الأقباط متحدون - الفليم المسىء بين الرفض والاحتجاج
أخر تحديث ٠٧:٣٥ | الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٢ | ٢ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٢ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الفليم المسىء بين الرفض والاحتجاج


بقلم:  د.ماجد عزت إسرائيل

منذ أحداث ثورة 25 يناير 2011م ــ أنتفاضة 25 يناير 2011م ـ والتى أطاحت بالرئيس السابـــــق"محمد حسنى مبــــارك"( 14 أكتوبر 1981- 11 فبراير2011م)، وهو  الآن خلف الــــــقضبان ومعه ونجليه و معاونيه، والبعض منــــــــــهم تمكن من الهروب من مصر،وحكم عليه غيابياً،وبعض القضايا لايزال فى ساحات القضاء،وهذا كله يعد نجاح لثورة أو أنتفاضة 25 يناير 2011م.
 
هذا النجاح بخلع الرئيس السابق"محمد حسنى مبارك"،لم يستغل استغلالاً صحيح،بل بدأت النعرات الطائفية ما بين المصريين جميعاً شركاء الثورة والوطن،وتصاعدت تيار الفتنة الطائفية داخل مصر وخارجها، والتى كان من نتائجها عرض الفـــــليم "المسىء لرسول الإســـلام" فى 11    ولكن سبتمبر 2012م،والذى تم أنتاجه وتأليفه وتصويره وتمويله،حسب ما ترد من أقباط المهجر فى امريكا،والبعض يرى تم تمويله من بعض أثرياء اليهود، وأحد القساوسه المسيحين الأمريكيين.
 
 ومنذ 11 سبتمبر2012م،بدأت صور من الرفض والاحتجاج بين  المصريين جميعا،والرفض بدأ من جانب الكنيسة فى شخص الأنبا "باخوميوس" القائم مقام البطريرك،حيث أصدار بيان خلاصته" يدين فيه الفليم المسىء لرسول الإسلام وضروة أحترام عقيده الآخر،للحفاظ على مشاعره لأنه شريك الوطن " بل أن جميع الأقباط فى مصر أدانوا هذا العمل المسىء،والاحتجاج قام به غالبية مسلمى مصر، ومعهم شركاء الوطن من الأقباط،وتعد هذه حالة فريده من نوعها،حيث تم محاصرة السفارة  الأمريكية،وحرق العلم الأمريكى، وأقتحامها من الداخل وكتابة عبارات على اللوحة الرئيسة باسم السفارة مثل إلا رسول الله،وأسامة بن لادن،بل أن البعض من الشيوخ قام بحرق"الكتاب المقدس" وقل سوف اتبول عليه المرة القادمة،ولكن للامانه أعترض البعض على هذه التصرفات التى تسىء للاسلام،وطالبوا بمحاكمة من شارك فى الفليم وسحب جنسيته المصرية،بل طالبوا الرئيس الأمريكى بمحاكمة كل هؤلاء.
 
وأنتقلت الأحداث فى 12 سبتمبر 2012م إلى دول الجوار، وبالتحديد فى ليبيا فى مدنية بنى غاذى، حيث تم الأعتداء على القنصلية الأمريكية، وحرقها وقتل السفير الامريكى،وأدئن الشعب الليبي الحادث.
 
ولكن السؤال الذى يطرح نفسه لماذا تم عرض الفليم المسىء لرسول الإسلام فى ذلك الوقت،البعض قدم تحليلا تاريخياً بمناسبة ذكرى شهداء 11سبتمبر 2001م،حيث دمر الارهابيون مبى وزارة الدفاع الامريكى، وآخرون علقوا على عرض الفليم لأنه يتم الأن أعداد مذكره من قبل يهود امريكا وإسرائيل لتقديمها لهيئة الامم المتحدة للمطالبه بحقوقهم وممتلكاتهم المسلوبه فى مصر منذ عام 1952م.
 
ولكن غالبية التحليلات ـ حسب ما ورد بالعديد من وسائل الأعلام المختلفة ـ  أجمعت على عرض الفليم"المسىء لرسول الإسلام"،جاءت كنتيجة طبيعية لما يقوم به بعض المسلمين المتشددين تجاه أقباط مصر، من حرق كنائس، وهدم أسوار بعض الأديرة،وخطف القبطيات،ونهب وسلب ممتلكاتهم،وتهجيرهم أجبارياً من النجوع والقرى وبعض أحياء المدن،وعدم صدور أحكام فى أحداث الكشح،والقديسين،وماسبيرو،وأمبابة،ومنشأة ناصر،وقضية علاء رشدى، ونجع حمادى،وتلفيق التهم لبعض الأقباط،وأهانة الكنيسة وادعاءات بتحريف الكتاب المقدس، وأحداث أبو قرقاقص،وعدم تعيين نائب قبطى حسب ما وعد فى برنامجه.
 
وهناك فريق من الباحثين والمفكرين علق على عرض الفليم "المسىء لرسول الإسلام" كمقدمة للتدخل الأمريكى فى شؤن مصر،وخاصة أنه يعقد خلال الأيام القادمة بالولايات المتحدة الأمريكة ــ حسب ما ورد ببعض وسائل الإعلام) ــ "مؤتمر حول خارطة تقسيم مصر" ما بين الأقباط والمسلمين وأهل النوبة وسيناء، وربما ينضم لليهود بعد ذلك.
 
على أية حال،كاتب هذه السطور يرفض الأساءه لأى دين أو شخص أو للآخر،لأن الآخر أما جار أو صديق أو رفيق طريق، وهذا من أبسط التعاليم والمبادىء الإولية التى تربينا عليها منذ حدثتنا،بل من القيم والعادات والتقاليد أحترام مشاعر الآخر،بل لتنفيذ تعاليم ومبادىء السيد المسيح،وكتعبير عن محبة وقبول الآخر وتجنب الشر يقول الكتاب المقدس "المحبة فلتكن بلا رياء كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير" (رومية 12:آية 9). 
 وأخيراً،أتمنى من الكتاب والمفكريين والأعلامين دراسة الأحداث بموضوعية وشمولية،ووضع حلول للخروج من نفق الطائفية،  الذى ربما يذهب بمصر إلى مرحلة آخره،وهذا ما لا نتمناه.
 
 أتمنى من لجنة الدستور وضع نصوص دستورية، تدعو إلى أحترام معتقدات الآخر،وعدم الأساءة إليه سوء كان ذلك عن طريق الكتابة أو الرسوم أو التمثيل أو الأيحاء،بل وتدريس هذه النصوص بالمدارس والجامعات، أو كتابتها على غلاف الكتب المدرسية والكراسات والكشاكيل، وربما أعتقد أن تنفيذ القانون هو خير سلاح لحماية وطنناُ العزيز مصر.  

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع