الأقباط متحدون - ...نداء عاجل إلى الأقباط: لا ترحلوا
أخر تحديث ١٤:٤٩ | الأحد ١٦ سبتمبر ٢٠١٢ | ٥ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٥ السنة السابعة
إغلاق تصغير

...نداء عاجل إلى الأقباط: لا ترحلوا

بقلم: أشرف عبد القادر
إخوتنا في الله والوطن"الأقباط"لا يشعرون بالأمن ولا بالأمان لا على أنفسهم ولا على أولادهم ولا على أموالهم ولا على حاضرهم ومستقبلهم في بلدهم مصر،خاصة بعد  وصول حزب العدالة والتنمية للحكم،وهذا الخوف له ما يبرره،فما يرونه على أرض الواقع من احتقان طائفي بين المسلمين والأقباط يثبت ويؤكد هذا الخوف،وبدلاً من أن نطمئنهم بالأفعال لا بالأقوال التي ملوا سماعها مثل المقولة الشهيرة"لهم ما لنا وعليهم ما علينا"التي لم تطبق أبدا حتى الآن، أتت أحداث "دهشور"الأخيرة مؤكدة هذا الخوف،ففر كثير من الأقباط وهاجروا إلى الخارج، وعلى حد علمي، هاجر حتى الآن منذ وصول الإخوان إلى الحكم ما يقرب من 100 ألف قبطي إلى أمريكا وأوربا وكندا واستراليا...إلخ. هذه الهجرة القبطية تضعف قوة مصر وسيكون لها أثر سلبي على حاضر و مستقبلها،فمصر بحاجة لكل أبنائها مسلمين وأقباط ، فبقاء الأقباط ضرورة للإعتراف بالآخر المغاير ،وإعطائهم حقوقهم كاملة غير منقوصة،كالتي يتمتع بها أخوتهم في الله والوطن المسلمين،هو ما سيحقق أهم مبدأ من من مبادئ الديمقراطية وهي المواطنة الكاملة،حيث لا فرق بين مصري مسلم ومصري قبطي إلا بإتقان العمل،وكذلك نكون قد أسسنا لمبدأ هام وهو :الحق في الإختلاف وحرية المعتقد.
 
وكذلك المرأة، فبإعطائها حقوقها، ومساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات أسوة بالمرأة الأوربية نكون قد أخرجناها من قصورها الأبدي الذي يضعها فيه المتأسلمون فهي في نظرهم"ناقصة عقل ودبن".ولا تصلح لتولي المناصب ولا للنقاش بل فقط للمطبخ والفراش.
 
الإسلاميون يعادون المرأة والأقليات،وهذا ليس صدفة،لأن إعطاء المرأة حقوقها التي اعطتها لها الاتفاقية الدولية لمنع التمييز ضد المرأة،وفي مقدمتها المساواة في الإرث ومنع مفسدة تعدد الزوجات،واعطاء الأقليات حقوقها التي اعطتها لها الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الأقليات،وفي مقدمتها الحريات الدينية والمساواة الكاملة في حقوق المواطنة.تطبيق هاتين الاتفاقيتين سينقل المسلمين من العصور الوسطى التي تطبق على النساء والأقليات أحكام الشريعة التي تجاوزها تطور الوعي البشري منذ صدور الميثاق العالمي لحقوق الإنسان عام 1948،فعداء الحركات الإسلامية المتطرفة للمرأة وحقوقها وللأقليات وحقوقها هو الذي يدفعهم للعداء المسعور للحداثة التي أعطت للنساء والأقليات حقوقهم.
 
فنحن نرى الآن،محاولة"النهضة"إعادة تعدد الزوجات في تونس،ونسخ قانون التبني واعتبار المرأة مكملة للرجل وليست مساوية له في الحقوق والواجبات،كما اعترفت لها بذلك قوانين الأحوال الشخصية من بورقيبه حتى بن علي.وللأسف المرأة في بلدي مصر لم يعترف لها بهذه الحقوق لأن المتأسلمين يعتبرونها "عورة"يجب أن تتخفى عن العيون،وإذا ما خرجت فتكون شبحاً أسوداً مخيفاً يسير في الشارع.
 
علنا فهمنا الآن سبب كراهية المتأسلمين للأقباط وللمرأة ،لأنهم هم خميرة الحداثة للدولة  المصرية المدنية الحديثة،وبما أنهم يريدون إعادة دولة الخلافة ،فحقوق الأقباط والمرأة يقفان عائقان أساسيان امام مشروعهم الظلامي ،لذلك أناشد أخوتي في الله والوطن"الأقباط"بألا يغادروا مصر،فلقد حزنت كثيراً عندما قرأت أن هولندا قررت منح أقباط مصر حق اللجؤ إليها، وهذا التيسير للهجرة هو نزيف لأقباط مصر و للقوى الليبرالية والعلمانية مما سيضعفهم في المستقبل القريب و البعيد،فيا عقلاء المسلمين دافعوا عن الحقوق الدينية والمدنية لاخوتكم في الله والوطن "الأقباط"،ويا أبناء جلدتي"الأقباط" لا تهربوا وتتركوا مصر لقمة سائغة للمتأسلمين،فمصر بحاجة إليكم  فلا تتركوها،فهي بلدكم الأصلي،ومصر كانت وستكون لكل المصريين ،فمصر طائر لا يمكن أن يطير إلا بجناحين هما الجناح القبطي والجناح المسلم،فإذا ما كسر أحد الجناحين فستبقى مصر كسيرة ولن تستطيع التقدم أوالطيران.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter