الأقباط متحدون - ديون مصر 1300000000000 جنية
أخر تحديث ١٣:٠١ | الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٢ | ٣ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٣ السنة السابعة
إغلاق تصغير

ديون مصر 1300000000000 جنية

بقلم: محمد حسين يونس
أعلن البنك المركزى أن مقدار دين مصرالداخلي 1.1 ترليون جنيه والخارجي 33.4 مليار دولار أي حوالي 200 مليار جنيه ،فاذا كان المليون واحد علي يمينه 6 أصفار والمليار 9 أصفار والتريليون 12 صفر فان ديون مصر الداخلية والخارجية هي 1300.000.000.000 جنيه وهو ما يوازى من 85% الي 90% من اجمالي الناتج القومي السنوى لتسعين مليون مواطن .
 
بهذه الارقام أصبحنا علي حدود الخطر فكل مصرى مدين( هذا الصباح) بحوالي 15000 جنيه وعليه دفع خدمة لدينه 1500 جنيه سنويا ،أى أن كل اسرة مكونة من أربعة أفراد سواء كانت أسرة الشاطر او كان رب الاسرة (مش) شاطر عليها أن تدفع( حتي مع انعدام الدخل) 500 جنية شهريا خدمة دين ،ومع ذلك فالحكام الجدد لا يتورعون عن اهدار الملايين كل ساعة وهم يوزعون لحم الفريسة علي الضوارى من ابناء الجماعة الشرهة التي لا يرضيها أقل من مصمصة العضم بعد أكل اللحم والشحم. 
 
((بنى الخديوي إسماعيل نحو ثلاثين قصراً من القصور الفخمة بحيث تكلف تجميل هذه القصور وتأثيثها ما لا يحصى من الملايين وبالرغم مما وصلت إليه حالة الحكومة المالية من الارتباك وتوقفها عن الدفع عام 1876، فإن الخديوي استمر في تلك السنة يكمل بناء قصوره ،من أسباب إسراف إسماعيل ميله إلي الملذات، وهذه مسألة تعد مبدئياً من المسائل الشخصية، التي لا يصح التعرض لها، ولكن إذا تعدى أثرها إلي حياة الدولة العامة كانت من المسائل التي لا حرج من الخوض فيها.))
 
((ومما يدعو إلي الأسف أن أمواله التي كانت تتدفق ذات اليمين وذات الشمال لم يكن ينال المصريون منها إلا النزر اليسير، بالنسبة لما يناله الأجانب الذين كانوا يحيطون به ويشملهم بثقته ورعايته، قال المسيو جابرييل شارم في هذا الصدد: كان إسماعيل يغترف المال من الخزانة العامة بكلتا يديه لا ليرضى أهواءه الشخصية فحسب، بل ليسد نهم الطامعين الملتفين حوله، فكم من الفرنسيين والإيطاليين والإنجليز كانوا تعساء في بلادهم، ثم نالوا بعد أن هبطوا مصر الرخاء والنعيم)) عن ويكيبيديا.
 
ديون الخديوى التي تم احتلال مصر بسببها لسبعين سنة كانت 126.354.360 جنية استرليني مائه وست وعشرون مليون جنيه فقط .
احساس الديكتاتور أن البلد التي يتسلط عليها هي عزبة أبوه و أن الخزينة العامة مستباحة لأوامره ونزواته، مرض استشرى بين حكام مصر منذ أن اغتصب(ضباط يوليو)السلطة حتي قفز (منتهزى يناير) علي الكراسي، ان المتطلع لاسلوب انفاق الاموال خلال هذه الفترة سيجد أن هناك نمطا يتكررعلي الدوام يتصل بارادة الحاكم،حروب عبد الناصر، مظهرية السادات ،نهب عصابتي مبارك والاخوان ، سلسلة متصلة الحلقات مازالت جارية..
 
مصر عندما استولي عليها العسكر لم تكن مدينة بل كانت دائنه ثم حولها تبذير زاوله عامرلشراء ولاء الضباط،ومعارك عبد الناصر المحصنة بشعارات القومية العربية لتستدين، السادات أدخل مع الانفتاح ضوارى النهب الاقتصادى وأعاد انتاج مجتمع الخديوى الترفي القائم علي القروض لينتهي باحتلال امريكي وبمديونية كانت مؤثرة، عصابات المبارك التي مهد لها سلفه ظلت تجرِّف الاقتصاد دون اى شعور بالمسئولية بحيث استولت علي كل ما تفضل علينا به المحسنون وصارت تقترض بالمليارات وتتحول بمصرالي مجتمع ريعي(لا ينتج) يعيش علي عوائد قناة السويس والبترول وتحويلات العاملين بالخارج وعطايا الاغنياء فتراكمت الديون وفشلت الحكومة في تسديدها ،اليوم عندما يبدأ الرئيس حكمه بالافراج والعفوعن أخو زوجته المرتشي المسجون جنائيا ويجعل منه محافظا فهذه اشارة واضحة (الا ايها المرتشون اكملوا مسيرتكم فالحاكم الجديد يدعمكم)، وعندما يوزع المناصب علي الاحبة والمريدين ويخلق مجلس من المساعدين والمستشارين يتقاضون الملايين وينفقون علي مكاتبهم وأطقم حراستهم وسكرتاريتهم وسياراتهم ملايين اخرى فنحن امام اشارةأيضا واضحة(فليقتطع من يريد ما يريد من الجسد المسجي الواهن للحكومة) .
 
صرف الملايين علي مواكب الصلاة المورساوية ،لا تختلف عن صرفها علي القصورالخديوية فكل منهما يعكس مدى تأثر الانفاق العام بميول الحاكم الاوحد الذى يغترف بكلتا يديه من الخزانة ليدفع دون مراجعة(تعويضا لمجرمين أخروجهم بعفو سلطاني من السجون طالما اغتالوا وروعواالامنين ، ثمنا للوقود والطعام المدعم يذهب للغرباء في غزة مع حرمان ابن البلد منه، مرتبات غير مستحقة لاعضاء مجلس شعب وهمي منحل، التزامات انواط ونياشين توزع بالجمله،نفحات،ترقيات ،زيادات في اجور الضباط والموالين،اسقاط ديون للفلاحين) جاءت كلها بأوامر ديكتاتورية فاشيستية احتفظ بتراثها حكام مصر منذ زمن اسماعيل والسادات ومبارك، ارضاء لنهم الطامعين الملتفين حولهم.
 
الطغاة الجدد يسيرون علي درب من سبق ،يفرطون في العطايا والهبات لابناء الجماعه ومؤيديها يرشون المعارضين والمترددين باموال الدولة ،يفتحون الأبواب علي مصراعيها لضوارى انفتاح قادم من الخليج، في حين أن أفراد الهول المنوم يتوالدون بسرعة التباهي بهم يوم الواقعة، والديون تزداد تراكما ،والانتاج متوقف من أجل استمرارالمحظوظين في قبض عوائد الاستيراد من شعوب تعمل، ليصبح عجز ميزان المدفوعات اليوم بعد انخفاض مدخولات السياحة والتصدير 11.2 مليار دولار(اى) رقم لا يمكن تعويضه الا بالاستدانة فيتفاوض المسئولون للاتفاق علي قروض جديدة فلكية المقدار ينتظرها كبار مليونيرات الاخوان المخططون للهبر من الوليمة المرتقبة ولتصبح أصواتنا ضائعه لا توقف الفساد، أووهبة تعيينات المناصرين في وظائف الحكومة أوتكاليف صلاوات ،استقبالات ،رحلات الرئيس وأسرته التي تتجاوزالسته أصفار، وتقترب من التسعة أصفار، وفي القريب العاجل اثني عشر صفرا بعد أن تصبح قيمة الجنية المصرى(باذن المولي ) كسر من السنت أقرب للصفر.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter