كتب - روماني صبري
تقعأبو مينا الأثرية '> منطقة أبو مينا الأثرية عند الحافة الشمالية للصحراء الغربية، واطلق عليها بدو المنطقة اسم (أبو مينا)، في الماضي كانت عبارة عن قرية صغيرة، دفن فيها القديس (مينا).
اهم مركز مسيحي للحج
اشتهرت هذه المنطقة حتي العصور الوسطي المبكرة بأهم مركز مسيحي للحج في مصر والمنطقة تقع غربي الإسكندرية في محاذاة محطة بهيج تقريبا، حيث يوجد مدق صحراوي واضح المعالم يمتد لمسافة 12 كيلو مترا في اتجاه الجنوب حتي يصل الي منطقة الاثار.
اكتشفها عالم الماني
العالم الالماني (كوفمان) المهتم بالاثار هو من اكتشف المنطقة عام 1905، حيث نجح في صيف عام 1907 من الكشف عن أجزاء كبيرة منه، سجلت الحكومة المصرية منطقة أبو مينا كموقع أثري طبقًا للقرار رقم 698 لعام 1956، وفي عام 1979 قررت منظمة اليونسكو إدراج الموقع ضمن قائمة التراث العالمي، وبذلك أصبح واحدًا من أهم الأماكن التاريخية بمصر.
التهديد بالخطر والدولة تتدخل
تعرضت المنطقة للخطر في عام ٢٠٠١ جراء ارتفاع منسوب المياة الجوفية والأملاح في المنطقة وقامت الحكومة المصرية بعدة مشاريع محاولة لحماية المنطقة والحفاظ عليها حيث وضعت خطة لمعالجة مشكلة المياه الجوفية تتضمن سلسلة من التحسينات على نظام الصّرف الصّحي حول الموقع الذي تبلغ مساحته 1000 فدان، منها مساحة 217 فدانا تحيط بمنطقة الآثار الرئيسية.
وكذا ترميم أنابيب وآبار ومضخات تحويل المياه من الموقع، وتغيير أنظمة الرّي التي يستخدمها المزارعون في محيط الموقع إلى نظام التنقيط للحد من المياه التي تتسرب تحت الأرض في المنطقة، حيث تحتوي هذه الأرض على 16 قرية تمثل محاصيلها الرئيسية الصيفية الذرة والطماطم، في حين أنها تزرع القمح والشعير والبنجر في الشتاء هذا وقد أنهت وزارة السياحة والآثار نسبة 80% من مشروع إحلال وتجديد ورفع كفاءة منظومة خفض منسوب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية غربي الاسكندرية.
واليوم نفذ الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى الآثار، والعميد هشام سمير مساعد الوزير للمشروعات والمشرف على مشروع القاهرة التاريخية، زيارة تفقدية لمنطقة آثار أبو مينا بالاسكندرية، وذلك للوقوف على آخر مستجدات الأعمال بمشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية بدير ابو مينا و بدء التشغيل التجريبي للمشروع، وتغيير نظام الري بالمنطقة المحيطة بالموقع الأثري.
وفيما يلي نص تصريحات وزيري :"
الوزارة تولي منطقة آثار أبو مينا اهتماما كبيرا لما لها من أهمية ليس فقط لكونه مدرج على قائمة التراث العالمي باليونسكو، ولكن لأهميته الأثرية والدينية أيضا.
الأعمال في المنطقة شملت تركيب المعدات الحديثة اللازمة لسحب المياه الجوفية بالدير، وسوف يتم سحب المياه بصورة تدريجية، وذلك مع إتخاذ الإجراءات اللازمة للتأمين والحماية من الناحية الإنشائية أثناء تشغيل المشروع، حتى يتسنى البدء في تنفيذ أعمال درء الخطورة والصيانة الوقائية للعناصر الأثرية الموجودة بالموقع.
