نادر شكرى
فى الوقت الذى انتفض فيه المجتمع لمشهد من فيلم " اصحاب ولا اعز " للفنانة منى زكى ، لمجرد خلعها احد قطع الملابس الداخلية ، ووصف الامر بانه يهدم القيم المجتمعية ، تناسى الجميع حق السيدة سعاد ثابت هذه الام البالغة من العمر اكثر من 70 عاما ، عندما تجرد الرجال من رجولتهم وقاموا بتعريتها كاملا وسط شوارع قرية الكرم مركز ابوقرقاص بالمنيا ، فى مشهد تدمع له القلوب ، وتم الحكم ببراءة المتهمين مما دفع النيابة للطعن على الحكم امام محكمة النقض.
ورغم مرور عاما كاملا على الطعن المقدم ضد براءة المتهمين بتعرية السيدة سعاد ثابت ” سيدة الكرم ” وحتى الآن لم تحدد محكمة النقض جلسة لنظر جلستها .وقال شريف اديب محامى السيدة انه فى انتظار تحديد جلسة النقض وربما فى مثل هذه القضايا داخل محكمة النقض ، تستغرق مثل هذا الوقت وكلنا أمل فى تحديد جلسة فى أقرب وقت لرد حق السيدة.
هل يستحق مشهد منى ذكى هذه الضجة والتحرك البرلمانى والاعلامى ،لانه المشهد هز المجتمع ولم يهز تجريد سيدة مسنة بشوارع قريتها مشاعر هؤلاء المتلونين ، أم سيدة الكرم لا تمثل المرأة فى هذا المجتمع ، لم نجد تصريح واحد من اعضاء البرلمان او الاعلام عن حق هذه السيدة التى تصرخ وتقول " حقى عند ربنا " بعد أن ما اصابة من يأس لتجاهل المجتمع لها .
من جانبها طالبت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية محكمة النقض بسرعة تحديد جلسة لنظر الطعن بالنقض رقم 3070 لسنة 91 ق جنائي والمقدم من النيابة العامة طعنًا على الحكم الصادر في 17 ديسمبر 2020 من محكمة جنايات المنيا ببراءة المتهمين الثلاثة في قضية تعرية سعاد ثابت عبد الله، والمعروفة إعلاميا بـ “سيدة الكرم”، على خلفية الاعتداءات الطائفية التي شهدتها قرية الكرم خلال مايو 2016.
وقالت المبادرة المصرية إنه بالرغم توجيهات المسئولين الرسميين المعلنة بسرعة الفصل في الدعاوى، تماشيًا مع مبدأ العدالة الناجزة، حتي يشعر المواطن بأن مرفق العدالة قريب منه، ويضمن حصوله على حقوقه، لكن يمر أكثر من عام على حكم البراءة في قضية تعرية السيدة سعاد ثابت دون تحريك الطعن، بما يترتب عليه عدم جبر الضرر للأم المقهورة. وأضافت المبادرة أن طول فترة التقاضي، علاوة على الآلام النفسية للمجني عليها قد يفتح الباب لتكرار مثل هذه الاعتداءات، وما تمثله من رسالة للتساهل مع وقائع العنف الطائفي، والعنف ضد المرأة بشكل عام.