هل يكون الرئيس محمد مرسى بسياسته البرجماتية العملية وخلافاً لجميع الأفكار المسبقة التى كونتها عنه الولايات المتحدة وإسرائيل بمثابة الكنز الإقتصادى للدولة العبرية
هذا التساؤل طرحته صحيفة هآريتس الإسرائيلية عبر نسختها الأليكترونية صباح اليوم وجاء الرد عليه بالإيجاب فمن خلال إستعراض الفترة القصيرة التى حكم فيها محمد مرسى البلاد ذكرت الصحيفة أن المرحلة الإنتقالية التى مرت بها مصر والتغييرات الدراماتيكية التى شهدتها من الممكن أن تخلق فرص إستثمار نادرة للشركات الأجنبية بما فيها الإسرائيلية .
وقالت الصحيفة أن الشهريين الماضيين من حكم مرسى بمثابة الفرصة المناسبة بالنسبة للإسرائيليين لدراسة أين كانت تكمن المصالح الإقتصادية المصرية خلال فترة الصراع بين الاخوان المسلمين والمجلس العسكرى ,وأشارت أنه خلافاً للأراء السائدة فى إسرائيل والولايات المتحدة يتضح أن المصلحة الإسرائليية السياسية والإقتصادية تكمن فى دعم محمد مرسى فنجاحه فى مهمته من الممكن أن أن يمثل فرصة إقتصادية مناسبة لإسرائيل .
ووصفت الصحيفة محمد مرسى بالشخصية البرجماتية وأضافت أنه يعلم جيداً أن الشعب قد إختاره بسبب شعوره بالإحباط من الظلم والقمع الذى مر عليه خلال فترة حكم مبارك فالفساد والقهر هو الذى أوصله إلى كرسى الحكم وإذا نجح فى تقليصهم ,فسيظل طويلاً فى منصبه ,لذلك قام بتعيين عدد من الكفاءات فى حكومته الحالية ممن هم بعيدون عن إيدلوجيته الدينية.
وبعبارات اخرى قام مرسى بالتعاون مع شخصيات كان يراهم فى الماضى كأعداء ألداء ,وبدأ فى العمل فى تهدئة بعض الجماعات الدينية المتطرفة التى لا تخدم فى الوقت الحالى المصلحة المصرية مثل حركة حماس ,كما أنه يتعاون أمنياً بشكل هادىء مع إسرائيل بشأن الأوضاع فى سيناء ,وهو يعلم جيداً أنه إذا لم يحسن من معيشة أفراد شعبه ,فأنه من الممكن أن يفقد منصبه .
وذكرت هآريتس أنه من هذة النقطة تحديداً تكمن المصلحة الإقتصادية الإسرائيلية خلال فترة حكم مرسى ,فالتنمية الإقتصادية والإنتقال التدريجى من الإقتصاد الذى كان يحكمه العسكر إلى إقتصاد تسيطر عليه قوة السوق ,يحتاج إلى تحسين العلاقات مع الدول المعتدلة فى العالم العربى ومع الإقتصاديات الداعمة لمصر ,الامريكية والاوربية ,ومن هذا المنطلق كما تقول الصحيفة,من الممكن أن نتوقع أنه كلما ساهم الامر فى دفع سلطة مرسى إلى الامام ,فأن التعاون مع الشركات الإسرائيلية من الممكن أن يحظى بدعمه وموافقته بشكل كبير .
ولفتت هآريتس إلى ضرورة أن تتم هذة الخطوات بهدوء نظراً لأن إظهار صورة مرسى كمن تم شراءه بأموال الغرب ,لن يتوائم مع شخصيته ولا وضعه الجديد .
وتقول الصحيفة أن الواقع يقول ان محمد مرسى لن يرفض أى إستثمارات تضخ دماء جديدة لعروق الإقتصاد المصرى المحتضر حتى وإن كانت تلك الإستثمارات إسرائيلية ,لذا فأن الشركات الإسرائيلية التى ستنجح فى فى إستغلال الدفعة الحالية ورصد بعض الفرص فى الإقتصاد المصرى فأنها ستنعم بأرباح هائلة مستقبلاً .
وأشارت الصحيفة أن مجالات العمل والإستثمار داخل مصر كثيرة ومتنوعة فالطبقة العليا من المستثمرين المصريين قد بدأت تتغير ,فأسفل طبقة الصفوة من رجال الأعمال الذين كانوا مقربين من مبارك, بدأت تنمو طبقة جديدة من المستثمرين الجدد الذين يبحثون عن كل السبل المتاحة لتطوير الإقتصاد المصرى حتى ولو كان الثمن التعاون مع الشركات الإسرائيلية .
وأشار التقرير أن إتفاقية الكويز التى مازالت قائمة حتى الان بين مصر وإسرائيل ,من الممكن أن تكون بيئة خصبة لهذا التعاون ,وهناك فرصة كبيرة أيضاً فى مجال إدخال التكنولوجيا الإسرائيلية إلى السوق المصرى كما توجد فرص جيدة لإقامة مشاريع إسرائيلية فى تطوير مجالات الصحة ومشاريع البنية التحتية وإعمار سيناء .
وذكرت الصحيفة أن هذة المشروعات قد تكون نوعاً من المغامرة ولكنها تحمل فى طياتها فرص ومشروعات قد ترتفع مستقبلاً كلما واصل مرسى جهوده فى مجال إعادة البناء الإقتصادى .