البيان | الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٢ -
٢٣:
١٠ ص +02:00 EET
لا يزال شبح الانشقاقات داخل حزب النور السلفي يخيم على المشهد السياسي المصري الراهن بصورة كبيرة، بعد اتهامات قوية لحركة الإخوان المسلمين بدعم تلك الانشقاقات داخل الحزب أو دعم أحد الأطراف المتنافسة داخل الجبهة السلفية، لما تربطها بجماعة الدعوة السلفية، الجماعة الأم لحزب النور السلفي، من علاقات تاريخية، ومصالح مشتركة.
وفي الوقت الذي نفى فيه أحد الناطقين الرسميين باسم حزب النور واسمه محمد نور، إمكانية تورط الإخوان المسلمين في دعم أي انشقاقات داخلية بحزب النور السلفي، خاصة أن لكل من الحزبين مرجعية إسلامية وقاعدة مشتركة، ولهما مصالح مشتركة على الساحة، إلا أن مصادر مسؤولة داخل جبهة الإصلاح الداخلي بحزب النور، أكدت على أن جماعة الإخوان المسلمين لها مصالح مشتركة مع جماعة الدعوة السلفية، وترفض أي انحراف عنها أو مطالب من جبهة الإصلاح الداخلي بالحزب، ولذا فهي طرف في المشكلة، في محاولة منها لحجز مكسب انتخابي لها على الساحة، في الوقت الذي كان حزب النور أعلن رفضه الدخول في تحالف انتخابي مع الجناح السياسي لإخوان مصر حزب الحرية والعدالة.
تصدير الثورة
وفي سياق متصل، اتهم بعض القيادات بحزب النور، شباب الإخوان المسلمين، المنشقين عن الجماعة أو الذين يعارضون سياستها، والذين ظهرت تحركاتهم وعلا صوتهم بقوة في أعقاب الثورة، عندما خالف بعضهم رأي الجماعة في عدد من القرارات، اتهمهم عدد من قيادات حزب النور بتصدير الثورة لشباب الدعوة السلفية، وأبناء الحزب، ما أدى إلى ظهور حركات احتجاجية قوية، وميلاد ما يسمى «جبهة الإصلاح الداخلي بحزب النور»، والتي تقود الخلافات داخل الحزب، وترفض قرارات الإدارة العليا، وقد كسبت جولة مهمة في صراعها مع الإدارة لما قضت لجنة شؤون الأحزاب بمجلس الشورى ببطلان الانتخابات الداخلية التي أجريت بالحزب، والتي كانت ترفضها الجبهة.
تحولات قوية
وأكد مراقبون أن العلاقة بين التيار السلفي في مصر والإخوان المسلمين قد شهدت تحولات قوية عقب الثورة وحتى الآن، فاتسمت العلاقة في البداية بالاتفاق والالتفاف، فقد سار السلفيون في ركب الإخوان المسلمين، لانقطاع السلفيين عن ممارسة السياسة طيلة عهد الرئيس مبارك، وظهر ذلك الاتفاق جليًا خلال استفتاء الدستور في مارس 2011، ثم وصل أوج ازدهاره في الانتخابات البرلمانية من خلال التنسيق في بعض الدوائر، ثم حدثت بعض الخلافات في وجهات النظر والرؤى أسفل قبة البرلمان، ثم حدث الانفصال الأكبر عندما دعم حزب النور السلفي د. عبدالمنعم أبوالفتوح في الانتخابات الرئاسية، ولم يدعم مرشح الإخوان المسلمين د. محمد مرسي، إلى أن بلغت العلاقة الآن رفض النور دخول أي تحالفات انتخابية مع الحرية والعدالة، واتهام بعض أعضاء النور الإخوان المسلمين باستثارة المشاكل ثأرًا من الحزب، وفي محاولة لإقصائه من الانتخابات البرلمانية المقبلة.
انقسام
يقول عضو الهيئة العليا للحزب د. يونس مخيون إن الانقسامات داخل حزب النور، والتي حدثت بسبب ما أطلق عليها «تدخلات جماعة الدعوة السلفية في عمل الحزب» مشابهة للخلافات التي دبت في صفوف الإخوان المسلمين، وقادها شباب الجماعة، خاصة أن الدعوة السلفية هي الجهة الأم لحزب النور، مثلما جماعة الإخوان المسلمين هي الأم لحزب الحرية والعدالة.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.