رفعت يونان عزيز
" المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة " ( لوقا 2 : 14 )
تهنئة قلبية خالصة لجميع المسيحيين بمصر والعالم وكذلك كل الشعوب بعيد الميلاد المجيد
بالرغم من مخالفة الإنسان الأول لوصية الله واستحق الموت والانفصال عنه ,إلا أن الله بفائق وفيض محبته للإنسان أخذ صورتنا متجسداً مولوداً من العذراء مريم حتي يفهم ويثق الإنسان بأن هذا الحدث هو المطلوب لأنه لا يمكن أن يعود الإنسان لرتبته الأولي إلا من إنسان يولد بدون زرع بشر لأن الإنسان الأول عقوبة الموت كانت عليه سارية . لكن بميلاد المسيح أحدث تغيير للتاريخ وهذا لأنه أعاد للإنسان صورته الأولي وتصالح السمائيين مع الأرضيين . أنه تحققت نبوءات الأنبياء وأيضاً كان للميلاد شهود عاشوا الحدث فقد ظهر ملاك الرب لرعاة غنم كانوا ساهرين لحراسة الأغنام فقال لهم الملاك:لاتخافوا ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون فرح الشعب كله:ولد لكم اليوم مخلص في مدينة داود وهو المسيح الرب…(لوقا2:8-12). فإن كان الرعاة يسهروا ويحرسوا أغنامهم وهم في الخلاء يباتون والرعاة هم ممثلي الشعب ليكونوا شهود للميلاد إلا أن المسيح أتي راعي للبشر يهتم بكل أمور حياتهم الجسدية والروحية ويحميهم من الذئاب .
في العهد الجديد حينما قال الرب: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ." (يو 10: 11). ثم نجد من شهود الميلاد الحكمة والحكماء متمثلين في المجوس الذي قادهم نجم غير عادي بل هو مخصص لقيادتهم في رحلتهم سجدوا وقدموا هداياهم . "لأن العالم لو كان في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة فأستحسن الله أن يخلص العالم بجهالة الكرازة (1 كو1 : 21 ) . ومن الشهود علي الميلاد هو سمعان الشيخ الذي خشي أن يترجم كلمة عذراء "تي بارثينوس" (إش 7: 14)، فيسخر به الملك ويهزأ به، فأراد أن يستبدلها بكلمة "فتاة".
ويبدو أن الشك دخل إليه، فتساءل: "كيف يمكن لعذراء أن تحبل وتلد؟" في وسط صراعه الداخلي بين ثقته في الكتاب المقدس وأمانته في الترجمة وبين استحالة تحقيق ذلك رأى في حلم من يقول له: "إنك لن تعاين الموت حتى ترى عمانوئيل هذا مولودًا من عذراء عاش قرابة 300 عاما فكل بصره ، وجاء إلى الهيكل وحمل السيد المسيح على ذراعيه وأبصر . ميلاد المسيح أول تعاليمه ليعلمنا التواضع المتناهي بالرغم من أنه ملك الملوك ورب الأرباب إلا أنه ولد في مزود للحيوانات نجد أيضاً أنه أتي بالسلام علي العالم لكل من يؤمن به وجعل الفرح والسعادة تغمرهم .
فكم تحتاج الخليقة كلها الآن أن يسموا الحب المنزه عن المصالح الشخصية والفئوية العطاء والتخلص من التعصب والفتن والتفرقة والحروب نحتاج لغلق بوابات أسلحة الدمار الشامل والتوسع في تحقيق النمو في توفير الخير من أجل حياة أفضل للشعوب نتمنى مع ترنم الملائكة "المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة " أن يعرف الكل الطريق والحق والحياة . مصلين لمصرنا الحبيبة أن يحفظها ويسود بالبركات وكل الخير ولكل شعوب العالم ويزيل الأوبئة والأمراض .. .