حمدي رزق
ما هذا الحكى البغيض.. وعلام هذه الحوارات الخشنة التى تتطاير شظاياها فى الفضاء الإلكترونى، وتتغذى عليها الصفحات الإلكترونية نهمة جائعة؟!.

قلنا سابقًا: فارق بين الحوار والخوار، والحوار فعل إنسانى رشيد، لا أستملح ألبتة تصريحات بعض الممثلين الخشنة بعضهم ضد بعض، خشونة الحوارات وقسوتها زادت على الحد، وانحرفت وانجرفت إلى ما يشبه تقطيع الملابس وتمزيق الوجوه.. وإشانة السمعة.

اللى عاوز يمثل يمثل، والتمثيل ليس وقفًا على بوسة، إذا كانت البوسة قضية، ففن التمثيل أرقى وأعمق من البوس بكتير.. ومن يرى فى التمثيل ما يخدش سمعته ويستجلب الشياطين، وينقض الوضوء، بلاها تمثيل.. يا سيدى بلاها بوس!!.

وكفى الممثلين شر الخوار الذى يجلب على رؤوسهم لعنات المتعصبين، ويغذى روح الكراهية للفن، ويضع فى أيادٍ غلاظ مستمسكات على البعض، يسلقونهم بألسنة حداد.. يقبحون وجوهكم، ويستحيون عرض زميلاتكم!!.

على صدى تصريحات صدرت، التالية لتصريحات سبقت، استتبعت بتصريحات، وهكذا دواليك، صرنا كمن يصب الزيت على النار المشتعلة فى ثياب أهل الفن!

ترفقوا ببعضكم البعض، ولا تكونوا كبعضى يمزق بعضى، لا تشمتوا فيكم المتربصين، ولا تمدوا الحبال لتشنقوا رقابكم، أصلًا رقابكم مطلوبة وبإلحاح كريه!.

ما هذا الذى تترون فيه؟!.. المسألة بسيطة، الفن نعمة مش خطية، فن التمثيل يحمل رسالة إنسانية، والرسالة يستبطنها البعض، إذا أنت معترض، فلك الحق، ولكن لا تحاسب غيرك على فهمه الخاص لرسالة الفن!.

تفرق إيه عن أعداء الفن، عندنا تخمش الوجوه بأظافرك الطويلة الحادة، لماذا تصف صفهم؟، ولماذا تتولى عنهم حرب الفن؟، ولماذا تمكنهم من رقاب زملائك ومنهم من نذر حياته للفن، لماذا تهدرون تاريخًا سينمائيًا مصريًا عريقًا وتهرفون بالقول؟!، ١٠٠ سنة سينما تشطبون عليها لأجل فكرة تسلطت على البعض.. ما هكذا تورد الإبل على الشاشة الفضية؟!.

إذًا تتوب عن الفن باعتباره معصية، ربنا وحده مطلع على توبتك، ولكن تفرض منطقك، محتسب على الفن وأهله، وتنزل عرض الطريق شاهرًا سيفك، وتقطع فى لحم الفن بالسكين، وتلقى بلحم الفنانات فى عرض الطريق، لتلتم عليه الضباع الجائعة!.

لماذا تتهم الفن بما وقر فى قلبك؟.. خليك فى حالك الله يصلح حالك، المشرحة السينمائية مش ناقصة.. كفاية ما يلقاه الفن وأهله من تلويم وتقريع وتكفير وتفسيق!.

كفاية على الفن السابع جائحة المتطرفين، وفى القلب منهم السلفيون والإخوان، ومن تبعهم فى كراهية الفن وتقبيح وجوه أهله.

الفن بات مزدرى، ومرذولًا، ومرفوضًا، حالة الرفض المجتمعى للأعمال السينمائية الجديدة باتت مقلقة، تحت دعاوى أخلاقية، الغالب الأعم (إلا المقدرين أصحاب الذائقة)، غالبيتهم رافضون ناقدون، فلماذا نرفد رفضهم بحيثيات منشورة من داخل البيت، ساعتها سيقولون، انظروا، وشهد شاهد من أهلها، وإذا ناقشته سيقول أهل الفن أدرى بشعابه، لا تحدثنا عن الفن، وقد قال سين وصاد وعين ولام فى تقبيح الفن، وذم السينما.. دول بيبوسوا بعض؟!

لا تقيموا على أنفسكم الحجة بألسنتكم، حصاد ألسنتكم، ولا تلوموا ناقمًا وأنتم ناقمون، الفن نعمة مش خطية، الفن رسالة، ورسالة الفن المصرى وقوة مصر الناعمة براء من صنيعكم، حنانيكم لا تقبحوا وجه الفن الجميل.
نقلا عن المصرى اليوم