الأقباط متحدون - إعتذار عن مرضى العقول
أخر تحديث ٠١:٥٣ | الاثنين ١٠ سبتمبر ٢٠١٢ | ٥ نسيء ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٧٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

إعتذار عن مرضى العقول


إدواد فيلبس جرجس

أحياناً يكون الإعتذار غير مجدي ، لكن يكون مستوجباً ، لقد قرأت على بعض المواقع المصرية كما يقرأ اي قارئ عنواناً يقول " أقباط المهجر ينتجون فيلماً يسيء إلى الرسول " ، وتحت هذا العنوان يمكن أن تكون أكثر من ملاحظة :   
                                
1_ المرجو من وسائل الإعلام عدم التعميم في عرض خبر مثل هذا ، لأن أقباط المهجر لم يتركو أعمالهم ، والتحقوا بالحقل السينمائي ، والأهم أن أقباط المهجر بأعدادهم الكبيرة ، لا يجب أن يوضعوا جميعاً في سلة واحدة ، أقل ما توصف به أنها سلة العار ، موضوع مثل هذا اعتبره عاراً على من يلصق به ، لأنه يقطع كل وسائل الترابط بين وطن ملئ بالأحباء من الإخوة والأصدقاء المسلمين ، وإن كنت أتحدث عن نفسي أيضا يوجد مثلي الكثيرون أن لم تكن الأغلبية الغالبة من أقباط المهجر .  
                                 
2_ تصحيح العنوان يمكن أن يكون " بعض الأفراد من أقباط المهجر ينتجون فيلماً يسئ إلى الرسول ، وإن كنت والله لم أعلم بهذا الخبر سوى من المواقع المصرية ، ولكن ذكر بعض الأسماء التي وردت مع الموضوع رجح لدىَّ مصداقيته .
                         
3_ إذا كان المدعو موريس صادق وأسماء أخرى وردت بقيادة القس " المجنون " كما أُطلق عليه " تيري جونز " ، هم من يقومون بانتاج هذا الفيلم الذي يسئ لنا جميعاً وليس للرسول فقط ، فلا ملامه وياقلبي لا تحزن ، ولو أتاك العيب من أهل العيب فلا تقل أنه العيب ، وهناك أمثلة كثيرة تنطبق على هذا الموقف ، وبالتأكيد أنا سمعت عن هذا الموريس صادق ومن معه بصفتي صحفي وروائي ، وكم كنت سعيداً عندما صدر حكم ضده بإسقاط الجنسية عنه ، واعتقد أنني كتبت عنه ولو أني كنت متأففاً أن أضع اسمه على طرف قلمي ، وقد يتساءل البعض عن سر هذا الهجوم ، والإجابة فقط أنا لم أعرفه ولم أراه قط لكن قرأت أكثر من مرة عن أعمال وأراء وأقاويل منسوبة إلى هذا الشخص ومن معه أضعها جميعاً قبل أن تكون مخزية تحت بند الإختلال العقلي مثله مثل القس الأمريكي " تيري جونز " الذي كتبت عنه مرثية عندما قال أنه سيقوم بحرق القرآن الكريم.

4_ صدقوني أن كل ما يقال عن أقباط المهجر اتهامات باطلة ، وليس معنى وجود البعض ممن يتملكه حب الجنوح إلى النشاز من الأقاويل والأفعال حباً في الشهرة أن يوصم الجميع بهذه الأفعال ، أما أقباط المهجر الحقيقيين هم الذين لم ولن تغيب مصر عن قلوبهم ووجدانهم ، ومن يدافع منهم عن حقوق الأقباط في مصر فهو يدافع بالشرف وحب الوطن وحب أخوة في الوطن ، لا يستطيع بأي حال من الأحوال ولا يسمح له ضميره أن يخدش عُرى الصداقة والمحبة بالإساءة إلى الوطن ، أو التجريح في العقيدة أو الإساءة إلى الأنبياء والرسل .    
                                                                     
5 _ إن من يعتز بعقيدته ويؤمن بها من المستحيل أن يفكر أو يسيء إلى عقائد وأديان الآخرين ، ومعنى أن البعض أمثال موريس صادق قد خرجوا عن دائرة العقل إلى دائرة اللاعقل ، فهذا يعني أنهم خرجوا عما يتشدقون به عن الدفاع عن الأقباط والعقيدة المسيحية ، وأن العقيدة المسيحية بريئة من أعمالهم ، وبالتالي بطلان الإنتماء إلى هذه العقيدة ، والأكثر بطلاناً الإنتماء إلى أقباط المهجر .       
                               
6_ بالرغم من أنه لا ناقة لي ولا جمل في ما قيل عن انتاج هذا الفيلم ، لكن بدافع ما بداخلي من حب لأخوتنا سواء هنا في المهجر والذين دائماً لا أُنسى في دعواتهم على موائد الإفطار الرمضانية  ، وأخوتنا في الوطن ، أقدم أعتذاري ، كما لو كنت أنا من دعيت إلى هذه الإساءة .                                                                        
7_ مصر بكل شبر فيها ، وبكل نفس بها ، أغلى من النفس علىَّ ، بارك الله في الوطن ، وبارك في شعبه ، ونطلب من الله الهداية للنفوس الضالة ، التي تحاول أن توقع بين الأخ وأخيه .                                                                                  

إدواد فيلبس جرجس
كاتب وروائي
أمريكا _ نيوجيرسي
edward girges@yahoo.com


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع