قال وزير الخارجية المصري الأسبق، نبيل فهمي، إنه رفض إحدى أوامر الرئيس المصري الراحل حسني مبارك عندما كان سفيرا لمصر في واشنطن.
وقال خلال لقائه ببرنامج "حديث القاهرة" الذي يُقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى عبر شاشة "القاهرة والناس"، مساء الأربعاء: "طول ما أنا في الكدر لابد أن أكون دبلوماسيا قبل أن أكون سياسيا.. عندما كنت سفيرًا في واشنطن أرسل لي الرئيس (مبارك) تعليمات من خلال سكرتيره قولتله قوله لأ".
وأضاف: "الرئيس كلمني وقالي مالك زعلان ليه، حكيتله (عن سبب الرفض) فوافق.. لم أقل شيئًا في العلن.. الكلام كان بكل احترام داخل المؤسسة بما يحقق المصلحة العليا".
وأشار إلى أنّه كان يعبّر عن موقفه المخالف لرأي الحكومة بانتظام، لكن ليس في العلن، من منطلق وظيفته الدبلوماسية.
وروى نبيل فهمي، قصة اعتراض والده إسماعيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، على زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس وتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وكذا خلال المفاوضات التي سبقت عملية التوقيع.
وقال: "أثناء المفاوضات، كسينجر أتى بصيغة مكتوب فيه إن النزاع ده ينهي الصراع المصري الإسرائيلي، والسادات كان عاوز يخلص.. والدي لم ورقه وخرج مكلمش حد.. وقعد في الجنينة".
وأضاف: "كسينجر احتاس، قال للسادات أخرج أجيبه.. قاله إذا كان طلع مش هيرجع.. قاله أرجعه إزاي.. قاله شيل الفقرة دي، وتم حذفها بالفعل".
وأشار إلى أن تركيبة والده كانت تنظر إلى العمل العام باعتباره مسؤولية وأمانة، وتابع: "هذا العمل أمانة للبلد ومسؤولية عبر إعطاء رئيس الجمهورية الموقف الكامل".
وتابع: "قناعات (والدي) كانت أن مصر إذا توصلت إلى حل مستقل مع إسرائيل فهذا يعني أن المعادلة العسكرية المصرية تخرج من المعادلة ومن ثم يكون من الصعب رضوخ إسرائيل للتفاوض العربي ولن نصل للحل الشامل".
وأكّد أن السادات كان يريد هو الآخر حلًا شاملًا لكن لم يكن يريد الانتظار، وأكمل: "حدث الاختلاف بينهما لكن بكل احترام.. وهناك مسؤولون توسطوا بينهما لكن السادات قال إن إسماعيل مش هيرجع".