تأثر القطاع السياحي المصري كثيرا باندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة أن السياح القادمين من البلدين يشكلون نحو 40 بالمئة من حجم السياحة الشاطئية التي تأتي مصر سنويا، وفق أرقام وزارة السياحة وغرفة المنشآت السياحية بالبلاد.
وكانت إيرادات مصر من القطاع السياحي قد تأثرت بسبب أزمة وباء كورونا والإجراءات الاحترازية المصاحبة لها، فضلا عن فرض الكثير من دول العالم قيودا على السفر، وكان من المتوقع رواج قطاع السياحة هذا الموسم في ظل تخفيف إجراءات مكافحة وباء كورونا عالميا، لكن الحرب في أوكرانيا أحبطت الكثير من هذه الآمال.
ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي، سارعت السلطات المصرية بعمليات سفر للسياح الروس والأوكرانيين، ونظمت جسرا جويا لقرابة 35 ألف سائح من العالقين داخل المنتجعات السياحية المصرية المختلفة.
وتبذل مصر جهودا كبيرة لإنعاش القطاع السياحي وتنميته والبحث عن مصادر بديلة، في ظل تأثر السياحة الشاطئية بانخفاض أعداد السياح القادمين من روسيا وأوكرانيا.
من جانبها، قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة السياحة والآثار المصرية، سها بهجت: "الموقف والتصرف الإيجابي الكبير الذي قامت به مصر من خلال استضافة السائحين الذين حالت ظروفهم دون العودة لبلادهم، والمساهمة كذلك في تكلفة تذاكر عودتهم، كانت له ردود فعل إيجابية، حيث أثبت هذا الموقف الكرم والنبل المصري في الأزمات، والمسؤولية تجاه ضيوف مصر من مختلف الجنسيات، وعززت طريقة إدارة الأزمة مكانة البلاد سياحيا".
مصر تنفتح على الأسواق العالمية
وأضافت في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية": "مصر منفتحة في الوقت الحالي على جميع الأسواق العالمية وليس سوقا بعينه، وترحب بجميع الضيوف، وتبذل جهودا كبيرة لاستقطاب السياح من مختلف مناطق العالم".
وأشارت إلى أن مصر "تقوم في الوقت الحالي بحملات دعائية، وعمليات تنسيق مستمرة بينها وبين الجهات المصدرة للسياح، وذلك بهدف تنويع الزائرين وعدم الاعتماد على السياحة من أسواق بعينها فقط".
استراتيجية إعلامية للترويج السياحي
وبينت المتحدثة باسم وزارة السياحة أن مصر "لديها استراتيجية إعلامية تبرز أهميتها السياحية وصورتها، وتعتمد على وجود أنشطة متتالية وحياة نابضة طول العام، وأجندة احتفالات وأحداث، تجعل البلد مقصدا سياحيا يلفت نظر السائحين من جميع الجنسيات ويجذبهم لزيارة مصر".
تنويع مصادر الجذب السياحي
وأكدت بهجت أن من الحلول التي تعتمد عليها مصر لتنشيط هذا القطاع، "تنويع مصادر الجذب السياحي، من خلال تنشيط السياحة الثقافية، وربطها بالسياحة الشاطئية، وتقديم برامج متنوعة، وتنمية ودعم السياحة البيئية".
كما لفتت إلى أن استضافة مصر الدورة الـ27 من مؤتمر المناخ لعام 2022، "يعد عاملا مهما لتسليط الضوء على البلاد سياحيا".