الأقباط متحدون - رومان بريجومكو: السلام الاجتماعي يعتمد على الحوكمة الجيدة، والعنف عائق أساسي أمام تحقيق الديمقراطية
أخر تحديث ٠٥:٢٦ | الاثنين ٣ سبتمبر ٢٠١٢ | ٢٨مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٧٢ السنة السابعة
إغلاق تصغير

رومان بريجومكو: السلام الاجتماعي يعتمد على الحوكمة الجيدة، والعنف عائق أساسي أمام تحقيق الديمقراطية

رومان بريجومكو؛ الأستاذ بمعهد إبيرون للدراسات الأمنية ببولندا
رومان بريجومكو؛ الأستاذ بمعهد إبيرون للدراسات الأمنية ببولندا

 كتب-عماد توماس

 
 استضاف مركز دراسات الديمقراطية والسلام الاجتماعي بمكتبة الإسكندرية أمس، رومان بريجومكو؛ الأستاذ بمعهد إبيرون للدراسات الأمنية ببولندا، لإلقاء محاضرة بعنوان "تحقيق السلام الاجتماعي في مصر: حلول مبتكرة للحد من العنف عن طريق تقييم وإدارة التهديدات". 
 
ألقى رومان بريجومكو خلال المحاضرة الضوء على طبيعة العنف المركبة، وأصوله، ودوافعه، ونماذجه، وتأثيراته. كما قدم بعض الحلول التي أثبتت نجاحها من قبل في فهم وتقييم وإدارة التهديدات الخطيرة التي يقوم بها العنف الموجه. 
 
وأكد بريجومكو في بداية المحاضرة أن كل شخص قادر على العنف، كما أنه يمكن أن يساهم الجميع في وضع حلول للحد من أعمال العنف. 
 
وشدد على أنه هناك أسباب ودوافع وراء كل فعل من أفعال العنف، وعلى إمكانية دراسة أفعال العنف وفهم أسبابها، مما يؤدي إلى تقييم هذه الأفعال، وصولاً إلى محاولة منع حدوثها من الأساس.
 
وقال إن الهدف من هذه الحلول التي تعمل على تقييم أعمال العنف هو العيش في مجتمع أكثر أمانًا وسلامًا، وتقليل شعور المواطنين بالخوف. 
 
وشدد على أن العنف هو عدو الحوكمة الجيدة "الحكم الرشيد"، وأن السلام الاجتماعي يعتمد بشكل أساسي على الحوكمة الجيدة، مشيرًا إلى أنه في ظل مرور مصر بمرحلة انتقالية بالغة الصعوبة تسعى فيها إلى التحول من نظام استبدادي إلى نظام ديمقراطي، يجب الاعتماد على نظام حوكمة جيد.
 
وأكد أن الحوكمة الجيدة تقوم على اللامركزية والشفافية والإجماع وبناء الشراكة بين الحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع المدني، ووضع رؤية واستراتيجية طويلة الأجل. 
 
وأضاف أن العنف يعد عائق أساسي أمام تحقيق الديمقراطية، كما أن الخوف يبرر السياسات السيئة، مشددًا على أنه لا يجب وضع الثقة في رجل السياسة الذي يستخدم التخويف في السياق السياسي؛ مستشهدًا بالسياسات الأمريكية السيئة التي اتُخذت محليًا وعالميًا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتي وافق عليها المواطنون نتيجة خطاب التخويف.
 
وتحدث بريجومكو عن إمكانية القيام بعمليات لتقييم إمكانيات ومخاطر حدوث عمليات عنف، والتي اعتبرها شكل من أشكال العلوم الناتجة عن الدراسة والفهم، والتي تعتمد على عدد من المناهج لدراسة الدوافع، والمواقف والسياق، والبحث عن الأدلة، والتفكير المنطقي والتحليل القائم على المنظور المحلي.
 
وأوضح أنه من أجل "دراسة العنف" يجب محاولة التعرف على طريقة تفكير وشخصية الشخص الذي يقوم بأعمال العنف، مبينًا أنه لا يوجد علاقة مباشرة بين الأمراض العقلية والعنف، إلا أنه يوجد بعض المؤشرات النفسية لقيام الفرد بأعمال عنف؛ ومنها النرجسية والشيزوفرينيا.
 
وأكد أن منع العنف يعد عملية اجتماعية طويلة الأمد، وأنها ليست استراتيجية سياسية، ولذلك يجب أن يعتبرها المواطنون قيمة ثقافية وألا يعتمدوا بشكل أساسي على الحكومة لتحقيقها.
 
واستشهد بريجومكو في المحاضرة بكتاب "أفضل الملائكة داخلنا .. تراجع العنف في التاريخ وأسبابه" لستيفن بينكر، والذي يقول فيه إن العنف تراجع بشكل مذهل على مر الزمان، وذلك نتيجة عدد من الأسباب؛ هي: زيادة المؤسسات الحكومية، ونظم الحوكمة الجيدة، والتطور الثقافي، وقيم الحياة، والتقدم الأخلاقي، وضبط النفس، والتبادل الثقافي.  
 
يذكر أن هذه المحاضرة تأتي ضمن سلسلة المحاضرات التي يقدمها مركز دراسات الديمقراطية والسلام الاجتماعي والتي يلقيها خبراء متميزون في دراسات السلام والديمقراطية.

 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter