الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: القس. أيمن لويس
قارئى العزيز .. يهمنى ألا تفهم عنوان المقال خطأ ، وأننى أود أن أقول أن الثورة الميمونة جنت ثمارها برداَ وسلاماَ على مسيحي مصر ، وأن الربيع العربى جعل الجو بديع بل العكس هو الصحيح ، فهو ربيع كاذب خريف فى حقيقتة . إن قصدى من هذا العنوان عزيزى القارىء الابتعاد بك عن الغرق فى متابعة الاحداث السياسية المقلقة والموجعة وتحليلها من منظور زمنى فقط ، بل متابعتها وانت تحمل كتابك المقدس بيدك اليمنى والجريدة بيدك اليسرى هذا أولاَ . وثانياَ لأقول لك أننى لا أقصد دعوة للتفائل وبأن غداَ سوف يكون أفضل من اليوم ، فليس فى عقيدة أيماننا التفائل والتشأئم ، فما أقصده أن الفت أهتمامك بما تكلم به السيد المسيح فى (متى الاصحاح الرابع والعشرون "7" ) . أنه قد انتهى زمن مبتدأ الاوجاع لنبدأ رحلة زمن الضيقة للايام الاخيرة !! .
علمونا فى دراسة الاعلام ، أن من خصائص العمود أنه يعكس وجهة نظر شخصية للكاتب ، وأنا ممن يؤمنون بالمدرسة التدبيرية فى تفسير كلمة الرب ، أقصد قرأة كلمة الرب برؤيا تحليلة للاحداث التاريخية والزمنية المعاصرة وأستنباط سيناريوهات مستقبلية ، أعلم أن كثيرين من المتخصصين فى علم التفسير يتحفظون بشدة على أصحاب هذا الاتجاة ولكن يخطىء من يعتقد أنه يملك الحق كله ، والاخذ بمدأ ما لا يؤخذ كله لايترك كله من الاعتدال فى الامور ، نعترف أنه يؤخذ على التدبيرين أنهم قدموا أجتهداتهم التفسيرية على أنها اعلانات لوجوستية ، كما راهنوا على أزمنة ومواقيت وتحديد تواريخ بالمخالفة لكلمة الله . لنا كمؤمنين أن نميز علامات الازمنة (مت 3:16) أما تحديد الازمنة والمواقيت فليس لنا فيها نصيب ( مت42:24 ، أع7:1 ، 1تس1:5-2) .
من هذه المقدمة أريد أن أقول أننى أرى الاحداث من خلال هذا المنظور والذى سوف استرسل فى الفترة القادمة بالاسهاب فية بالشرح والتحليل ، فأنى أرى بحسب فهمى لكلمة الله ولكنى لست أتنبأ ، أن الامور سوف تذداد شدة وسخونة فى المنطقة ، وسوف يتضاعف الضيق عامة وللمسيحيين خاصة . وسوف تكون الحرب وبخاصة على المسيحية والمسيحيين على أشدها !! وسوف يرتد كثير عن المسيحية من المسيحيين الاسميين ، وفى المقابل سوف تز داد النعمة جداَ أنها البداية الحقيقة لما يعرف " بحرب الايمان .. للايام الاخيرة " . ونحن كمسيحيين مؤمنين ، نعلم أن الشيطان هو الرئيس والحاكم الحقيقى لحركة التمرد على الله وخطتة للخلاص بالتجسد ، الا أنه يستخدم سلطات بشرية ، ليسدد ضربات الالم والمعاناة إلى الكنيسة وبخاصة الاسمية ، ومن المهم أن نعلم أنه ينبغى على المؤمنين عدم مواجهته بنفس أسلوب الشر الذى يستخدمه ، بل سلاحنا هو رسالة المحبة والغفران والصلاة مع الصوم .
اننا لم ندخل ضيقة الايام الاخيرة اليوم او امس ولا أكتب هذا متأثراَ بأحداث 25 يناير،وعندما نفكر فى هذا الموضوع لا يمكن أن نبنى تحليلاتنا على أحداث محلية ، بل من خلال رؤية عالمية عامة للاحداث ، فبداية رحلة دخول زمن الضيقة فى أعتقادى بدأ مع أحياء فكرة عودة وتجميع الامة المشتتة (اليهود) . التى رمز لها فى الكتاب المقدس بشجرة التين التى لانت أغصانها وظهرت أورقها الخضراء (مت32:24) ومعها بدأت الحروب العالمية ذات التدمير الهائل والازامات الاقتصادية الطاحنة وأنتشار الانحلال الاخلاقى تحت شعارات الحرية وحقوق الانسان ، ولكثرة الاثم بردت محبة كثرين للرب (مت12:24) . وبدأ يستشرى الفكر الالحادى،لأنهم رآو فى الايمان بالمسيح التزام أخلاقى وسمو أعتباروه قيود ثقيلة تعوق غرائز الانحراف والرغابات الشهوانية ، كما أدعوا أن الايمان يتعارض مع مسايرة المدنية الحديثة ويعوق حركة التطور والتقدم ، ساعد فى ذلك اهتمام الكنيسة بالشكل والجمود والبعد عن التمسك بكلمة الرب وتحويل رسالة الايمان لتتخذ مسار ان تكون ديناَ، والمتاجرة به لتحقيق مصالح شخصية ، ونجح أبليس أن يبث روحه فى الكنيسة بالكبرياء ورفض كل محاولات الاصلاح وأعتبارها هرطقات ، وهذه هى أستراتيجية الشيطان فى الحرب الروحية ، البدء بالحرب الداخلية للأنقضاض بالحرب الخارجية . فى هذه الحالة التى عاشتها الكنيسة قرون ، ومع مطلع القرن السادس الميلادى ، بدأت الحرب الخارجية بأستعلان روح مضل ، ضد المسيح الذى تحدث عنه الكتاب المقدس فى (1يو 22:2-23) ، وقد يقول قائل أن هذا الروح ظهر منذ أستعلان الكنيسة من القرن الاول ، كما أعلن يوحنا فى رسالتة "قد صار الان أضداد للمسيح كثيرون" .
وهذة حقيقة إلا أن هذة كانت مجرد بدع هزمتها الكنيسة الاولى وأنتصرت عليها وتثبت أقنوم الابن ، لكن مملكة الظلمة لم تستسلم رغم هزيمتها الكبيرة التى صنعها المسيح على الصليب (كو15:2 ) فهى تؤمن بعقيدة عين بعين وسن بسن . ففى مطلع القرن السادس شحذت كل ممالكة الظلمة قواها للاأعادة أنتاج روح ضد المسيح "وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتى ، من هنا نعلم أنها ألساعة الاخيرة "(1يو18:2) . ولكن فى هذة المرة ،جاء أكثر تنظيماَ، وأكثر شراسة ، وعدوانية . وهناك نبوات أخرى كثيرة توضخ ذلك وتؤكدة فى سفر الرؤيا وغيره ، ومن يرغب فى المزيد فليفتش الكتب . هذا الروح صار أمة عظيمة ، ينصب العداء لكل ما يرتبط بالملكوت ومن ينتمى ألية ، ويعمل بكل قوة ليتجمع ويتكتل، يتوعد شعب الرب القديم تارة ، وينكل بأبناء العهد الجديد بقدر ما يستطيع وبقدر ما تملك يداه تارة أخرى . وأترك لك عزيزى القارىء هذه الشواهد الكتابية للتأمل والتمعن ( زك 2:12-4 ، 1:14-5 ،12، 18، 19 ، يوئيل19:3 ، رؤ8:11) .
ولمن يهتم بالاجتهاد فى تفسير نبوات الكتاب بشأن الامور المختصة بالاخراويات ، ألفت نظرة أن ما ذكر فى مت 2:24 والمقصود به ،غير المقصود بما ذكر فى نفس الاصحاح (ع 14) فمن الصحيح المقصود بال ع2 هو ما حدث سنة 70م وما فعلة الرومان بالهيكل حيث حرث كيرنتيوس روفس احد قواد تيطس الارض التى كان عليها الهيكل حتى الاساسات حيث بلغ الخراب مبلغاَ غريباَ ،أما فى ع14 فأنا لست مع الرأى الذى يجعله أمتداد لما حدث فى ع2، أنما المقصود بة مبنى تقرر تشييده ما بين سنة 705م – 715م وهو قائم بالفعل حيث الموضع المقدس . كما ان الفاصل الزمنى بين الاياتين مختلف ، حيث أن هذا الاصحاح يتحدث عن أحداث مختلفة لأزمنة مختلفة يصعب على كثير من القراء حتى المفسرين تداركها .
عزيزى القارىء قد تختلف معى فى الطرح والتفسير، ولكنك قد لاتختلف معى فى أنه من المعلن فى الايمان المسيحى فى الايام الاخيرة ، سوف يكون هناك حرب وأضطهاد عظيم على الكنيسة الحقيقية حيث غضب أبليس مع أقتراب نهاية مملكتة وكل ممالك اعوانه . وعندما نتحدث عن الايام الاخيرة من المهم أن نعلم أننا لا نتحدث عن نقطه فاصله بل عن حقبة ممتده .
أخيراَ للحديث بقية لكننا سوف نكتفى بهذا القدر من الحديث فى النبؤات ، لنتحدث عن معارك الايمان الخارجية والداخلية التى سوف تخوضها الكنيسة مع أبليس من خلال من سوف يجندهم لتحقيق رغباته .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع