بقلم/ماجد كامل
تمتعت مصر القديمة'>المرأة المصرية في مصر القديمة بقدر كبير من الاحترام والتقدير ؛ فلقد سمعنا عن ملكات عظيمات ؛حتي أن كتب التاريخ ذكرت أنه يوجد ثماني عشر ملكة لمصر بدءا من "مري اتون "من الأسرة الأولي في القرن الخامس والثلاثين قبل الميلاد ؛ حتي كليوباترا في القرن الأول قبل الميلاد ؛ ولقد أثبتت البرديات الفرعونية الوضع المتميز للمرأة المصرية ؛ فمن الناحية التشريعية ؛ كان للمرأة المصرية مطلق الحرية في الحركة ؛وكان لها كامل الحق في أن تمتلك بيتا خاصا بها ؛ولقد كانت المرأة شريك كامل للرجل في كل حياته ؛فهي تعاونه في العمل ؛وتشترك معه في رحلات الصيد والقنص بل كانت تعاونه في إدارة شئون البلاد ؛ وفي جميع اللوحات المصرية نجد المرأة تقف بجوار الرجل كتفا بكتف ؛كما ذكر العالم الانجليزي الشهير "فليندرز بتري "أن أساس الأسرة المصرية كان قائما علي نظام الأمومة فلقد كان الزوج سواء كان موظفا أو زارعا يتبوأ مركزا ثانويا فيها ؛ وكانت الزوجة تتبوأ مركز الرئاسة ؛ولذلك كان أثاث البيت ملكا لها " ومن هنا كان للأم مكانة هامة ومتميزة في الأدب المصري القديم ؛ فلقد قال "سنت حوتب "( الأم هبة الإله ؛ فضاعف لها العطاء فقد أعطتك كل حنانها ؛ ضاعف لها الغذاء فلقد غذتك من عصارة جسدها ؛ أحملها في شيخوختها فلقد حملتك في طفولتك ؛أذكرها دائما في صلاتك وفي دعائك للإله الأعظم فكلما تذكرتها تذكرتك وبذلك يرضي عنك الإله ؛فرضاءه يأتي من رضائها عنك ) . ولقد حفظت لنا البرديات الفرعونية العديد والعديد من أقوال الحكمة التي كتبت في فضل الأم نذكر منها :-
+- دعاء الأبناء لا يصل إلي أعالي السماء إلا إذا خرج من فم الأمهات
+- الأم هبة الإله للأرض ؛ فلقد أودع فيها الإله سر الوجود ؛فوجودها أستمرار لوجود البشر
أجلب الرضا لقلب أمك ؛والشرف لبيت أبيك
+- إذا مات الأب هتفت الملائكة مات من كان يكرمك الناس من أجله ؛ وإذا ماتت الأم هتفت الملائكة ماتت من كان الإله يكرمك من أجلها
وأخيرا- في فضل الأم - نذكر ما جاء في بردية الحكيم "آني " عنها :- "(لا تنس أمك وما فعلته من أجلك ؛ ضاعف لها غذاءها ؛أحملها كما حملتك فإذا نسيتها نسيك الإله ؛لقد حملتك تسعة أشهر ؛وحينما ولدت حملتك ثانية حول رقبتك وأعطتك ثدييها ثلاث سنوات ولم تشمئز من قذارتك ؛ ولما دخلت المدرسة وتعلمت الكتابة ؛كانت تقف بجوار معلمك ؛ ومعها الخبز والماء جاءت بهما من البيت ).
ولقد آمن المصري القديم أن جمال المرأة الحقيقي يكمن في عقلها ؛وليس في وجهها أو في جسدها . وتوجد حكمة مصرية قديمة تقول (أقوي حارس للمرأة ...... عقل المرأة ) وحكمة أخري تقول (مباهاة المرأة بجمالها إقرار منها بأنه ليس عندها سواه ما تتباهي به ).
ولقد رفعت الحضارة المصرية القديمة من قيمة الزواج ؛ ومن أروع النصوص التي توضح مسئولية الزوج نحو زوجته الوصية التي كتبها " بتاح حتب" لأبنه يوضح له مسئوليته عن زوجته فقال له :-
( إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك؛أعتن بها ؛قربها من قلبك ؛ فلقد جعلها الإله توأما لحياتك زودها بكسوتك ؛ووسائل زينتها وزهورها المفضلة ؛أعمل علي سعادتها ففي سعادتها سعادتك وسعادة قلبك ؛حافظ عليها ما دمت حيا فهي هبة الإله الذي أستجاب لدعائك فأنعم بها عليك وتقديس النعمة إرضاء للآلهة ... لن تحافظ عليها بالطغيان ؛بل ستأسرها بالحنان فالمعاملة الحسنة تفعل أكثر من القوة ؛ حس بآلامها قبل أن تتألم ؛وبجوعها قبل أن تجوع ؛أنها تعيش في أنفاسك ؛وفي نظرك ؛وفي جسدك ؛أنها أم أولادك ؛إذا أسعدتها أسعدتهم وفي رعايتها رعايتهم ؛ أنها أمانة في يدك وقلبك فأنت مسئول عنها أمام الإله الأعظم الذي أقسمت في محرابه أن تكون لها أخا وأبا وشريكا لحياتها ) .
حقا ؛ ما أعظم أجدادي الفراعنة ؛ وصدق من قال الحضارة تحت جلود المصريين