حمدي رزق
تخيل وأنت يا دوب بتفتح عينيك ترى صورتك فى غرفة العناية المركزة ممدًا والأنابيب مغروسة فى جسدك الهزيل فى مستشفى مجهول، وعلى سرير بارد، وكأنك تودع الحياة.

وقبل أن تتذكر متى كانت هذه الصورة، يتواصل رنين الهاتف قلقًا، وتمتلئ صفحات الفيس بعبارات التعاطف والدعاء، وبعض من الشماتة المقيتة، وتتوالى التغريدات حزينة أو شامتة، ومضطر لنفى الصورة فى منشور أو تصريح ينفى الصورة الحزينة، وما ترتب عليها من أخبار متسرعة عجولة تحفل بها المواقع الإلكترونية النافذة.

أخى وصديقى «إبراهيم عيسى» داهمته مثل هذه الصورة، يقينًا استعاذ فى سره، وبسمل وحوقل، ودعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ.

إبراهيم عيسى، مثله مثل المصريين البسطاء، مؤمن بالقضاء والقدر، ويعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا، ويعمل لآخرته كأنه يموت غدًا، وهو من القول المرغوب.

لماذا إذن يتمنون مرضه ويلحون عليه؟ ولماذا يبشرون عليه بالعناية المركزة؟ ومِن هؤلاء العقورين الأشرار الفجار فى الخصومة، مستهدف عيسى بالمكر السيئ، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. جدٌّ لا أخلاقى ولا إنسانى أن تصحو من نومك وقبل أن تصلى وتشكر الله على نعمائه أن تطالع مثل هذه الصورة مع قهوة الصباح، وقبل أن تدرى ما تفعل ردًّا للأذى المجانى، تتدربك الدنيا من حولك، العائلة على البعد يصيبها فزع رهيب، والأحبة والخلان تدهمهم الصورة إذ بغتة فلا يدرون صنعًا، والأصدقاء يبادرون بالاتصال بعضهم بعضًا للاطمئنان.

من سابقة خبرة، عيسى سيضحك ملء فيه، ويقهقه سخرية من الأشرار، طريقته فى الحياة لا يأبه بهم مطلقًا، لربما تذكر قولًا مأثورًا عن أبى موسى الأشعرى، كَانَ إذا خَافَ قومًا، قالَ: «اللَّهُمَّ إنَّا نَجْعَلُكَ فى نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ».

كثير مما أصابتهم مثل هذه الأخبار السوداء، وهى كثيرة أقرب لمتوالية شريرة، نعم البعض منهم يتألمون فى صمت، غير مدربين على خوض المعارك الإلكترونية مع عدو غامض يَتَرَبَّصُ بِهم الدَّوَائِرَ.

للأسف، وصار منهجًا استهداف صفحات الإخوان والتابعين، رموز مصر ونجومها الساطعة فى سماء الإبداع، إبراهيم عيسى ليس استثناءً، ليس الأول ولن يكون الأخير فى قائمة الاستهداف، صرنا جميعًا لوحات تنشين.

الإخوان يعمون من العمى ولا يرون نجمًا مصريًا ساطعًا، يستهدفون رموز الدولة المصرية جميعًا بمثل هذه الأخبار السوداء، يتمنون مصر خرابة ينعق فيها الغراب النوحى.

وإذا لا قدر الله ومرض أحدهم فعليًّا، والمرض اختبار صبر من الله سبحانه وتعالى، يتولونه بالشماتة واللعن والدعاء عليه، يستعجلون رحيله، ويتمنون عذابه، ولا يترحمون على عضم التربة، نفوس متصحرة جرداء من الإنسانية.

لن أنسى ما حييت شماتتهم فى مرض قامات مصرية سامقة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر عفو رب رحيم، يتولونهم بما فى أنفسهم من ثأرية، منى عينهم يرون مصر وقد أبديت عن آخر شعبها.

الإخوان عدو لكم فاحذروهم، ودعاء بطول العمر للكبير سنًا ومقامًا «إبراهيم عيسى» بالصحة والستر ودوام التألق، رغم أنف الإخوان والتابعين.
نقلا عن المصرى اليوم