وأشار إلى أنه تم الانتهاء من تثبيت العناصر المعمارية لكل من البازيليكا، وكنيسة المدفن، والقبر، بإعادة الأحجار المفككة والمتناثرة بالموقع للحفاظ عليها، وتثبيت شكل العنصر المعماري، كما تم الانتهاء من ترميم السور الغربى للبازيلكا، وجاري أعمال الترميم الدقيق بحوائط الكنيسة البازيليكا الكبرى، وكذلك العراميس بالحوائط.
وأضاف الأمين العام أنه تم الانتهاء من أعمال ترميم المدخل الرئيسي وتنظيف الدير من الحشائش، مؤكداً على ضرورة الالتزام بالمدة الزمنية المحددة للإنجاز المشروع وضرورة الانتهاء منه على أكمل وجه.
ومن جانبه قال العميد هشام سمير أن أعمال المشروع تتم على قدم وساق وفقا للخطة الزمنية المقررة مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة تجاه المشروع والتعاون مع جميع الجهات المعنية، حيث تم تنفيذ 12 بئر حول المنطقة قبر أبو مينا بأعماق تتراوح ما بين 35 إلى 50 متر، وتنفيذ 57 بئر حول الموقع الأثري بالكامل، وتنفيذ خطوط طرد للمنطقة بطول حوالي 5500 متر طولي، وربط شبكة الآبار المستحدثة وكافة الأعمال الكهروميكانيكية بمنظومة التحكم الموجودة بالموقع، وكذلك متابعة مناسيب المياة الجوفية بالآبار وخطة المشروع لمدة عام بعد التشغيل.
وأوضح العميد هشام سمير أن جميع أعمال الدراسات الاستشارية لتحديد الأسلوب الأمثل للتصميم والتشغيل لمنظومة خفض مناسيب المياه الجوفية بالمنطقة الأثرية ومتابعة تنفيذ الأعمال الحقلية بالمشروع تمت بالتعاون مع معهد بحوث المياة الجوفية ومعهد بحوث مياة الصرف؛ بإلاضافة الى أعمال تطهير المصارف المتواجدة داخل المنطقة الأثرية، وتحويل نظام الري بالغمر إلى نظام الري الحديث والذي سيكون له دور فعال في تقليل مياة الصرف الزراعي وتقليل مشاكل المياة الجوفية بالمنطقة.
ويذكر أنأبو مينا الأثرية '> منطقة أبو مينا الأثرية تقع غرب مدينة الاسكندرية، على بعد ١٢ كم من مدينة برج العرب، وترجع إلى ما بين القرنين الرابع والسادس الميلاديين.
كانت منطقة أبو مينا في الماضي قرية صغيرة اكتسبت شهرتها من وجود مدفن القديس مينا، وفي أواخر القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس الميلادي أصبحت من أهم مراكز الحج المسيحية في مصر.
وتتكون المنطقة من بقايا الأسوار الخارجية التي كانت تحيط بالموقع كله، والبوابتين الشمالية والغربية وبعض الشوارع المحاطة بصفوف من الأعمدة التي كانت تحمل أسقف، ويوجد بها منازل وحمامات واستراحات خاصة بالحجاج القادمين إلى المنطقة.
وفناء الحجاج الذي يتجمعون فيه محاط صفوف من الأعمدة الرخامية يقع خلفها محلات عديدة لبيع الهدايا التذكارية للحجاج وكانت عبارة عن تماثيل و تمائم وقنينات صغيرة للزيت من الفخار، كما يقع جنوب هذا الفناء مجموعة من الكنائس ومكان للاستشفاء وأيضاً خزانات للمياه ووحدات سكنية. وقد أظهرت الحفائر حتى الآن ١٠ مباني يتكون منها المجمع المعماري الضخم لأبي مينا وهي: البازيليكا الكبرى، كنيسة المدفن، المعمودية، دور الضيافة، الحمام المزدوج (بازيليكا الحمامات)، الحمام الشمالي، البازيليكا الشمالية، الكنيسة الشرقية، الكنيسة الغربية.
وتم تسجيل منطقة أبو مينا كموقع أثري طبقًا للقرار رقم ٦٩٨ في عام ١٩٥٦م، وفي عام ١٩٧٩م تم تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي لليونسكو.