كتب - محرر الاقباط متحدون
قال المطران عطا الله حنا ، رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس ، اليوم ، لدى لقاءه مع وفد من ممثلي وسائل الاعلام الاجنبية ، بأن مدينة القدس هي مدينة ايماننا التي ننتمي اليها بكل جوارحنا ، فهي مدينة القيامة والنور، وهي اقدس بقعة في هذا العالم اختارها الله لكي تتجسد فيها محبته نحو البشر.
وأن عيد القيامة الذي نستعد لاستقباله ،هو عيد مرتبط بهذه المدينة المقدسة ، وان كانت القيامة ونورها هي من اجل البشرية بأسرها ، الا أن هذا هو المكان الذي تمت فيه هذه الاحداث الخلاصية.
وتابع ، القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ، ونحن نرفض اي جنوح نحو الكراهية والعنصرية والعنف والتطرف والاقصاء ايا كان شكله وايا كان لونه.
فلا يحق لاي جهة ان تدعي بأن القدس لها وليست لسواها ، فالقدس مدينة تجمعنا جميعا ويجب ان تجمعنا دوما في اجواء من المحبة والالفة والتلاقي ، ولكن هذا ويا للاسف غير موجود على الارض.
واكمل، نشهد حالة من التصعيد والتحريض ونشر ثقافة الكراهية العنصرية ،ونحن كمسيحيين فلسطينيين نرفض ما يتعرض له المسجد الاقصى ، وبالقدر ذاته نرفض ايضا ما تتعرض له اوقافنا المسيحية وحضورنا المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة ، كما اننا نرفض اي خطاب عنصري تحريضي طائفي مقيت ايا كان شكله وايا كانت الجهة التي تروج له.
واضاف ، أن الجماعات الاستيطانية المتطرفة تسعى لتأجيج الصراع الديني وتصب الزيت على النار المحترقة ، ايضا ونحن بدورنا نقول لهؤلاء بأنكم تحولون مدينة السلام الى مدينة للكراهية واحتدام خطاب الكراهية والعنصرية وسياسات الاحتلال وممارساته تؤجج الصراع في القدس وتسعى لتحويله الى صراع ديني في حين انه ليس كذلك.
وتابع ، المسيحيون الفلسطينيون يرفضون اي خطاب يهمش حضورهم فهم اصبحوا قلة في عددهم ، ولكنهم مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى لكي يكونوا ملحا وخميرة لهذه الارض محافظين على قيم ايمانهم وانتماءهم الوطني الاصيل والاصلاني في هذه البقعة المباركة من العالم . لسنا جماعة اوتي بها من هنا او من هناك ولسنا اقليات في اوطاننا ، فالقدس التي تستقبل غدا احد الشعانين واسبوع الالام ، وبعده عيد القيامة هي المدينة التي نعتبرها قبلتنا الاولى والوحيدة وحاضنة تاريخنا واصالة وجودنا في هذه البقعة المقدسة من العالم.
وتابع ، نحن مسيحيون ونحن فلسطينيون ننتمي لهذه الارض ولهذا الوطن ولهذه المقدسات التي من واجبنا ان ندافع عنها ، نرفض سياسات الاحتلال التي تستهدفنا جميعا كفلسطينيين والتي يجب ان تجعلنا اكثر وعيا وحكمة ولحمة وتضامنا وتفاعلا وتعاونا لكي نكون اقوياء في دفاعنا عن انبل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث.
واكمل ، المسيحيون في ديارنا يفتخرون بانتماءهم لارض القيامة والانتصار على الموت وها هم يستعدون لاستقبال عيد القيامة والسبت العظيم المقدس والاحتلال يسعى الى تحديد عدد المشاركين في هذه الاحتفالات وهذا امر لا يمكن القبول به بأي شكل من الاشكال.
وأكد ، أن القدس ليست فقط المقدسات وما قيمة المقدسات بدون الشعب اننا نريدها مقدسات عامرة بالمؤمنين ونريد في عيد القيامة ان تكون كنيسة القيامة عامرة بالمؤمنين الاتين اليها من اجل الاحتفال والصلاة والتسبيح والتمجيد التماسا للبركة والنعمة في اقدس مكان في هذا العالم.
وطالب ، أن نصلي في هذه الايام من اجل ان تتحقق العدالة في ارض سُلبت منها العدالة ومن اجل شعبنا الذي يتوق الى هذه العدالة والحرية ، نصلي من اجل هذا المشرق وشعوبه ومن اجل السلام في كل مكان ومن اجل ان تتوقف الحرب الدائرة في اوكرانيا.