نادر شكرى
وسط احزان ودموع ابنائه ، ودعت الكنيسة القبطية بفرنسا القمص جرجس لوقا شيخ كهنة فرنسا والمهجر بعد رحيله عن عمر يناهز ال 83 عاما ، حيث كان فى توديع الجثمان الانبا مارك اسقف شمال فرنسا والانبا اثناسيوس مطران مارسيليا وطولون والانبا ميشائيل اسقف المانيا وبحضور السفير المصرى بباريس وعدد من المسئولين المصريين والفرنسيين .
وتحولت جنازة الكاهن الراحل لكلمات من الحضور تنعى رحيل ابونا جرجس الذى يعد علامة بارزة وفريدة داخل الكنيسة القبطية حيث انه اول كاهن بالكنيسة يصلى بفرنسا اول من قام بتأسيس كنيسة قبطية بباريس وفى نفس الوقت الى جانب خدمته الكنسية كان يعمل فى مجال عمله العلمى الخاص بالابحاث فى جامعة باستير ، وكان عالم فى مجال علم الفيروسات ، وساهم فى تقديم العديد من الابحاث المفيدة للبشرية وهو ما دفع فرنسا بتكريمه ومنحه وسام الشرف الفرنسى بدرجة فارس تكريما لعمله وما قدمه للانسانية .
وعم الحزن الجنازة وسط حضور كثيف من جميع طوائف الشعب من الاقباط والمسلمين وهو ما يدل على الحب الكبير للكاهن الراحل الذى كان جزء من الحوار والعلاقات بين الطوائف المختلفة بفرنسا ، من خلال حضوره لكافة انواع الحوار سواء على مستوى الديانات او المستوى العلمى او مستوى العلاقات الانسانية فكان سفيرا لمصر وكانت كنيسته تشبه مقر سفارة فكان الجميع يمر عليه ويلتقى به ويتعلم منه
قدم نيافة الانبا مارك اسقف شمال فرنسا العزاء لاقباط فرنسا لرحيل القمص جرجس لوقا شيخ كهنة المهجر بفرنسا ، وقدم تعزية قداسة البابا تواضروس الثانى وكل الحضور فى جنازته التى اقيمت اليوم بكنيسة العذراء ومارمرقس بشاتنية مالابرى .
وقال الانبا مارك فى كلمته" يعز علينا توديع أحد أعمدة الكنيسة الارثوذكسية بفرنسا والمهجر القمص جرجس لوقا ، الذى ولد فى عام 1939 ، ونشأ فى اسرة تقية وتربى فى الكنيسة ونجح فى حياته العلمية والكنسية ، وجاء لفرنسا عام 1969 ، وحصل الدكتوراه الاولى والثانية ورسم كاهنا وكان يدرس ويعمل بجانب عمله الكهنوتى ، وفى عام 2012 حصل على وسام الشرف الفرنسى ، ومن نعم الله عليه انه تم رسامة اثنين من ابنائه فى الكهنوت وههم يخدمان بفرنسا وهم ابونا انطوان وابونا يوحنا ولهم محبة كبيرة داخل ايبارشية فرنسا .
وتابع الانبا مارك " ونجزم ان كل من تقابل مع ابونا جرجس لوقا تعلم منه الكثير فهو كان خادما امينا ولا يمكن مهما تحدثنا ان توصف الكلمات او تعطى حقه ، حيث اتصفت خدمته بالامانة والحكمة ، وهو الذى يقيمه سيده على عبيده فيعطه طعامهم فى حينه ، ولذا احبه الجميع وكان مصريا اصيلا ، احب مصر والمصريين وعاش فى فرنسا كمواطن صالح وتمتع بعلاقات طيبة على كافة المستويات سواء بين الجالية المصرية سواء اقباط أو مسلمين وسواء مع الدبلوماسين الفرنسيين.