الدير تقدم بعدة طلبات للآثار لترميمه بعد ظهور علامات تشير لسقوطه
العناية تنقذ الاقباط اليوم اثناء توافد الزوار على الدير لحضور قداس عيد الميلاد
نادر شكرى
تدخلت العناية الإلهية من إنقاذ رهبان دير الأنبا شنودة رئيس المتوحدين " الدير الأبيض" ، من كارثة ، بعد انهيار جزء من سوره الأثري صباح اليوم الخميس ، دون وقوع إصابات ، فى الوقت الذي كان الدير يستعد فيه لاستقبال الأقباط والزائرين اليوم لحضور قداس عيد الميلاد ، وهو ما كان سيؤدى إلى كارثة فى حالة ازدحام ساحة الدير الاثرى ، ولكن العناية الإلهية كانت حريصة على حماية أبنائها فى ليلة الاحتفال بميلاد المسيح ، ليسقط جزء من السور الاثرى ، دون وجود احد بساحة الدير الاثرى .
وقال مصدر من الدير أنه فى صباح اليوم تساقط أجزاء من الجدار الشمالي الداخلي لصحن الكنيسة الأثرية بالدير الأبيض ، دون وقوع اى إصابات بين الرهبان والزائرين لعدم وجود احد داخل صحن الكنيسة ، وأشار ان هذا السقوط يعود سببه لوجود أثار سابقة تشير ان السور آيل للسقوط ، وساهم أكثر ما شاهدته البلاد الأيام الأخيرة من سقوط أمطار وسيول ساعدت فى سقوط هذه الأجزاء
وتابع " ان الدير سبق وتقدم بعد طلبات إلى هيئة الآثار لترميم السور ، بعد ظهور علامات على السور تنبأ بسقوطه ، وتم معاينة السور من قبل لجنة الآثار بسوهاج وإرسال التقارير إلى الآثار بالقاهرة ، لأخذ الموافقة على الترميم ولكن لم يتم البت فى هذه الطلبات ، وهو ما أدى لانهيار أجزاء من السور .
وأشار : ان لجنة الآثار بسوهاج ومقرها بالقرب من الدير انتقلت صباح اليوم إلى موقع السور ، وقامت بالمعانية على الطبيعة للأجزاء المتساقطة ،وتم تحرير محضر من قبل شرطة الآثار بالواقعة ورفع تقرير حول الأمر ، ويأمل الدير فى سرعة الرد وإجراء الترميم للحفاظ على أجزاء السور الأخرى من الانهيار فى اى وقت .
وأكد المصدر ان الله تدخل لإنقاذ أبنائه حيث ان سقوط جزء من السور اليوم ، وقع وساحة الكنيسة خالية ، والأمر ربما كان سيمثل كارثة إذا ما حدث مساء اليوم إثناء القداس وازدحام الدير بالمصلين ووجود الأطفال فى ساحة الكنيسة ، ولكن الله كان رحيم وراعى لكنيسته وشعبه وحامى لهم ، ونصلى دائما فى حماية الجميع ومصر الحبيبة وشعبها وان يظلل الله على الجميع بالسلام والفرح ويرفع الوباء عن العالم ، مناشدا سرعة موافقة هيئة الآثار على عملية الترميم حتى يتم البدء سريعا حتى لا يتأثر الجزء الآخر من السور بهذا السقوط ، مشيرا انه سيتم وضع حواجز اليوم بعيدا عن السور لحماية المصلين .
دير الأنبا شنودة أو كما يطلق عليه "الدير الأبيض" أسسه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين عام 441 م على أنقاض مدينة فرعونية واستخدم الحجر الجيري فى إنشاؤه .. ومن ثم عرف بالدير الأبيض وهو يعد أحد أهم الآثار القبطية فى مصر ويبعد حوالى ٨ كم غرب مدينة سوهاج
والدير الابيض من الداخل عبارة عن ساحة واسعة علي شكل مستطيلي بها عدد من الأعمدة الحجرية غليظة الحجم التي يرجع أصلها إلى العصر الفرعوني، وأرضيتها من البلاط ،و عرض الصحن نحو 13 مترًا وبين صف الأعمدة نحو 11 مترًا و 50 سم، والأعمدة الموجودة بعض منها من الجرانيت والمسافات بينها غير متساوية
الأنبا " شنودة " ولد بمدينة أخميم عام 333 م وتولى رئاسة الدير الأبيض بعد وفاة خالة القديس بيجول وكان به ما يقارب من 30 راهب، ويعتبر الأنبا " شنودة " من أوائل الأقباط الذين طالبوا بالعودة للثقافة المصرية في مواجهة الغزو الثقافي والدينى للاحتلال البيزنطى .. وفتح الأديرة لكل المصريين ولقب بـ "عميد الأدب القبطى " .. ولقبه الأشهر "رئيس المتوحدين " .. نال شهرة ومكانة عالية، ويأتي إليه الجميع اليه من كافة انحاء العالم.