كتب - روماني صبري
اجتاح الحزن ملايين المصريين لوفاة المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا المصرية السابق، متأثرة بفيروس كورونا المستجد.
احتلت المنصب القضائي الاعلى
الجبالي أول امرأة مصرية تتولى مهنة القضاء في الحقبة المعاصرة، وما زالت المرأة المصرية التي احتلت المنصب القضائي الأعلى في تاريخ مصر.
الجبالي ولدت لأسرة من إحدى محافظات شمال مصر الغربية، حصلت على المركز الخامس على مستوى مصر في شهادة الثانوية العامة ثم دخلت كلية الحقوق جامعة المنصورة وتخرجت منها العام 1973 ثم حصلت على دراستها العليا في الشريعة الإسلامية والقانون الدستورى.
قاضية رغما عن المتشددين
تسبب قرار تعيينها قاضية في غضب السلفيين والاخوان، وفي جدل واسع في الأوساط الدينية، السياسية والقضائية ذاتها، وقد شاركت في العديد من الحوارات مع المعارضون في تعينها، يذكر ان شيخ الأزهر قبل تعيينها قد افتى ان تولي النساء منصب القضاء أمر مقبول من الناحية الشرعية.
قصة نضالها ضد ارهاب الاخوان
عرفت الجبالي بمواقفها الوطنية، لذلك كثفت الجهود لفضح جماعة الاخوان الارهابية، فحين تولي الاخواني محمد مرسي العياط الحكم، قالت انه يفتقد خبرات ادارة الدولة، وهو ما أكدته تصريحاته وأفعاله فيما بعد.
طالبت الجبالي العياط بالانفكاك نهائيا عن جماعة الإخوان المسلمين وعدم السعي لـ"أخونة الدولة"، وشنت عليه هجوما عقب الإعلان الدستوري في 2012 معلنة أنه فقد شرعيته كرئيس للجمهورية، وأن الإعلان الدستوري انقلاب على كل مكتسبات ثورة 25 يناير، لأنه إفشاء لدولة الحاكم بأمره ويمثل خطراً على مدنية الدولة.
فترة سودة الله لا يعيدها
وصفت الجبالي فترة حكم الاخوان بالايام السودة، وقالت :" الله لا يعيد هذه الايام ولا نشوفها تاني، لافتة خلال حلولها ضيفة على برنامج (حقائق واسرار)، المذاع عبر فضائية (صدى البلد)، في عهد هذه الجماعة تم انتهاك حرمة الدولة الوطنية المصرية بكامل تفاصيلها .
نقطة في محيط من الانتهاكات
مضيفة :" لان حصار المحكمة العليا من قبل الجماعة نقطة في محيط من الانتهاكات التي تعرضت لها رموز الدولة الوطنية.
موضحة :" كنا في مواجهة من اجل حماية جيشنا وشرطتنا، من اجل حماية القضاء ودبلوماسية مصر العريقة والاعلام الوطني.
لافتة :" كل ده كان في حالة دفاع شرعي عن النفس، وفي نفس الوقت المحكمة الدستورية هي رأس دولة القانون، ومعيار الالتزام بالدولة الوطنية والمدنية الحديثة.
موضحة :" حصار المحكمة الدستورية يوم اسود في تاريخ مصر وفي تاريخ الدولة الوطنية لان هذه المحكمة التي تعلوها تمثال إلهة العدل، التي كان يقسم امامها حاكم مصر منذ ٧٠٠٠ عام، كي يحكم مصر وفقا للقانون.
وتابعت :" حين ينتهك حرمتها وتصبح هي الهدف الرئيسي في مواجهة مع القضاء كله لان القضاء المصري كله كان في خطر وليس فقط المحكمة الدستورية.
موضحة :" حمل هذا اليوم (رمزية) تعكس بداية نهاية الجماعة، فليس بعد حصار المحكمة الدستورية، شرعية لهذه الجماعة.
كما اوضحت :" تتار تجمع عند ميدان النهضة وراحوا يهاجمون القضاء المصري، وحصلت على نصيبي من الشتائم، بعدها توجه الاخوان للمحكمة العليا وكنا مجتمعين في مكتب رئيس المحكمة وكالعادة الجيش المصري تدخل لحمايتنا قبل ان يصلوا الينا وطلب منا مغادرة المحكمة.
مشيرة :" ابصرنا عربات مصفحة تحمي خروجنا بكل سلام خوفا من الاجتياح الاخواني، وقررنا نروح المحكمة بعد يومين رغم التهديدات، لكنهم احتلوا القاعة الرئيسية فلم نتمكن من القيام بدورنا .