د.ممدوح حليم
كم هي رائعة كلمات الترنيمة القديمة التي تقول كلماتها:
                لو قضيت عمري لأعرفه
               ما رواني نهر المعرفة
              فيسوع بحر ونبع حياة
              ويسوع عطر وطوق نجاة
            حلقه حلاوة ومشتهيات
            ففيه خلاصي ومنه الثبات
           أود لو أعرف سر شذاه
          أود لو أدرك حب الخطاة
         لكن عزائي لقاء السماء
        ففيه سأعرف سر الفداء

  لقد أصابت هذه الكلمات كبد الحقيقة. تنطبق على المسيح تمامًا كلمات الشاعر الكبير، شاعر النيل، حافظ إبراهيم، وهي:
    أنا البحر في أحشائه الدر كامن
                           فهل سألوا الغواص عن صدفاته
 إن المسيح بحر زاخر عميق واسع الأطراف، فلا يمكن الإلمام بفكره، بحبه، بعمق خلاصه، باتساع رسالته. وعلى الرغم من مرور أكثر من عشرين قرنًا على مجيئه إلا أن أقواله وتعاليمه مازال المفسرون يجدون فيها جديدًا. لم تزل معجزاته تحير العقول. حياته لا مثيل لها إذ فيها من الأعماق ما يدهش.
  المسيح بحر عميق ، فتتحير في تواضعه وشموخه في آن واحد، طيبته وحزمه، بساطته وعمقه، فلسفته وسهولة تعاليمه. ادخل إلى أعماق تعاليمه فلن تصل إلى أغوارها فهي كالبحر المتسع العميق.
 
      إنه كالبحر الذي يجذب سحره الجميع. لقد انجذب إلى المسيح البسطاء والصيادين والخطاة والمرضى والمتألمين والمعلمين وذوي المكانة الاجتماعية، والكل وجد فيه ما يشبعه وما ينشده من راحة وشفاء وخلاص.
  إن يسوع بحر، فهل تلتفت إليه؟