الأقباط متحدون - هل الاقباط صليبيون؟
أخر تحديث ١٣:١٧ | الأحد ١٦ سبتمبر ٢٠١٢ | ٥ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٥ السنة السابعة
إغلاق تصغير

هل الاقباط صليبيون؟


بقلم: ماجد ميشيل
يصف البعض الاقباط المصريين بانهم صليبيين و هذ الوصف و ان كنا نحترم الصليب و نفتخر به و نقدره  و لكن لا نعبده ابدا لكن تاريخيا و صف  الاقباط بالصليبيين خطا لان الصليبيين كانوا اوروبيون  المنشا و اللغه و ليس لهم علاقه بالاقباط المصريون ابدا بل علي العكس اكثر من عاني من الحروب المسماه بالحروب الصليبيه هم الاقباط و هي  تسميه غربيه و ليست شرقيه اما المؤرخون العرب فاطلقوا عليها التسميه الادق و هي حروب الافرنج او الفرنجه لان اغلب القادمون للغزو في هذه الحروب كانوا من فرنسا من هنا اتت كلمه الافرنج ...اما الاقباط المصريون فعانوا من هذه الحروب المجنونه التي اهدرت فيها دماء   الابرياء  في الشرق و الغرب لان في البدايه حاول الافرنج اخذ مصر فلم يساعدهم الاقباط رغم انتظارهم     لذلك و لشده غيظهم اصدروا قانونا يمنع اقباط مصر و السودان من زياره القبر المقدس كما انهم كانوا لا يقيمون وزنا لعقيده الاقباط و كانوا يعتبرونهم هراطقه اي منحرفين عقيدياو كان الافرنج في كل بلد يدخلونها يحولون اهلها الي عقيده كنيسه روما كما انهم عندما دخلوا مدينه الفرما عندما دخلوا مصر اول مره قتلوا جميع اهلها من مسيحيين و مسلمين بدون تفرقه و تمييز فالكل في نظرهم هراطقه...لذلك وجد الاقباط ان اخوانهم المسلمون اقرب اليهم و احب من اللاتينيون المتغطرسون...و رغم ان عوام الناس كانوا يضايقون الاقباط لانهم لا يعرفون الفرق بين الافرنج و المسيحيون المصريون كان الحكام في ذلك الوقت لهم رؤيه اصح و اشمل فكان الخليفه الامر باحكام الله يكثر من التردد علي دير نهيا بالجيزه و يقضي به اياما للنزهه  و كان في كل مره يهدي رهبانه الف درهم حتي تجمع لديهم 30  الف درهم و قد قال فيه ابن بصري الشاعر
  يا دير نهيا ما ذكرتك ساعه ..الا تذكرت السواد بمفرقي
 
يا دير نهيا ان ذكرت فانني...اسعي اليك علي الخيول السبق 
  
اذن كان الحكام لان لهم رؤيه اعم و اشمل اكثر فهما من العامه بالفرق بين الاقباط و الصليبيين فالافرنج اعداء اما الاقباط فحلفاء 
و عند موت الملك العاضد انتهت الدوله الفاطميه و كان الاقباط في اخر عهدها متقلدين اغلب الوظائف الحسابيه في دوواين الدوله كما انهم برعوا في الطب  و جميع الحرف و الفنون و الصنائع و عندما قامت الدوله الايوبيه تولي صلاح الدين كرسي الوزاره و كان اجنبيا عن مصر و لا يعرف طباع اهلها فحدثت في بدايه حكمه جفوه بينه و بين الاقباط زادها سوءا وزيره بهاء الدين الشهير باسم قراقوش الذي اوكل اليه قياده الدوله اثناء انشغاله بحروب الافرنج في الشام و كان معروفا بالظلم و ما زال حتي الان  من يبالغ في ظلمه يتهمونه بانه قراقوش  ففصل كل الموظفين الاقباط ثم لما راي استحاله انضباط الدواوين بدونهم اعادهم مره اخري كما انه عندما بني اسوار مدينه القاهره سخر الكل في بنائها  فنقم عليه الجميع اما صلاح الدين الايوبي فقد انتصر علي الافرنج و فتح بيت المقدس و لانه تاكد من اخلاص الاقباط له وولائهم و عدم تعاطفهم مع اعداء الوطن فقد اعطاهم افضل مكان في القدس  ..وهو دير السلطان بالقدس الذي سمي علي اسمه فقد كان لقب صلاح الدين هو السلطان صلاح الدين
 
بل وزاد علي ذلك انه اتخذ له منهم كاتبا خصوصيا من عائله قديمه عريقه تسمي عائله شرافي و منحه صلاح  الدين لقب  الشيخ الرئيس صفي الدوله بن ابي المعالي و قد بقي في خدمته حتي مات وفي عهد صلاح الدين هاجرالارمن  من مصر و كانت لهم كنيسه بالفسطاط  اغلقت فطلب صفي الدوله من صلاح الدين ان يمنحها له فوهبها له صلاح الدين و صارت خاصه بالاقباط
 
اما في عهد الملك العادل فهاجم الافرنج مصر من جهه رشيد و تقدموا الي مدينه فوه ليتحصنوا بهاو كانت خاصه بالاقباط و لها اسقف خاص بها فقتلوا الكثيرين و سبوا البعض و طردوا البعض اما اسقفها المسكين فوجد نفسه وحيدا بلا شعب فذهب الي القاهره و اقام بها حتي ولاه البابا مطرانا علي الحبشه  و بعد ان هزم الافرنج و خرجوا من مصر كان من الطبيعي ان يبتهج الاقباط بذلك لانهم وجدوا رغم جهل العامه بالفرق بينهم و بين الافرنج ان اخوانهم المسلمين اقرب اليهم منهم اما الملك الكامل الذي كان يحكم في ذلك الوقت فقد كان اسما علي  مسمي فلما.وجد انه لا توجد موده بين الافرنج و الاقباط قربهم اليه و  رفع مقامهم و عاملهم بعدل و الدليل علي ذلك انه عندما قبض بعض الامراء علي رهبان بحجه انهم لم 
يدفعوا الجزيه المقرره عليهم و سلبوهم مبلغا من المال كان كل ما يملكونه اشتكوهم الي الملك الكامل
فنظر في قضيتهم و حكم برد المال اليهم كما انه اعفي الرهبان من الجزيه الشخصيه وزار بنفسه اديره   وادي النطرون و تفقد احوال الرهبان و عندما دخل دير القديس مقاريوس وجد احد موظفي الدوله ساكنا 
به  فامر باخراجه حتي لا يجرح مشاعر الرهبان
من هنا نجد ان في عهد الدوله الايوبيه التي حاربت الافرنج  كان الاقباط موالين للدوله و لم يتحالفوا مع اعداء الدوله بل وثق فيهم الحكام واعتبروهم حلفاء لهم في الحرب و علموا انهم لا علاقه لهم بالمعتدين الاجانب بل عانوا من القتل و التهجير ..كما ان الكنيسه المصريه لم تتعاطف مع كنيسه روما التي حرضت علي الحرب لان رؤيتهم ان الحرب هي حرب روحيه مع الشيطان و ضد الخطيئه و الشر و لا يجب ان  يقتل الانسان اخيه الانسان من اي دين لانه خلقه الله  فلم تبيح الكنيسه القبطيه ابدا اي نوع من الحروب الا للدفاع عن الوطن  طوال تاريخها القديم و الحديث  فشارك الاقباط في كل حروب مصر الحديثه  في القرن العشرين و قفت  ضد الاحتلال الانجليزي  و مع الثوره العرابيه و ثوره 1919 وهذا الخط العام ما زال مستمرا حتي الان فلم يخرج عنه الا الشواذ فكريا 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع