الأقباط متحدون - العفه فى مواجهة الشر
أخر تحديث ٠٣:٥٦ | الاثنين ١٧ سبتمبر ٢٠١٢ | ٦ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

العفه فى مواجهة الشر

بقلم: مينا ثابت
لقد عانينا كثيراً من القاء الاتهامات جذافاً على البعض و تعمد الاسائة للبعض الاخر فى حين اننا لا نعلم الحقيقه كاملة و لا نعى خطورة ما نتهم به الاخرين و الينا قصه من تاريخ الكنيسه المصرية العظيمه لتدلل على وجود الشر بداخل الانسان و هو الذى يدفعه للاسواء:
 
فحين تم انتخاب البطريرك الثانى عشر البابا " ديمتريوس الاول " فى سنة 191 م و هو اخر بطاركة القرن الثانى الميلادى و كان متزوجاً من امراة صالحه و رجلاً من عامة الشعب يعمل كراماً ( اى يزرع العنب ) و لا يعرف القراءة او الكتابه و لكن رشحه البطريرك الحادى عشر " يوليانوس " بعد ان جائه الملاك و قال له من يأتيك بعنقود العنب فى الصباح يجلس على الكرسى المرقسى من بعدك.
 
و كان الشتاء و لم يكن العنب لينبت بهذا التوقيت , و اذ بالبابا ديمتريوس يدخل عليه فى الصباح حاملاً عنقود العنب فأخذه البابا يوليانوس بفرح وابتهاج و اوصى المؤمنين بهذا الوقت بانتخابه كخليفه له , و قد تم ذلك رغماً عنه لانه كان يعى ثقل الحمل و افضلية ان يكون البطريرك بتولاً بجانب كونه عامياً و لا يجيد القراة و الكتابه و لكن تمجد الله و اصبح من اكبر علماء زمنه .
 
و تستوقفنى نقطة هامه جداً بانه فى كل وقت نجد الشر الذى يجد طريقه الى قلوب البعض , فكان هنالك من الشعب المسيحى من ينتقد البابا ديمتريوس بكونه متزوج و هم لا يعلمون انه كان يعامل امرأته بعفه من قبل اعتلائه لعرش مار مرقس فأنتهذ قداسته فرصة تجمع الشعب باحدى الصلوات و استحضر زوجته و وضع فى مئزرها بعضاً من جمر النار المبخره و وضع ايضاً فى جبته و طاف بين الشعب و امامه الشمامسه يرتلون باعزب الالحان و حين انتهى من الطواف بين الشعب , نظروا جميعاً انه لم يحدث شئ للمئزر او الجبه فعلم الجميع طهارتهما وتبين بعد ذلك انهما تم اجبارهما على الزواج و هم غير راضيين نازرين بتوليتهم لله و لكنهما جمعتهما الظروف و قد اتفقا على ان يعيشا لثمانى و اربعين سنه ببر و طهارة و عفه و كان ملاك الرب يظلل عليهما اثناء نومهما , فما كان من الجميع الا ان يطلب الصفح و الغفران منه على اعتقادهم الخاطئ به و بزوجته.
 
و يذكر انه بعد هذه الحادثة امر البابا ديمتريوس زوجته ان تعيش مع العزارى اللواتى نزرن العفه و العبادة... ولتكن هذه الحادثة التاريخيه درساً لنا فى حسن التفكير و عدم افتراض السوء و الذى للاسف كثيراً ما يجد طريقه فى انفس البعض.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter