الاثنين ٣ سبتمبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١١ ص +02:00 EET
بقلم: مدحت قلادة
سافرت في رحلة عمل في الفترة من آخر يوليو إلى منتصف أغسطس لرؤية مصر وحال المصريين ولاستكشاف الواقع المصري . كنت أسير هائماً أنظر في عيون العباد في البلاد كان يومي مملوءً ومشغولاً ومهموماً تعرفت في الرحلة على أصدقاء جدد وعرفت فيها معادن البشر.
في البداية وكمصري أحسست بالذل والمهانة لاغتيال شهداء مصر الأبرار وقت الإفطار وبعد صوم يوم طويل أن يُسال الدم المصري بواسطة الجماعات الدينية الجهادية ! وكان رد الفعل للأسف هو مكاسب شخصية للسيد مرسي العياط، مما يثير الشك والريبة؟! علاوة على التضليل وانهاء عملية نسر بعد إقالة قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة مما يؤكد على تخطيط الجماعات الدينية المصرية مع حماس لإرتكاب تلك المذبحة.
وكرئيس لاتحاد المنظمات القبطية بأوروبا قررت السفر إلى دهشور خاصة بعد تهجير 129 عائلة قبطية هناك، شارك في الزيارة د. سمير فاضل عن مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية والأستاذة جيهان خضير رئيسة مركز اللوتس وعدد من الصحفيين من جريدة الأخبار والأهرام وموقع الأخبار وبوابة الأهرام وجريدة المسائية وروز اليوسف وموقع صدى البلد وموقع الأقباط متحدون وعدد كبير من نشطاء الأقباط، فما أن وصلنا وجدنا عدد هائل من القيادات الأمنية وسيارات الأمن المركزي وتعاملنا مع الوضع في أرض الواقع.
فإذ بنا نفُاجأ بخلو القرية من الأقباط جميعهم، وتذكرت عام 1981 في أحداث الزاوية الحمراء الفارق الوحيد أن ما حدث في أحداث الزاوية كان برعاية السادات أما أحداث دهشور 2012 برعاية مرسي العياط الاخواني، وتذكرت كلمات مرسي وجماعته القائلة بأن النظام السابق هو من كان يصنع الفتن وكأنها لاتصنع الآن، وحينها أيضاً تذكرت عام 1976 حينما قامت إسرائيل بتهجير مدن القناة.
التقطنا صوراً عديدة لمشاهد مؤسفة داخل دهشور وتم توثيق الأحداث وارفاق الصور بها وسنتقدم بها لاحقاً لأول جلسة للبرلمان الأوروبي في شهر سبتمبر، ومن المخزي ومن الأشياء التي يندى لها الجبين علمنا أنه تم دفع تعويضات لا تشفع ولا تنفع رمزية للغاية للأسر المهجرة.
ثالثاً النشطاء الأقباط:
هم فصيل مصري أصيل يعمل لأجل مصر وهناك تعرفت على قيادات شابة تضحي بكل ما تملك من أجل رفعة مصر، وتعمل مع كل التيارات المصرية الشريفة، وقد تشرفت بحضور تأسيس المجلس الإستشاري القبطي الذي أتمنى له أن يعمل مع التيارات القبطية والمصرية جميعها ولا يقصي أحد من التعاون معه، وتعرفت في هذا اليوم على رموز لشابات قبطيات رائدات مثل الأستاذة مريم ميلاد رزق رئيسة حزب الحق وفرحت بما تملكه من انتماء وطني عالي وكاريزما وحضور وتأثير على جموع السامعين، والأستاذة ألفت كامل الإعلامية ذات الحس الوطني والإنتماء الأصيل لمصر التي طالما عملت في الشأن الوطني وتشترك لأول مرة في العمل القبطي.
وقد لمست خلال رحلتي عناء المصريين المضني بسبب انقطاع الكهرباء والماء في درجات حرارة مرتفعة جداً تصل لدرجة الأربعين على أقل تقدير.
بالطبع ليس خافياً على من يزور المحروسة أن يرى الغضب في عيون وسلوكيات المصريين وعدم تقديرهم لرئيسهم مرسي العياط الذي صدع رؤوسنا بمشروع النهضة الوهمى وها هي مصر تنهار يوماً بعد يوم، حيث أكد الجميع أنه ربما يكون رئيساً لقطاع غزة وليس لمصر.
أخيراً وسط الألم والحزن ومعاناة المصريين بعد خطف الثورة مازالت قلوب شباب مصر الواعي ينبض وحتماً ستشرق شمس الحرية وستنتهي أكذوبة عدالة الدولة الدينية، ومصر لن تسير في فلك دويلة قطر.
Medhat00_klada@hotmail.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع