بقلم / نادر شكرى
لا يمر أسبوع إلا ونسمع عن حوادث للانتحار أو القتل الأسرى ، فى ظاهرة تحتاج لدراسة ووقفة لتفسير زيادة حالات الوفيات بسبب الأزمات الأسرية ، أو الضغوط الاجتماعية ، فنجد ان الموت يحصد أرواح من شبابنا الذي لم يبدأ حياته ، فتارة نسمع عن إلقاء شخص لنفسه أمام قطار المترو وأخر يلقى نفسه من أعلى عقار ، وأم تلقى بأطفالها من فوق كوبري قصر النيل ، وأب يقتل أطفاله .
لاشك ان ضغوط الحياة وتردى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسر ، فضلا عن غياب المناخ الاجتماعي الذي اعتادنا عليه قديما يعد من أهم أسباب الانعزالية لإفراد الأسرة، والدخول فى مراحل نفسية قد تدفع بالشخص لاتخاذ خطوة خطيرة نحو التفكير فى الموت ، أو القتل ، ولاشك ان وسائل التواصل الاجتماعي " السوشال ميديا " هي جزء من زيادة الأزمات ، عندما يشاهد الفرد أشياء قد تصعب على توافره معه أو الدخول فى مناقشات تلقى بجوانب سلبية فى حياته ، أو التعرض للابتزاز مثل واقعة الفتاة بسنت خالد التى انتحرت بعد فبركة صور لها ، فأصبحت وسائل الانترنيت الحديثة خطرا يهدد الأسرة ، فهي مثل الشخص الغريب الذي يخترق الأسرة ويعيش معهم ، لتصبح حياتنا اليومية نقيسها بما نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي التى تمتلئ تمدنا أحيانا بالطاقة السلبية .
ولكن القضية التى نطرحها هنا هي الأسرة نفسها فهي الجزء الأهم فى هذه المنظومة التى تتحمل الدور الأكبر لحماية نفسها وأبنائها من خطر الانقسام وخطر تسرب اليأس لبعض أفرادها ، فنحن نقدر ان الأغلبية من الأسر أصبحت مشغولة طوال اليوم لتوفير الاحتياجات المادية فى ظل هذه الظروف الاقتصادية التى تحيط بالعالم وارتفاع الأسعار وغياب فرص العمل اللائقة ، وهو يجعل البعض يغيب عن متابعة أوضاع أسرته والجلوس معهم واحتوائهم ، ولاحظنا فى الفترة الأخيرة ان الكثير من الحوادث التى حدثت مؤخرا كان بسبب خلافات أسرية وصراعات ، ولكن الأخطر ما فيها هو إقبال بعض الشباب على الانتحار للهروب من هذه المشكلات فى ظل غياب من يحتويهم ويحاول إزالة تراكمات الإحباط التى دفعته لهذه الخطوة الصعبة ,
ولذا لا نستطيع أن نحمل الأسرة المسئولية الكاملة لأننا نقدر أنهم يعيشون فى صعوبات يومية للكفاح لتوفير لقمة العيش ، ولكن أيضا غياب التوعية ودور المؤسسات المجتمعية والإعلامية عن توجيه رسائل للتوعية للشباب جزء من المشاركة فى هذه الحوادث ، وأيضا تتحمل الحكومة جزء أيضا فى ظل غياب دراسات حول أسباب هذه الحوادث وأيضا تحميل المواطن كافة الإصلاحات الاقتصادية ، مما زاد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية وزيادة حالات الطلاق ، وأيضا مثل هذه الحوادث المؤسفة ، ولكن فى النهاية على الأسرة ان تعلم أنها المسئولة عن حماية أبنائها من خطر العوامل الخارجية التى تخترق كيانها وعليها ان تحتوى الأبناء ، وان تبث فيهم روح الصبر والتفاؤل وكيفية مواجهة الأزمات ، وعلينا ان نعترف أن مثل هذه الحوادث ليست بمصر فقط ولكن هي جزء من ما يحدث بالعالم الان الذي يمر بأسوأ فترات تاريخية فى ظل المواجهات الاقتصادية والاجتماعية الصعبة مثل وباء كورونا الذي تسبب فى أزمات اقتصادية كبيرة وتسبب فى زيادة نسبة البطالة والفقر وتراجع الاقتصاد وزيادة الأسعار ولاشك ان كل هذه الأمور يتحملها المواطن والأسرة .
يذكر ان النيابة تواصل التحقيق فى سقوط الفتاة ماريان ملاك من اعلى عقار بشبرا الخيمة حيث اشارت التحقيقات ان الفتاة انتحرت بسبب خلافات اسرية.