الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٢ -
٢٢:
٠٩ ص +02:00 EET
بقلم : جرجس وهيب
قامت ثورة 25 يناير لكي تحقق مطالب ثلاثة عيش حرية عدالة اجتماعية بالإضافة للمطالب المنبثقة من المطالب الثلاثة من القضاء علي الفساد والرشوة والمحسوبية ومن اجل تداول للسلطة والقضاء علي سيطرة الحزب الواحد الذي يخلق ديكتاتور جديد من اجل ذلك دفع المئات من الشباب الطاهر المحب لبلده حياتهم لتطهير بلادهم من الفساد ورفع المعاناة عن كاهل ملايين المصريين المطحونين وجعل بلادهم في مصاف الدولة المتقدمة والعريقة والمتحضرة فهل تحققت هذه المطالب أو جزء منها بعد مرور ما يقرب من 19 شهر أنا أؤكد ويتفق معي الكثيرين من المحللين المنصفين بان الثورة لم تحقق أيا من المطالب الرئيسية أو الفرعية
فما زال رغيف الخبز أول مطالب الثورة ينئ الحيوانات عن تناوله فضلا عن سوء الصنعة ونقص الوزن وما زالت عمليات تهريب الدقيق المدعم المخصص لإنتاج الخبز تتم تحت سمع وبصر الجميع سواء في ظل الحكم العسكري أو حكم الرئيس محمد مرسي فأول مطالب الثورة لم تتحقق ومن يشكك في ذلك ليذهب إلى المخابز ويري شكل رغيف الخبز ومع هذا يتم الحصول عليه بمعاناة كبيرة وكثيرين من المواطنين لا يجدونه
وهل تحققت الحرية بعد الثورة بكل تأكيد لا فالحريات ما بعد الثورة أصبحت أسوء بكثير عما كانت عليه قبل الثورة فانا اعمل في المجال الإعلامي أدرك ذلك جيدا فبعد الثورة مباشرة أصبح من يختلف عما يقوله الثوار فلول وخائن للبلاد ومن بقايا النظام السابق وبعد سيطرة التيار الديني على مجلسي الشعب المنحل والشورى الحالي ووصول الرئيس محمد مرسي أصبح من يختلف مع التيار الديني كافر ومأجور ويتلقي أموال من الخارج بل وصل الأمر إلى الاعتداء على من يخالفون التيار الديني الرأي كما حدث مع خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع ومقاضاة إسلام عفيفي رئيس تحرير جريدة الدستور
وهل تحققت العدالة الاجتماعية أو تم تطبيق الحد الادني للأجور لم يحدث أيا من ذلك فمازال هناك من يتقاضون مليون جنيه شهريا وهناك من يتقاضي 250 جنيها وما زال هناك تفاوت كبير في الدخول بين الموظفين خريجي نفس المؤهل ونفس العام ونفس تاريخ التعين في الدخل فمن يعملون في الوزارات التي تدر عائد يتقاضون حوالي خمس إضعاف من يتقاضاه من هما علي نفس الدرجة والمؤهل وتاريخ التعيين في الوزارات الخدمية فالموظف علي سبيل المثال من يعمل في وزارة المالية علي الدرجة الثالثة يتقاضي أكثر من 3 ألاف جنيه في حين يتقاضي نظيره بالمحليات والزراعة والتضامن 700 جنيها بعد الزيادات الأخيرة فكان لابد للثورة أن تساوي بين الجميع علي من هما علي نفس الدرجة بغض النظر عن نوع الوزارة
فالثورة بكل أسف لم تحقق أيا من المطالب الرئيسة بل زادت الثورة من معاناة الطبقات الفقيرة فالأزمات في السلع الرئيسية زادت بشكل كبير فأصبحنا في دوامة من أزمات السولار والبنزين والبوتاجاز والخبز وأصبحنا نعيش حالة من الفوضى في كل شيء فالشوارع تحولت لحالة من الفوضى العارمة والأمن معدوم في غالبية أنحاء البلاد وتجار الأزمات يمارسون مص دماء الغلابة دون أن يجدوا من يردعهم عن ذلك اعتقد أن غالبية المصريين لديهم نفس رأي بان الثورة لم تحقق ما قامت من اجله باستثناء فصيل التيار الديني الذي استحوذ علي كل شيء وأصبحت تصرفات قيادته أسوء بكثير من تصرفات النظام السابق فأصبحنا نري بوسائل الإعلام من يكفر الأقباط علنا ويحرق الكتاب المقدس دون أن يكون هناك ادني عقاب في حين تم محاكمة اثنان من الأقباط في بضعة أيام وحكم عليهم بأقصى حكم بتهمة الإساءة للدين الإسلامي فأين من تعدوا وتطاولوا علي الدين المسيحي أم أن الأقباط وكنائسهم وممتلكاتهم ومعتقداتهم مباحة للعامة والغوغاء وأصحاب الفكر التكفيري بكل تأكيد الثورة لم تنجح