المصري اليوم - كتب:عزة مغازي ومصطفى محيي | الأحد ١٦ سبتمبر ٢٠١٢ -
١٧:
٠٤ م +02:00 EET
فجرت أزمة «الفيلم المسيء» للرسول، الوضع بمنطقة عزبة النخل التي يقطن بها المدون «ألبير صابر»، والذي قامت نيابة «حوادث شرق القاهرة» بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيق، بعدما وجهت له اتهامًا بازدراء الأديان، بناءً على بلاغ تقدم به عدد من أهالي المنطقة.
وقالت «كاريمان غالي»، والدة «ألبير»، إن وقائع القضية تعود إلى مساء الخميس الماضي، حينما فوجئت ونجلها بتجمهر العشرات من «أهالي المنطقة» أمام منزلها مطالبين بخروج «ألبير»، متهمينه بـ«سب الرسول» و«إهانة الإسلام» و«ازدراء الأديان» على مدونته الخاصة وحساباته المختلفة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكدت والدة «ألبير» أن المحتشدين في الشارع كان يقودهم متعهد أفراح يسكن بالشارع وكان يحرض المتظاهرين على «تمزيق جسد ألبير، جزاءًا له على سب النبي»، ولفتت إلى أنها ظلت تتصل بالشرطة لأكثر من ساعة بعدما بدأ المحتشدون بالتهجم على باب شقتها وحاولوا كسره، ولم تستجب الشرطة إلا بعدما أبلغتهم بأن هناك تهديدات بين المحتجين في الشارع بحرق كنيسة «العذراء والملاك ميخائيل» القريبة من منزلها، فحضرت الشرطة وأخرجت ألبير واقتادته إلى قسم شرطة المرج بعدما قامت بضبط الحاسب الآلي المحمول الخاص به وعدد من الأقراص المدمجة، لينقسم الحشد إلى قسمين، أحدهما استمر في التواجد أمام المنزل، والآخر ذهب لقسم الشرطة لاستكمال المطالبة بالفتك به، على حد وصف الأم.
من جانبه، قال أحمد عزت، من مؤسسة حرية الفكر والتعبير، المحامي عن ألبير، إن موكله عقب وصوله لقسم شرطة المرج تم تحرير محضر له يتهمه بازدراء الأديان، استنادًا على بلاغ تقدم به «عدد من الأهالي»، وتم احتجازه بالقسم، مؤكدًا: «أن أحد ضباط القسم قام بتحريض المسجونين ضد ألبير فقاموا بضربه وأصابه أحدهم بشفرة حلاقة حادة بجرح قطعي في رقبته» وهو ما تم إثباته بمحضر النيابة لاحقًا، حسب المحامي.
وعلق «عزت» على البلاغ المقدم من «الأهالي» قائلا: «إن إجراءات القبض على موكلي شابها البطلان، فلم تكن هناك حالة تلبس، كما لم يكن هناك إذن من النيابة بالقبض عليه، وفضلاً عن هذا فالبلاغ المقدم للشرطة مُجهّل ولم يحدد فيه بدقة شخصيات مقدمي البلاغ، واقتصر فقط على وصفهم بعدد من الأهالي».
وقال المحامي إنه في اليوم التالي، اكتشف «ألبير» في النيابة أن البلاغ المقدم ضده مرتبط بنشاطه على مدونته الخاصة وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث يقدم «المتهم» «محتوى نقدي للأديان والكتب السماوية، ويقوم بمقارنتها بالوقائع التاريخية»، حسبما قال محاميه.
كان عدد من شباب منطقة عزبة النخل قد تحدثوا مع «ألبير» قبل ساعات من التجمهر أمام منزله، وسألوه هل قام بإعادة نشر رابط فيديو «الفيلم المسيء للرسول» على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة به، وهو ما نفاه ألبير، حيث قام بعرض محتوى مدونته وحساباته على «تويتر» و«فيس بوك» لـ«الشباب» بأحد مقاهي الإنترنت، وبعد تركه لهم بدأ التجمهر أمام منزله.
واستمر التحقيق نحو ١٠ ساعات، وانتهى في الواحدة من صباح السبت، ونفى «ألبير» في التحقيق تهمة «ازدراء الأديان» عن نفسه، وأكد أنه يقوم فقط بتقديم «رؤية نقدية» لها، وأمرت النيابة بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيق، وطالب الدفاع بإحالة المتهم للطب الشرعي لإثبات إصاباته التي تعرض لها جراء الاعتداء عليه من السجناء في «حجز» قسم المرج، ونقله إلى مكان آخر غير «قسم المرج» لما يشكله من خطورة على حياته، وهو ما استجابت له «النيابة»، وبالفعل نقلته إلى محبس آخر لم يفصح عنه الدفاع.
أما عن والدته، فتحكي أنها قضت ليلة من الرعب والترقب، لم تقدر فيها على مغادرة منزلها للحاق بنجلها في قسم الشرطة، خوفا من تعرضها للأذى على يد الأشخاص المتجمهرين أمام منزلها، إلا أنها اضطرت إلى مغادرة المنزل صباح الجمعة بعدما تلقت تهديدات بحرقها والمنزل إن لم تغادره،
وقالت الأم إن التهديدات اشتملت قتل «ألبير» في حالة خروجه دون إدانة، وذكرت أن أحد مهدديها قال لها: «لو خايفة على إبنك ادفعي له جزية».
بينما أكدت والدة «ألبير» أن مهدديها لا ينتمون لأي تيارات سياسية أو دينية، وأن «أغلبهم معروفون بتعاطي المخدرات وممارسة البلطجة»، على حد قولها، مشككة أن يكون دافعهم هو التدين.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.