منذ يومين وعلى وجه التحديد يوم الاثنين الماضى جلست امام شاشة التلفزيون الاسترالى اشاهد احد البرامج الذى يستضيف كل اسبوع مجموعة من تمثل كافة الاراء والاتجاهات فى المجتمع الاسترالى لمناقشة قضايا المجتمع العامة .

ودار معظم النقاش فى برنامج الاثنين الماضى عن حقوق الشواذ فى المجتمع واذا بى افاجىء بعدد لا بأس به من المتحاورين والجمهور الحاضر يعربون عن تأييدهم لاعطاء الشواذ حقوقهم والتى من بينها السماح لهم بالزواج .

 

وكان من بين الضيوف المشاركين رئيس احدى الكنائس باستراليا فكان بدهيا ومنطقيا ان لايؤيد هذا الكلام الفارغ استنادا لتعليم الانجيل واذا بالرجل ينال كم كبير من الانتقادات  والاساءات  والاهانات والاتهامات بانه ضد المساواة بين الجميع . ثم تطرق النقاش الى الايمان بالله من عدمه فلم يجد البعض حرجا ان يقول انه لا يؤمن بوجود الله وكان من بينهم وزيرا فى الحكومة الفيدرالية وبعض الاعلاميين وعدد من الجمهور المشارك. وعندما طلب منظم الحوار من رجل الدين الاسترالى التعليق فقام الرجل بالرد على منتقديه وايضا الناكرين لوجود الله بادب شديد وتحضر ورقى ..لم نراه يحتد او يغضب او يسب او يلعن بل على العكس كان يبتسم ويتكلم بهدوء وثقة . 

 

وانتهى النقاش الذى كان مذاع على الهواء مباشرة وانصرف الجمهور وضيوف البرنامج فى هدوء كل واحد منهم فى طريقه . 

وفى اليوم التالى لم تذكر كلمة تعليق واحدة على ما دار فى البرنامج ..ولم نرى الاسقف الكبير يطالب اتباعه وهم بالملاين بالتظاهر للاساءات البلغة التى وجهت اليه والى الديانة المسيحية والمؤمنين بوجود الله ..ولم نرى الرجل يعلن الجهاد ويطالب برقاب ودماء ضيوف البرنامج او المذيع او حتى يطالب بمقاطعة البرنامج التلفزيونى .

 

تخيلوا معى ماذا لو حدث هذا الامر فى مصر او اى دولة اسلامية .. تخيلوا ماذا الذى سوف يحدث لمعد البرنامج وضيوفة اذا قال احدهم انه لا يؤمن بوجود الله او الاسلام او الاديان ..تخيلوا ماذا يمكن ان يدث لو اذيع على الهواء مباشرة مثل هذا النقاس الساخن فى احد البرنامج فى القاهرة او اى عاصمة اسلامية ؟؟

طبعا الاجابة معروفة سوف نجد المظاهرات والاحتجاجات فى جميع شوارع الواصم العربية والاسلامية ولا استبعد رؤية الدماء للركب بحجة الدفاع عن الاسلام والرسول والذات الالهيه .

 

اقول هذا الكلام بمناسبه ثورة الغضب فى مصر وليبيا التى حدثت كرد فعل تجاه فيلم اخرجه وانتجه كما قيل واحد اسرائيلى امريكى اساء فيه الى الاسلام . . وكما رأينا وشاهدنا فقد نتج  عنها حتى الان مقتل السفير الامريكى بليبيا وعدد اخر من الحراس واعضاء السفارة هناك .

وسؤالى هنا : هل هذا من تعليم الاسلام ؟ وهل يعقل ان يكون دين الاسلام من الضعف بحيث يثور المسلمين ويلجأون للقتل وسفك الدماء بحجة الدفاع عن رسولهم واسلامهم ؟ والا يدركون انهم بالتجأهم الى العنف والاعراب عن غضبهم بهذا السلوك غير المتحضر وسفك دماء الابرياء ..الا يدركون انهم بهذه الافعال يقفون على قدم المساواة مع الذين يوجهون الاساءه الى نبيهم ودينهم  ويفقدون تعاطف العالم معهم بل بل ويؤكدون ما ترسخ فى اذهان البعض من انطباع غير طيب عن الاسلام والمسلمين؟

 

واذا كان المسلمين يطالبون الاخرين من اصحاب الاديان الاخرى باحترامهم واحترام معتقداتهم  فلماذا لايعطون المثل لاصحاب الاديان الاخرى والاخرين والقدوة لهم بكلماتهم وافعالهم وسلوكهم ؟

وبمناسبة الاحترام  فانقل لكم بالحرف الواحد كلمات رجل يقول عن نفسه شيخ وداعية اسلامى اسمه وجدى غنيم وارجو من كل مسلم فى مصر ان يسأل نفسه هل هذا لكلام الذى قاله بالصوت والصورة له علاقة بالاسلام والا يستحق مثل هذا الرجل المحاكمة الفوريه لاذدراءة الدين المسيحى والقذف والسباب العلنى بالفاظ وشتائم يعاقب عليها القانون : 

 

 : (القساوسة بتوعكم هما اللي بيعملوا عمل قوم لوط يا شراميط يا أنجاس.. البسوا الصليب.. بدل ماتلبسوه في رقبتكم البسوه في حتة تانية.. حاتعيش معانا كمسلمين، حاتدفع الجزية .. صاغرون "يعني أذلاء".. الجزية لأنكم مش حاتخشوا الجيش، إفرض أمريكا جاية تضربنا، حانطلعك معانا علشان تضرب إخوانك الصلايبة برضه.. ياخنازير، ياكلاب أهل النار، ياعباد الصليب،والله مافيكم راجل)!!

 

وغير وجدى غنيم المتطرف الارهابى المريض  ..واحد اخر غيره شيخ فى قناة تلفزيونية اسلامية مزق الانجيل على مشهد من العالم وهدد بالتبول عليه !!

هل هذا من الاسلام وتعليمه ان نسب ونلعن ونشتم فى اصحاب الاديان الاخرى ونلعن ونحتقر ونزدرىء اديانهم ثم لا نتوقع ان يكون هناك ردود افعال مماثلة ؟

يوم امس على صفحات الفيس بوك قرأت لصديق مسلم عزيز يعمل مستشار بالقضاء المصرى يوجه نداء الى الرئيس مرسى العياط نداء عبر صفحته على الفيس باتخاذ اجراء رداع ضد قسبس مشلوح لا يعيش فى مصر متهما اياه بالاساءه الى الاسلام  ونسى هذا العزيز ان هناك الوف يوميا على مدار ال 24 ساعة يقومون بالاساءة الى المسيحيين فى مصر وتحقير وازدراء دينهم المسيحى ومع اغمض عينه واذنه وطالب فقط بملاحقه هذا القس المشلوح ..اليس هذا نوع من الازدواجية والكيل بمكيالين طبقا لهوية المواطن الدينية؟؟

 

اخيرا اود ان اوضح باننى ضد الاساءة تماما لاى دين من الاديان لاى سبب من الاسباب وارى ان احترام العقائد والاديان ضرورة لابد منها لتعايش الناس فى سلام مع بعضهم البعض وبنفس القدر اقول ان ردود الافعال الغاضبة التى حدثت من البعض واكرر واقول البعض فى مصر وليبيا لا علاقة لها بتعليم الاسلام او النبى الكريم لان القتل وارهاب الابرياء وسبهم باقذع الالفاظ والشتائم  هو دين الشيطان بكل تأكيد .