الأقباط متحدون - حضرة صاحب النيافة الأنبا باخوميوس
أخر تحديث ٠١:٥١ | الجمعة ٧ سبتمبر ٢٠١٢ | ٢ نسيء ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٧٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

حضرة صاحب النيافة الأنبا باخوميوس

بقلم: حنا حنا المحامي
استمعت إلى حديث نافتكم عن البيان الذى ألقته الجمعيه الوطنيه القبطيه فيما يتعلق بتقسم مصر سنة 2034 إلى آخر ذلك البيان.  وطبعا انتقدتم ما ذهب إليه البيان تأسيسا على أن المسلمين والمسيحيين يعيشون مع بعض منذ عدة قرون, وأن المسلمين والمسيحيين وحده واحده وستظل هكذا.
 
ولا شك أنى أوافق نيافتكم الرأى على الاسلوب الذى أعلنته الجمعيه الوطنيه القبطيه.  ولكن فيما يتعلق بالتقسيم فهو موضوع آخر له أبعاده وإجراءاته وأسبابه.  وإنى أرى أنه يحقق آمال ملايين المسيحيين فى مصر الذين يعانون وسوف يعانوا أكثر من تهميش واضطهاد لا يخفى على نيافتكم.  كما أنى لا أتردد فى  القول أنه يحقق أحلام ملايين المسلمين الاخرار فى مصر.
 
وإلى نافتكم تصورى وأسباب دعواى إلى التقسيم.  
أولا إننا جميعا نعى ونعلم أجنددة الاخوان المسلمين كما أننا لاشك نشاهد أنهم بدأوا فى نتفيذها.  معنى هذا أن ملايين الاقباط فى مصر لابد أن يعانوا من أجل اسم المسيح.  ولكن كما لا يخفى على نيافتك مأيضا أنه ليس معنى هذا أن نلقى بأنفسنا وأنفس أبنائنا وبناتنا إلى التهلكه ... وبأيدينا.
لا يخفى على نيافتكم موضوع اختطاف الفتيات الذى لا يزال فى ازدياد مضطرد.  كذلك اضطهاد المسيحيين فى العمل وفى التعيين فى شتى الوظائف.  كما لا يخفى على نيافتكم موضوع بناء الكنائس والذى أصبح رجسا من عمل الشيطان.  وإذا حاولنا أن نبين الحقيقه تمجيدا لاسم السيد المسيح فإننا نرتكب جريمة بل جناية التبشير.  وإذا حاولنا الرد على الاكاذيب نكون قد أسأنا إلى الدين الاسلامى أى كما يقول المثل: "صحيح ما تكسرش مكسر ما تاكلش وكل لما تشبع".  والمشكله كما لا يخفى عليكم ليست مشكلة أقوال بل تطور الامر ألى حيز العمل وتهميش المسيحيين تهميشا لم يعرفه جيلنا والبقيه تأتى.
 
هل تعرف يا نيافة الانبا باخوميوس أن الجزيه بدأت تفرض فعلا فى بعض القرى فى المنيا وأسيوط على مسمع ومرأى بل وتأييد ومشاركه السلطات؟
 
سيدى:  السيد المسيح لم يتردد فى إشباع الجموع بعد جلسة طويله.  وهذه حكمة السيد المسيح.  ذلك أن غذاء الكلمه وغذاء الروح لا يغنيان عن غذاء الجسد.  إذن لا بد من العمل على توفير غداء الروح والجسد لاولادنا فى مصر.  فما يجرى الآن هو العمل بكل جد على حرمان الاقباط من أية حقوق مشروعه.  لا حظت لا شك أن الوزاره لم يكن فيها وزيرا واحدا مسيحيا ذا حقيبه.  إن تنفيذ المخطط قد بدأ.
 
سيدى إن البطون الجائعه والنفوس المحرومه من العدل لن تلبى طلبات الانجيل بسهوله.  نعم إن الضعط الواقع على المسيحيين يجعلهم يلجأون إلى الله ويتقربون أليه أكثر وأكثر ولكن يتعين أن نحمى أيضا ضعاف الايمان حتى يقوى.  إن الحرمان من بناء الكنائس, الحرمان من التوظف, والحرمان لاصحاب المواهب من أن ينالوا فرصهم فى المقدمه, والحرمان من أصحاب التجاره من التعامل مع الاغلبيه من الشعب المصرى على اساس الدين, والحرمان من التعيين فى مختلف الوظائف, هذه جميعا تجعل القطيع المحروم يضعف بينما الراعى الصالح يعمل على سلامة وقوه الرعيه.
 
لذلك فإن كاتب هذه السطور يدعو إلى التقسيم ليس على أساس الدين بل على أساس الحرية والمبادئ والعداله.  إننا وحدة واحده مع إخواننا المسلمين الشرفاء وليس المسلمين المتطرفين الذين يلهجوا بكفرنا ليل نهار شريطه أننا لا يمكن أن نرد عليهم!
نيافة الانبا باخوميوس ... إذا أتاك شقيقان متزوجان ومختلفان ويقيمان فى شقه واحده, أليس من الحكمه والعدل أن تنصحهم بأن ينفصل كل منهما عن الآخر حتى يعم السلام بينهما؟  الامر كذلك تماما يا سيدى.  إن اقتراحى من شأنه ألا يفرط فى شبر من أرض مصر الغالبيه.  إنه فى حالة التقسيم الذى أسعى إليه سيشكل المسيحيون والمسلمون الشرفاء وطنا عباره عن جزء من أرض مصر, ويتركوا الباقى بالنسبه لتعدادهم للمتطرفين. وذلك حماية لمصر وأرض مصر. 
 
ألا تعلم يا سيدى أن النظام العنصرى القائم بدأ فعلا فى التفريط فى أرض مصر والتنازل عن جزء ليس باليسير لحماس ليعيث فيها فسادا؟  إن الاغلبيه الساحقه للمصريين والمسيحيين لا يرضوا بهذا التصرف إطلاقا.  إذن موضوع التقسيم ليس إلا حماية لارض مصر.  إن النظام القائم لن يقدر أن يقسم الجزء الذى يشغله المسيحيون والمسلمون الشرفاء.
سيدى الظروف تتحكم فى الامور السياسيه والاقليميه.  فجماعة الاخوان المسلمين يفرطون فى أرض مصر الغاليه وهو واجب مقدس أن نحمى ما يمكننا حمايته.  وهذا لن يتأتى إلا بالتقسيم ليس بعد عشرين عاما بل بأسرع وقت ممكن.
 
سيدى ..... إن الاخوان المسلمين لهم سلاح الغدر والشر والخديعه والكذب,  أما نحن فلنا سلاح الايمان وقوة المسيح الذى يقوينا.  سيدى, حين أقام السيد المسيح لعازر طلب من الحاضرين أن يرفعوا الحجر بينما كان يمكن أن يطلب من ملائكته أن تفعل هذا الشئ اليسير.  على ذلك يتعين أن نرفع الحجر ونعمل شيئا.  فإذا كان هذا الشئ يلتقى بإرادة المسيح سينفذ وينجج ويستمر.  أما إذا كان بخلاف إرادته فإنه لن ينجح ومعنى هذا أن تكون إرادة الله كامنه فى أمر آخر.  ولكن يتعين أن نرفع الحجر.  ونقوم بعمل أى شئ إنقاذا لاولادنا وبناتنا وأعراضنا.
سيدى ... إنى لست بحاجة أن أسرد على نيافتكم المآسى والفواجع التى حدثت لابنائك وبناتك خلال العام والنصف الماضيين وهى تنوف كثيرا عن تلك التى حدثت فى عهذ مبارك.  لا شك أن أى راعى لن يقبل على رعيته مثل هذا الضير والضيم والهوان.  إنه ليس اضطهادا فحسب, إنه العمل على فناء الاقباط.  هل يأمرنا الله بأن نسكت على هذا الفناء؟
 
إن هذه النفوس مريضه تتلذذ بالتعذيب والاضطهاد فلا بد من البعد عنها بأى شكل.  وتختلق المبررات لذلك.
على أى حال وبإيجاز شذيد التقسيم الذى أسعى إليه هو إجراء احترازى لا أكثر إذا ظل الحال على ما هو عليه.  ثم إنه يبقى نفس الشعب على نفس الارض ولكن منفصلين.  تطبيقا للمثل القائل: شيل دا من دا يرتاح دا عن دا.
 
سيدى ... إن أبناءك النوابغ لن يحصلوا على فرصتهم لتحرم مصر من ثمرة نوابغها.  طبعا يا سيدى لن تؤيد نيافتك هذا العمل الغير إنسانى الذى يهدف إلى حرمان مصر من أعز عقولها وشبابها.
بهذه المناسبه أود أن أقول لنيافتكم أرجو أن تصلى من أجل المؤتمر لتمتد إليه يد فادينا ومخلصنا يسوع المسيح.  والمؤتمر سوف يعقد فى 6و7 أكتوبر المقتل.
سيدى .....  أرجو خالصا أن تصلى من أجل مصر ومن أجل أبنائك ومن أجل ضعفى.  ونقبل الايادى.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter