الأقباط متحدون - رسالة الى الله
أخر تحديث ٠٠:٥٧ | الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٢ | ٩ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

رسالة الى الله


 القمص: أفرايم الاورشليمي
نشكو أنفسنا اليك يالله ...
 اننا نشكو نفوسنا اليك يا اله كل أحد، وانت رب الجميع وخالق الكل ومدبرهم. اليك نرفع قلوبنا وعقولنا وارواحنا طالبين رحمتك وسلامك وحكمتك لكل نفس خلقتها واردت لها ان تحيا فى طاعتك وتحقيق مشيئتك على الارض وان تؤدى رسالتها كما تريد لها، بان تحيا وتعمر الارض ونثمر فيها ونتسابق على البر والتقوى لا على الأثم والعدوان .
 
اليك يارب نرفع تساؤلاتنا ونقدم شكوانا وانت ضابط الكون والكل ومدبر الجميع، اليك نشتكى جهلنا وعدم حكمتنا، بل ومحاولتنا فرض فهمنا القاصر عنك على غيرنا مما يخالفوا الراي أو المعتقد أو الدين. وبدلا من ان تكون انت يالله مصدر للحكمة والسلام والمحبة أصبحت بما نحن فيه من جهل  أداة للكراهية والحقد والتدمير وبدلا من ان يكون الدعاة اليك من الانبياء والرسل والخدام رسل سلام ومبشرين بنعمتك ومنذرين للبشر بالتقرب اليك، اصبحنا نجعلهم دعاة فرقة وحرب وقتل ونسبنا اليهم ما نود ان يكونوا عليه  لا ما هم كانوا عليه من رحمة ومودة ومعرفة بمقاصدك الحكيمة نحو البشر ونجاتهم من طوفان الشر والخطية والأثم . وانت يالله الرحوم ورسلك منا فى هذا براء. 
 
 واظن انه لو أستمر بنا الحال على ما نحن فيه من ظلم وكراهية وأثم، فعندما نتقابل معك ستقول لنا لست اعرفكم تباعدوا عنى يا فاعلى الاثم. لقد تشوهت صورتي بسببكم وبعد الناس عنى بعدم حكمتكم. ويقولون لنا هؤلاء الرسل، انتم لستم من أتباعي وقد انحرفتكم كثيرا عن رسالتنا السامية فى تقريب النفوس الى الله وترغيبهم فى عبادته الى ترهيبهم وتنفيرهم من عبادة الله ومحبته. 
 
انت الديان العادل لكل نفس والدين لك والحكم لك، فما بالنا ننصب نفوسنا ديانين للناس باسمك وقضاة نحكم بالكفر على العباد وباسمك نتقاتل وعوضا ان يخرج الواحد منا الخشبة من عينيه لينظر جيدا ندين القذى الصغير فى عيون الغير وكاننا الحاكمين باسمك وغيرنا يستوجب الرجم أو الابعاد والاقصاء.. نعيب الاخرين ونلوم زماننا والعيب فينا. فلو أصلح الواحد منا نفسه وعاش بالإيمان بك رقيبا وديانا لنفسه فى أمانة وبر وعدل. وصنع كل منا الحق والرحمة  مع أخوته فى البشرية كابناء وبنات لآب واحد هو أدم وام واحدة هي حواء وكعبيد لك سنقف يوم الحساب ليعطى كل واحد منا عما صنعت يديه الجواب. لعشنا كبشر من الملائكة فى تراحم ومحبة وإنسجام وتعاون بدلا من التطاحن والتقاتل والكراهية والاحقاد.
 
أنت رب الحكمة..
 انت الحكيم والحاكم وواهب الحكمة.. نسألك الحكمة والهدى والرشاد، لنا ولكل العباد، لكل لا نضل أو يحيا البعض منا القسوة أو الظلم أو الإستعباد. هبنا الحكمة لنعرف القصد من التنوع فى الاعراق والاديان والمذاهب والملل والاجناس والشعوب والالسنة والقبائل، وهبنا القدرة على قبول الغفران من لدنك ثم قبول أنفسنا بما فيها، نعرف كل واحد وواحدة منا مواطن القوة فينا ونستخدمها لبنيان نفوسنا وغيرنا ونعرف ضعفاتنا ونسعى الى إصلاح ذواتنا ولا نسقط أخطائنا على الآخرين أو نبرر نفوسنا بادانة غيرنا. ونقبل ما لا نستطيع تغييره فينا عالمين ان لك يا الله فى خلقك حكم وشئون وانك لا تكلف نفسا الإ وسعها. علمنا يارب ان نقبل غيرنا كما هم لا كما نريد ان يكونوا ونتعاون معهم فى البر والتقوى وفى العمل الصالح وندعو اليك بالحكمة والموعظة الحسنة، وان لا يجدف عليك يارب الحكمة بسبب جهلنا أو سوء تصرفاتنا. بل يرى الناس أعمالنا الحسنة وقدوتنا ومعاملاتنا الطيبة فيعرفوا اننا نعبد الله صالح لا يقبل الشر ولا الخبث أو الرياء والمظاهر الخادعة. 
 
