الأقباط متحدون - وقاحة سفير إسرائيل السابق: مهاجمة السفارات عقيدة إسلامية
أخر تحديث ٠٥:٤٢ | الأحد ١٦ سبتمبر ٢٠١٢ | ٥ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٥ السنة السابعة
إغلاق تصغير

وقاحة سفير إسرائيل السابق: مهاجمة السفارات عقيدة إسلامية

زفى مازل سفير إسرائيل السابق فى مصر
زفى مازل سفير إسرائيل السابق فى مصر
نشرت صحيفة "JERUSALEM POST"  الإسرائيلية الشهيرة على موقعها الإلكتروني مقالاً مثيرًا للجدل للكاتب الذي عمل سفيرًا لإسرائيل في رومانيا ومصر والسويد "زفي مازل".
 
بدأ الكاتب مقاله بذكر أن تمثيلين أمريكيين بالشرق الأوسط تم الهجوم عليهم في نفس اليوم الذي أحيت فيه أمريكا الذكرى الحادية عشر من هجوم 11 سبتمبر الإرهابي؛ الذي أسفر عن مقتل أكثر من 3 آلاف شخص، وذكّر بإعلان الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش في سبتمبر 2001 بعد الهجوم الحرب على الإرهاب الإسلامي.
 
وقال الكاتب إن هذه الحرب لا تزال مستمرة من قبل الرئيس باراك أوباما، الذي يستخدم الآن طائرات بدون طيار لاستهداف إرهابيي القاعدة في أفغانستان وباكستان واليمن مشيرًا إلى أن جهوده كللت بمقتل أسامة بن لادن العام الماضي.
 
ويرى الكاتب أن تغيرًا في البحر الإيديولوجي كان يحدث في البيت الأبيض مؤخرًا أثناء استمرار العمليات على الأرض؛ فأوباما ظهر مصممًا على التودد للعرب وللأمم الإسلامية، بدليل خطابه بأنقرة والقاهرة، ووصل به الأمر إلى تشويه التاريخ الأمريكي للإشادة بما أسماه مساهمة الإسلام في تطوير وتقدم الولايات المتحدة، بل واتخذ خطوة أبعد عندما أكد أنه لم يكن هناك إرهاب إسلامي، وأن الولايات المتحدة كانت تحارب "مجرمين" ذوي طبيعة غير محددة؛ وبالتالي فكتائب الجيش الأمريكي لم تعد تذكر الإرهاب الإسلامي ولا هؤلاء في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA والمنظمات الأمنية الأخرى.
هذا في الوقت الذي كان الإرهابيين والمنظمات الإرهابية يعلنون يوميًا أنهم يعملون باسم الإسلام وأن هدفهم هو إسقاط الديمقراطية عدوهم الرئيسي، بحسب مازل.
 
ويتساءل الكاتب بقول: الآن أليست أمريكا هي حامل لواء الديمقراطية اليوم؟ وهو ما يطرح تساؤلاً: كيف يمكنك محاربة عدو مصمم ومتحمس مثل الإرهاب الإسلامي بينما تتجاهل طبيعته وأهدافه؟ فمن جهة تصفها بأنها محاربة إرهابيين "مجهولين" في البلدان العربية والإسلامية، ومن جهة أخرى تبذل كل الجهود لاسترضاء أنصار الفكر الإسلامي والذي أنجب هذا الإرهاب الإجرامي.
وأردف الكاتب بالقول إن النتيجة الدرامية للهجمات ببني غازي والقاهرة هي إلى حد كبير نتيجة إلى هذا الغموض أو الالتباس؛ فأوباما على مايبدو اعتقد أنه عن طريق حواره مع الإخوان المسلمين، ودعمه لهم للإطاحة بحسني مبارك، ومساهمته بالناتو لإسقاط معمر قذافي، أنه يحمي أمريكا ضد الهجمات الإرهابية.
وأكمل الكاتب: إنه غافل عن حقيقة أن الإسلام يحارب أو يقاتل قيم الديمقراطية وأمريكا التي هي رمزًا للتعددية وحرية التعبير والمساواة للمرأة، وحرية اعتناق الأديان وأكثر. من ناحية أخرى كيف يمكن للمرء تفسير أنه لم يكن هناك تشديد للأمن في كل تمثيل أمريكي مفوض بالعالم (ممكن سفارة) وخاصة في الدول العربية بالذكرى السنوية ل11 سبتمبر؟ من المعروف جيدًا أن ذكرى هجوم إرهابي هي غالبًا ما تكون مناسبةً لهجوم جديد بالنسبة لإسرائيل هذه الأيام دائمًا تجد تعزيزات أمنية في نقاط استراتيجية وسفارات حول العالم.
 
وأكد الكاتب أن الهجمات في بني غازي والقاهرة لم تأتي من فراغ بل كان هناك تحذيرات؛ ففي العاشر من سبتمبر نشرت الجريدة المصرية اليومية "الفجر" بيانًا موقعًا من منظمات جهادية عديدة مثل الجهاد المصري الإسلامي والجماعة الإسلامية وغيرها يعلنون أنهم سيحرقون السفارة الأمريكية بالقاهرة، وبأسر كل من بقي حيًا إذا لم تطلق الولايات المتحدة سراح كل الجهاديين المسجونين بـ "جوانتنامو" بالإضافة إلى الشيخ الكفيف عبد الرحمن القائد الروحي للجماعة الإسلامية؛ والرجل الذي بارك اغتيال السادات عام 1981 وبارك الهجوم الأول على البرجين الأمريكيين عام 1991، والذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في الولايات المتحدة، بحسب الكاتب.
 
وأوضح مازل أنه إذا ظهرت هذه المعلومات في الصحافة فالخدمات الاستخباراتية في مصر والولايات المتحدة لابد أنها عرفت الكثير من التفاصيل.
واستطرد الكاتب بالقول: هذا ليس كل شيء، ففي صباح يوم 11 سبتمبر تم تلقي بيانات أبعد من هذا من مؤسسات عامة تشير إلى أنه بعد الخامسة مساءً في هذا اليوم سيكون هناك مظاهرة أمام السفارة الأمريكية للتظاهر ضد فيلم غير معروف حتى الآن يهين رسول الإسلام تم إنتاجه في الولايات المتحدة غالباً بواسطة أقباط هاجروا للهرب من الاضطهاد بأوطانهم. وحتى هذا البيان لم يؤدي إلى تشديد أمني حول المنطقة. وعلى أي حال لماذا لم يتصل أوباما بالرئيس محمد مرسي كي يطلب منه حماية إضافية، ولماذا لم يفعل مرسي هذا على سبيل الاحتياط؟ ثم عندما بدأت التظاهرات لم تقاتل قوات الأمن كثيرًا وتركت المتظاهرين يتسلقوا الحائط لإنزال العلم الأمريكي ذو الخطوط والنجوم، والذي أحرقوه ودنسوه ورفعوا بدلاً منه علم السلفيين الأسود.
وأشار الكاتب إلى أنه لم يكن منذ وقت طويل قيام شاب مصري بعمل نفس الشيء للعلم الإسرائيلي أثناء الهجوم (الشائن بحسب الكاتب) على السفارة الإسرائيلية 9 سبتمبر 2011، والذي تم اعتبار منفذه بطلاً وتغطيته بالثناء.
 
وأردف الكاتب بالقول إن بنغازي كانت أسوأ؛ فقد أحرقت القنصلية تمامًا وقُتل أربع أمريكيين من ضمنهم السفير، الذي كان صديقًا مقرب للشعب الليبي، والذي كان يزور ثاني أكبر مدن ليبيا. ويرى الكاتب أنه قد أصبح واضحًا منذ ذاك أن الهجوم كان معدًا له جيدًا ولايرتبط بالضرورة بالفيلم؛ فقد استخدمت أسلحة ثقيلة، من ضمنها قذائف صاروخية، من الصعب تصديق أن السلطات الليبية ومخبريها والمخابرات الأمريكية لم يكونوا على علم بما كان سيحدث أو بما كان يجري.
 
