حمدى رزق

 يُوصَف مَن كانت طويَّته خَبِيثة بقولهم: «قلب فلانٍ نَغْل، وصدره دَغلٌ، طويَّةٌ مَعْلولَةٌ، صفوه رَنَقٌ، وبِرُّه لَمَقٌ، وودُّه مُزَأبقٌ، خَبِيث النِّيَّة، واكدُ الطَّويَّة، موجود عند الرَّخاء، مفقود عند البلاء، يَبثُّ حَبائل الزُّور، وينصب أشراك الغرور، يدَّعى ضروب الباطل، ويتحلَّى بما هو عاطِلٌ، يُبدى وجه المطابق الموافق، ويخفى نَظَرَ المسَارق المنافق، ضمير قلبه خَبِيث، ويمينه حِنْث، وعهده نَكْث..».

 
دعك من أعلاه، خلينا في الكشرى بالشطة، من كتاب الشيف عبدالله رشدى (نسخة مزيدة بكمالة)، طريقة عمل الكشرى المصرى، «يُقطع البصل جوانح، ويُقلى في الزيت حتى يصبح لونه (بنى فاتح)، ثم يُرفع نصفه ويُصفى. يُوضع العدس مع باقى البصل والماء، ويُترك ليغلى، ثم يُضاف الأرز والملح والكمون. يُضاف السكر والماء، ثم يُترك لينضج، ويُقدم مع الصلصة والدّقّة، ويُزين بالبصل المحمر والحمص».
 
نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب.. والمثل ينسحب على عبدالله رشدى، الشهير بعبدالله كشرى، نموذج ومثال للهبل في الجبل، وسايق الهبل على الشيطنة، ومزودها حبتين تلاتة، مزود الشطة في الكشرى.. مالك بالكشرى يا بتاع الفتّة بالهُبَر، ناقصاك إياك، المشرحة مش ناقصة تقلية محروقة.
 
الشيخ كشرى بالشطة يفكّرك بالمعلم زيطة في زقاق المدق، زايط في العابط، والعايط في الفايت نقصان عقل، خلل، وزايط لغويًّا، كثير الصياح والجَلَبة، ويرفس برجليه ويعفِّر الوجوه، يتواصَوْن فيما بينهم، اتركوه لحاله، الله يصلح حاله، ولكن صلاح الحال مُحال، حالته تصعب على الشيف شربينى، مضروب في خلاط السلفية، ممسوس بروح إخوانية، ملبوس بأفكار جهادية، عليه ابتسامة لزجة كشربة زيت الخروع صباحًا، تلازم بعدها الحمام.
 
حكاية كشرى التحرير الذائعة كشفت عن وجه التنك المتحول، سقط القناع والبنطلون، وبرز الوجه الحقيقى لعبدالله رشدى، وفجّت رائحة التقلية المحمرة بنية اللون في طيات ملابسه القطنية.
 
توصيف جديد لرشدى بعد عبده مجانص، شيف تخصص كشرى، بوصفات مطمورة من أيام «طعام الآلهة» والإضافات ما تميزه، عنده كشرى بالشطة، وكشرى بالدّقّة، وبالتقلية، وآخر وصفاته كشرى صيامى خصيصًا لإخوتنا المسيحيين في نهار رمضان، وهو كشرى لا يجرح صيامًا ولا يُبطل قيامًا، ولا ينقض وضوءًا.
 
من طموحات الشيف كشرى التي طفحت على قناته اليوتيوبية تدشين سلسلة محلات كشرى افتراضية، تسمع وكأنك تأكل في كشرى التحرير وفق خوارزميات معتمدة، وتطلب كمالة، وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ.
 
موقع افتراضى معنون «كشرى الجنة»، واللوجو المصاحب: كل كشرى من عند عبدالله واتّكل على الله، تخش الجنة عدل، باعتبار الكشرى من الطعام الحلال (كوشر)، وجاء في الأثر الفرعونى وصفًا «من طعام الآلهة»!.
 
خلاصته، مثل عبدالله رشدى مثل نَافِخ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً، رائحة التقلية فجّة قوى، تشمها من ميدان التحرير.
 
راشق في الترند، المهم اللقطة، ولو فتّة بالهُبَر، وطالبها مكايدة، غلاسة، سخافة من السخف، وبواخة، رشدى مطلوق على المسيحيين، تحس بينه وبينهم تار بايت، أقصد طبق كشرى حمضان!!.
نقلا عن المصرى اليوم