"حرب جديدة حول محتوى الألعاب، ومخاوف بشأن الاحتكار".. هذا هو ملخص مخاوف خبراء في التسويق الإلكتروني بشأن ما قد يترتب على استحواذ شركة "مايكروسوفت" على شركة "أكتيفيجن بليزارد" منتجة لعبة "كول أوف ديوتي"، مقابل 68.7 مليار دولار نقدًا في  أكبر صفقة في قطاع الألعاب الإلكترونية.

 
وهذه الصفقة الضخمة تجعل الشركة صاحبة منصة "إكس بوكس" ثالث أكبر شركة ألعاب من حيث الإيرادات، كما أنها ترفع المنافسة في سوق الألعاب الإلكترونية إلى أشدّها، بل ويرى البعض أنها قد تكون من الصفقات التي ستحدد شكل الفترة المقبلة من التكنولوجيا الاستهلاكية.
 
وكان وقع عملية الشراء النقدية بالكامل، كالقنبلة على عالم ألعاب الفيديو، فبتسديد ضربة واحدة، تؤهل هذه الصفقة "مايكروسوفت" لتكون واحدة من أكبر الشركات المصنعة للترفيه التفاعلي، وتواجه شبكة التحالفات والمنافسات القائمة التي تشكل الصناعة العالمية البالغ حجمها 200 مليار دولار.
 
زيادة المنافسة
خبير التسويق الإلكتروني فريد خليل، قال: إن هذه الخطوة زادت من المنافسة؛ لأن استحواذ مايكروسوفت على "أكتيفيجن بليزارد" وضعها في المركز الثالث في سوق الألعاب الإلكترونية عبر مواقع التواصل والهواتف المحمولة، بعد شركتي تينسنت وسوني بلاي ستيشن.
 
وأضاف خليل، لموقع "سكاي نيوز عربية" أن عائدات هذا السوق وصلت في 2021 إلى 180 مليار دولار، ومن المتوقع أن تزيد في 2025 إلى 220 مليار دولار بزيادة سنوية 10 مليارات؛ ولهذا دخلت مايكروسوفت للمنافسة بقوة.
 
ولفت إلى أن جائحة كورونا تسببت في زيادة الطلب على الألعاب الإلكترونية خاصة في سياسة العمل من المنزل والتدابير الاحترازية وقضاء أوقات طويلة في استخدام الهواتف المحمولة.
 
وستجلب "أكتيفيجين" جمهورًا كبيرًا، تستفيد "مايكروسوفت" منه، حيث تمتلك قاعدة للمشتركين تصل إلى 400 مليون شخص شهريًّا.
 
بداية قوية
والعام الماضي حققت مايكروسوفت بداية قوية، حيث نمت خدمة جيم باس Game Pass الخاصة بها 30% تقريبًا لتصل لـ25 مليون مشترك.
 
المتخصص في ألعاب الفيديو، علي السيد، وصف الاستحواذ بأنه خطوة كبيرة جدًّا على المستوى المادي ومستوى المنافسة في ألعاب الفيديو، خاصة أن "أكتيفيجن بليزارد" كانت تمر بفترة صعبة في علاقتها مع موظفيها وسوق المنافسة، وتراجعت أسهمها، ولكن الأمر تغير بعد استحواذ مايكروسوفت عليها.
 
ويضيف السيد لـ"سكاي نيوز عربية"، أن سوق الألعاب يتغير بشكل كبير، ليس فقط بسبب الصفقات، ولكن بسبب متغيرات أخرى؛ منها ردود فعل اللاعبين على محتوى الألعاب؛ وهو ما يؤثر على توجهات الاستديوهات.
 
وفي ذات الوقت ركزت الشركات المنافسة على إنشاء منصات الألعاب وشبكاتها، وهي تشمل أعمال الواقع الافتراضي، أوكيولوس من "فيسبوك"، وقسم الألعاب السحابية، ستاديا من "غوغل"، ويمثل كل منهما قناة توزيع جديدة للألعاب؛ ومتاجر تطبيقات الهواتف الذكية من "أبل" و"غوجل"، واستحواذ أمازون على شبكة تويتش للبث المباشر عبر الإنترنت.
 
 نتائج الاندماج
وعند إكمال عملية الاستحواذ والاندماج، تلتزم "مايكروسوفت" على المدى القصير بتوسيع نطاق وصولها إلى مجموعة واسعة من أسواق الألعاب، وهو ما يجعلها منافسًا أقوى لوحدة التحكم المقدمة من منافستها "سوني" وشركة تينسينت العملاقة للألعاب على الأجهزة المحمولة.
 
بيرس هاردينغ رولز، محلل الألعاب في آمبر أناليسيس، يقول إنه من خلال ضم 30 استوديو لصناعة الألعاب تحت سقف واحد، فإن "الآثار المترتبة على هذه الصفقة سترسل موجات من الصدمات تهز الصناعة بأكملها".
 
وبتعبير نيل كامبلينغ، المحلل في شركة ميرابود سيكيوريتيز: "هذه حرب جديدة حول محتوى الألعاب، على غرار الحرب على ويب 3.0". لكن من المحتمل أيضًا أن تتسبب في صدور تشريعات مشددة لمكافحة الاحتكار.