وقال مازل: ربما كان عمى أوباما هو الذي منعه من الأمر بتعزيز كل المؤسسات الأمريكية بالخارج في يوم 11 سبتمبر ومنعه من التنسيق مع قوات الأمن المحلية. في الواقع نائب وزير الداخلية الليبي، عندما تم التبليغ عن الهجوم ومقتل السفير، قد لام الأمريكيين، بمكر إلى حد ما، على عدم اتخاذهم أو أخذهم الخطوات الضرورية أو اللازمة لحماية المبنى وتوفير طريق للهرب.
وأردف بالقول أن السفارة الأمريكية بالقاهرة والتي علمت بالمظاهرة المخطط لها سارعت لإدانة هؤلاء الذين صنعوا الفيلم الذي كان السبب الظاهر لهذه المظاهرة. أيضاً قامت بذلك وزيرة الخارجية الأمريكي هيلاري كلينتون والتي أعلنت لاحقاً مع التآسي أنها لا تستطيع أن تفهم  كيف استطاع الشعب الليبي قتل سفيرها بعد كل ما فعلته أمريكا لمساعدتهم للتخلص من القذافي. مجدداً لا تفهم الإسلام وأهدافه أو مرة أخرى لا يوجد فهم للإسلام وأهدافه، بحسب الكاتب.
وفي ذات السياق ذكر الكاتب أن أوباما انتقد صانع الفيلم بعد إدانته لمقتل السفير وأقسم أنه سيتعاون مع السلطات الليبية للقبض على "المجرمين".
ورأى الكاتب أنه يبدو كما لو أن هناك إدانات لصانع الفيلم أكثر من المهاجمين، على الرغم من أنه ليس من الواضح أنه كان السبب الحقيقي وراء هذا الهجوم. إن حرية التعبير منصوص عليها في الدستور الأمريكي، بل والقادة الأمريكيين كانوا يعتذرون للإرهابيين الذين هاجموهم وكأنهم يعترفون أن أمريكا بنفسها كانت مذنبة بصنعها للفيلم، بحسب الكاتب، وأضاف أن اعتذار أمريكا لم يساعد؛ فقد انتشرت النار في أنحاء العالم العربي المسلم، وهوجمت السفارات الأمريكية، المؤسسات وحتى المحلات في بلدان عديدة.
وقال مازل: هذا أيضًا كان استعراض للقوة من قبل المنظمات السلفية والجهادية لإحراج الأنظمة الجديدة للإخوان المسلمين الذين يحتاجون وقت أكثر لضرب الجذور، وقد كانت في الواقع قوات الأمن بالقاهرة وتونس بطيئة في الرد.
وأضاف الكاتب بالقول: مؤخرًا صار من الواضح مع ذلك أن الهجمات في بنغازي والقاهرة كانت جزءً من موجة كراهية جديدة ضد أمريكا. إنها تشبه بشدة "مذبحة" عالمية تهدف لغرس الخوف في قلوب "الكفار" بالغرب والقول لهم بصراحة "لاتعبثوا معنا". إنه بالفعل يوم حزين على كل من صدقوا أن الربيع العربي سيقرب الأمم العربية من الديمقراطية والتقدم، والعكس قد حدث. القيم الليبرالية والديمقراطية لا تزال أجنبية على التقاليد الإسلامية والعربية.
وأردف مازل قائلاً: حاليًا العالم العربي يتحول إلى ديكتاتورية دينية؛ فالإخوان المسلمين واتجاهات إسلامية أخرى مثل السلفيين يجرون هذا العالم نحو التشدد وعدم اللاستقرار.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن الذي يُنتظر رؤيته هو كيف سيرد الغرب، والأهم من ذلك ماذا ستفعل الولايات المتحدة، لقد قال أوباما يوم الأربعاء أن مصر لم تعد صديقًا لأمريكا، ربما هي الخطوة الأولى نحو صحوة مؤلمة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.