قال الشيخ علي عبد المهدي وكيل وزارة الأوقاف، : "إصدار الفتاوى بإهدار دماء المشاركين في الفيلم المسيء للرسول صلاة الله عليه وسلم من شأن دار الإفتاء المصرية"، مشيرا إلى أن اجتهاد شخص وإصداره لفتوى مثل هذه لا يلزم بها أحدا غيره.
وأوضح عبد المهدي في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أن للمسلمين في رسول الله صلاة الله عليه وسلم أسوة حسنة، مشيرا إلى أنه روي عن أبو هريرة في الصحيحين البخاري ومسلم أن أبو هريرة سأل رسول الله صلاة الله عليه وسلم لماذا لا تدعوا يا رسول الله على المنافقين والمشركين فرد صلاة الله عليه وسلم "معاذ الله لم أبعث لعانا أو سبابا".
وأضاف : "كما أن الرسول صلاة الله عليه وسلم أبى أن يطبق سيدنا جبريل الوحي الكريم الأخشبين (الجبلين)، على أهل الطائف بعدما أزوه وسال الدم من قدميه الشريفة"، مشيرا إلى أن الرسول دعا لهم بالهداية.
وتابع : "وفي فتح مكة رسالة عظيمة عن عفو رسول الله وتجاوزه عن الإساءة عندما عفا عن قاتل حمزة وكذلك عندما سأل أهل مكة ماذا تظنون أن فاعلا بكم فقالوا أخ كريم وابن أخ كريم"، مشيرا إلى أن رد رسول الله صلاة الله عليه وسلم كان بقوله اذهبوا فأنتم الطلقاء .
ولفت إلى أن الله جل شأنه تجاوز عن إساءة عبادة للذات الإلاهية، مشيرا إلى أن الله تجاوز عن عبادة الذين نسبوا له صاحبة وولدا وأعطاهم من فضله لعلهم يتوبون او يستغفرون.
وشدد عبد المهدي على أن محاسبة المسيئين لرسول الله صلاة الله عليه وسلم يكون عبر القانون وليس بقيام فرد بإهدار دمائهم، مؤكدا على أن وجود قانون يردع المسيئين هو السبيل لوقف المتعدين على رسول الله عند حدهم.
وتوقع عبد المهدي ألا تنتهي الإسائات لرسول الله صلاة الله عليه وسلم، موضحا أن المسيئين يتواجدون في كل وقت وعهد، منوها إلى أن دور المسلمين يجب أن يكون في إظهار الصورة الحقيقية للإسلام والتعريف برسول الله صلاة الله عليه وسلم.
واختتم عبد المهدي بالتحذير من أن فتوى كهذه من شأنها المساعدة على إثارة الفتنة، موضحا أن من أنتجوا الفيلم يريدون الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين وأن حسابهم وردعهم يجب أن يكون من خلال القانون، مشيرا إلى أنه إذا عجز القانون عن ملاحقتهم بسبب حماية دوله غربية لهم، فأن حسابهم على الله.
وكان الشيخ أحمد المحلاوي-إمام وخطيب-مسجد القائد إبراهيم بالأسكندرية قد أفتي بإهدار دماء جميع المشاركين في صناعة وإنتاج وتمثيل وترويج الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام واعدا قاتليهم من المسلمين بأنهم سيكون لهم عظيم الأجر والثواب عند الله لأنهم يزودون عن الإسلام.
كما أفتى الشيخ خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بحضور الآلاف من المصلين وقيادات الجماعة الإسلامية- بضرورة مقاطعة جميع المنتجات الأمريكية مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أمامها خياران إما أن تأوي المسيئين للإسلام وترعاهم وتستخدمهم في حربها على المسلمين كما تقعل الآن مع أقباط المهجر الذين صنعتهم أمريكا وإما أن تحافظ على علاقاتها ومصالحها مع العالم الإسلامي مشيرا إلى أن أمريكا يجب عليها أن تأتي زاحفة لتعتذر عما حدث.