى المصري البهائي او المسيحى أو ايا كان دينه اى منصب مهما كان حجمه إعتمادا على الكفاءة والأمانة وحجم العمل المنجز ولنا فى محافظة محافظة دمياط منال ميخائيل مثلا ، كما أن الإحصائيات أثبتت ان فساد المراة المصرية فى المناصب التنفيذية عشر فساد الرجل ، فأوافق أن تدير العمل بأى مصلحة إمرأة أو غير مسلم ولمن يقول ان الحديث يقول لا يلى أمركم غير مسلم أقول له هذا فى أمورنا الدينية وماذا عن اكم ممن يتولون مناصب ويقبض عليهم برشوة او سرقة وهم يمسكون بين أيديهم المصحف وتعلو جباههم زبيبة صلاة فى حجم قوس ،
هذا بمناسبة الأسئلة الغريبة التى توجه لدار الإفتاء وحسنا ترد دار الإفتاء فى الوقت الحالى ولكن نحتاج لجهد لنفض موجة التدين الشكلى التى ضربت أركان المحروسة منذ نصف قرن فأنتجت هذا التفسخ المجتمعى ..
وعلى راى جلال عامر حين كتب ( بمناسبة التدين الشكلى المنتشر أصبح سائق التاكسي يشغل القرأن ولا يشغل العداد)
وكانت النتيجة أن هذا التدين الشكلي لم يحمي مجتمعنا من الفساد الأخلاقي ومن الإنحطاط السلوكى والتخلف والتطرف ففقدنا بوصلة القيم المجتمعية كاحترام الآخر وتقبل المختلف وصار المجتمع يعتبر أن الغش فهلوة والرشوة ذكاء والعنصرية تفوق والكراهية إيمان والتحايل فى العمل استقامة وأصبحت أقنعة التدين الشكلي مجرد التمثيل بالمظهر الديني من ثوب قصير ولحية وصوت مرتفع وخلف ذلك المظهر والشكل كثير من التطرف والجمود المؤديان للإرهاب أو الفساد الأخلاقى
ولذلك فإننا لا نحتاج ثورة تجديد دار الإفتاء تنحصر فيمابين تغيير فكرة نجاسة الكلاب وعمل التاتو وخروج المرأة للعمل لكننا نحتاج تلك الثورة ضد فتاوى القتل على الهوية الدينية والتكفير وفتاوى التضييق على الأفكار وإستباحة أصحابها ونحتاجها لتغيير الموروث الخاص بكل فتاوى تحقير المرأة والتقليل منها وإباحة التعدد وإعتبار المرأة ملكية فى الزواج والطلاق وضد فتاوى تصنيفها حسب ملابسها وثورة ضد الفتاوى التى تمس حياتنا ويستخدمها الإرهابيين والمتشددين كفتاوى أحكام المرتد وتارك الصلاة وفتاوى لايؤخذ مسلم بدم كافر وأحكام مايسمى بأهل الذمة وتصنيف المجتمعات وضد فتاوى الجهاد فطالما يتم تدريس غزوات العرب التى تسمى بالفتوحات على أنها جزء من الدين لا جزء من التاريخ ستظل مجتمعاتنا تنتج من يقلدهم الأن بعد كل تلك القرون فيقتلون المختلف فى هويته الدينية والمذهبية وستنتج من يعتبرون غير المسلم فى نفس المجتمعات مواطنا معاهدا لا مواطنا ندا مكافئا شريكا كاملا وسيظل بعضنا لايرى الجرائم والانتهاكات والاضطهاد قضايا إنسانية يتعاطف معها إلا فى حال أن كان مرتكبها غير مسلم فى حين نطالب العالم أن يتعاطف مع قضايانا وسيظل من يسال ..هل يجوز لى أن أحب جارى الكافر وهل يجوز أن يحكمنى فى العمل أو السياسة غير مسلم وسنظل ندور فى تلك الحلقة المفرغة !!