لقد تصرفنا بالجهل واتسمت افكارنا بعدم الحكمة مرارا كثيرة وانت رب الحكمة. قديما طلب منك سليمان الحكيم حكمة ليسوس  ويحكم بالحكمة والبر فاعطيته، ونحن يارب فى عالم يموج بالصراعات الدينية والعرقية والسياسية، واصبحت المصالح والرغبات تقود العالم الى حافة الهاوية وتشتعل الحروب فى العديد من الاماكن بما تنتجه من آثار مدمرة للبشر والحيوان والنبات، وبدلا من ان نتعاون للقضاء على الفقر والجهل والمرض والتخلف أصبحنا نتقاتل ونتظاهر ونكره وباسمك انت القدوس فهل ترضى بهذا وتسكت وكانك بعيد غير مبالي بعالمك وخليقتك. أما ترحمنا يالله وتهب لنا حكمة من لدنك ولاسيما  لقادة  السياسة والمجتمع والدين والاعلام والراي والفكر. ليقودا مجتمعاتهم بالحكمة والرحمة والبر والتقوى ليكون يومنا أفضل نبنى فيه ولا ندمر. نحب فيه لا نكره، نتواصل فيه لا نتباعد، نزرع الخير اينما حللنا لنكون رسل سلام ومصالحة بين الانسان وربه وبين الانسان وأخيه، ولايكن الانسان منقسما على ذاته بل قابلا لنفسه وظروفه ساعيا الى التغلب على مصاعب الحياة بعين الرجاء فى الغد الأفضل وبعيون الإيمان التي تتطلع الى عون السماء وبالمحبة التي تفعل الخير مع الغير كما نريد ان يعملوه ويقدموه لنا.
 
معوقات فى الطريق  والتغلب عليها ... نعرف ان هناك معوقات فى الطريق للوصول الى انسان الصالح، وان النفس قد تأمر بالسوء واننا ضحايا قرون من سوء الفهم وسعى البعض للسيطرة والاستغلال لغيرهم واننا فى عالم المصالح وتناقص الموارد ونعلم ان هناك تحديات كثيرة تواجهنا للوصول الى النضج الفكري والإيمانى والوجداني. نعلم ان من الجهل ما قتل وان هناك مثيري للفتنة ومحرضين عليها. وندرى ان الطريق الى الحكمة طويل وشاق.
 
ولكن متى تسلحنا بالصبر وطول الاناة وطلبنا منك الحكمة يالله فستهب لنا حكمة والقوة والنعمة لنسلك بتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة. ومتى وجدت النية الحسنة لن نعدم الوسائل الطيبة للوصول الى أهدافنا فى مجتمع أفضل يأمن فيه كل منا على نفسه وعرضه وأرضه وقوته ويومه ومستقبله. 
 
فيارب الحكمة. اعطنا الحكمة النازلة من السماء لتحل فى قلوبنا ونفوسنا وعقولنا. ليكون فكرنا طاهر يرضيك، وأقوالنا بالحق والرحمة تبنى غيرنا ومن حولنا وسلوكنا، سلوك مقدس ورحى يرضى صلاحك. هبنا ان نتصرف لا بمقتضى الفعل ورد الفعل بل ان نكون دائما ايجابيين نتصرف بالحكمة ونعمل الخير فنكون من الرابحين ولاوامرك طائعين ولوصاياك منفذين ولصوت الحق سامعين وفى الخير مثمرين. لنكون دائما من الابرار والصديقين والخيرين نسعى نحو بناء الانسان والاسرة والمجتمع على أسس الخير والعدل والحق والسلام . أمين

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع