الأقباط متحدون - أنا قبطى بطل .. مش دودة
أخر تحديث ٠٠:١٧ | الجمعة ٢١ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٠ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

أنا قبطى بطل .. مش دودة


بقلم : جرجس ثروت 
وخرج يونان من المدينة وجلس شرقي المدينة , وصنع لنفسه هناك مظلة , وجلس تحتها في الظل حتى يرى ماذا يحدث في المدينة , فاعد الرب الاله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على رأسه لكي يخلصه من غمه ففرح يونان من اجل اليقطينة فرحا عظيما , ثم اعد الله دودة عند طلوع الفجر في الغد فضربت اليقطينة فيبست , وحدث عند طلوع الشمس ان الله اعد ريحا شرقية حارة فضربت الشمس على راس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت و قال موتي خير من حياتي , فقال الله ليونان : هل اغتظت بالصواب من اجل اليقطينة فقال : اغتظت بالصواب حتى الموت , فقال الرب : انت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها و لا ربيتها التي بنت ليلة كانت و بنت ليلة هلكت , افلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها اكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم و بهائم كثيرة ( يو 4 : 5-11 ) 
اليقطينة هي شجرة مثل اللبلاب , وثمرتها منتفخة ولكنها خفيفة وشبه خاوية مثل التي تحتوي على اللوف ، وعمرها قصير عمومًا إذ تجف بسرعة ، ولكن ليس بسرعة جفاف يقطينة يونان , والتى أعطى بها الرب الإله درساً ليونان الذى حاول ان يهرب من وجهه , ولا يذهب لنينوى المدينة العظيمة وقتها لأنه كان يعرف ان الرب عطوف وكثير الرحمة  ولذلك قرر الهرب فى السفينة والقصة المعروفة التى لست بصدد الـتامل فيها الآن , ولكن فقط اردت ان القى الضوء على اليقطينة الضعيفة التى قد تشبهنا نحن الأقباط  , وعلى الرغم ما تجرعناه من آلام ومرار قاسى عبر قرون طويلة من الأضطهادات والمهانة , وهناك الكثير من الأسباب التى جعلت منا يقطينة ضعيفة كالخروع وأقل , مع أننا احفاد الفرعيين الذين بهروا وقهروا وعلموا العالم الحضارة والمدنية , حتى ان بلادنا وعشقنا مصر سموها أم الدنيا لأنها وعلى ارضها تأسست أول مدينة وعمران , عروس السبعة الاف سنة حضارة يهان على أرضها أولادها الأبرار وترابها من اجساد أجدادهم .
 
اليقطينة خدمت وأطاعت الله فى قصة يونان أكثر من طاعته هو شخصياً فى توصيل الرسالة لشعب نينوى , وخطة الله فى خلاصهم , وبها اعطى الله درساً سريع الفهم ليونان أنه لا يشاء موت وهلاك الخاطئ مثلما يرجع ويحيا , ولا ينتقم لنفسه حقاً أنك إله رحوم ومن هم البشر التراب حتى تنظر إليهم بالنقمة , إذ ليسوا شيئاً يتحداه الرب الإله صانعه بل بالحق الإنسان يستحق الشفقة لضعفه وسوء حاله وأحواله , كلنا يونان فى العصيان الذى حزن على يقطينة وكان يطلب من الله هلاك نينوى , هكذا الطبع البشرى ونظرتنا تحت ارجلنا ولعدم إيماننا لا نتذكر وعود الله , وليس دليلاً على ذلك أكثر من أننا وبرغم حصولنا على شيك على بياض بحفظ البلاد ومباركتها " مبارك شعبى مصر " وشهرة هذه الآية التى يعرفها جميع المصريين لكن برغم ذلك تجد الخوف والهلع قد سيطر على الأقباط , بل أقول على الكثيرين من غيرهم , وأنا لا انكر عليهم ذلك وحقهم لما يحدث لنا من أكثر من عام ومن قرون قبلها , ولكن اذكر بالوعود ولعل تنفع الذكرى .
 
القبطى ومنذ عصور الاستشهاد القديمة كان لا يعرف الخوف , ولا الخوف يعرف الطريق إلى قلبه حتى الفتيات الصغار والسيدات والشيوخ والأطفال , وهكذا ويجب ان نكون حتى انقضاء الدهر لن يكون هناك طاغية له جبروت كدقلديانوس وواليه اريانوس الذين هزمهم الأقباط , وأزالوا ملكهم وامبراطوريتهم التى لا كانت تغيب عنها الشمس من فرط اتساعها فى العالم كله , نحن معشر القبط رجال اوجاع ومختبرى حزن وجبابرة , ولضعيفهم ولنفسى أقول أنا لست اقل  من الدودة فى قصة يونان حيث سخرها الرب الآله لكى تنقذ نينوى ونبى مرسل من الهلاك وعدم الطاعة , من منا أقل من هذه الدودة وجيشها الذى استطاع ان يقرض اليقطينة لتيبس بهذه السرعة , كل فرد منا له دور يجب القيام به , الأقباط آفتهم الوحيدة هى فرقتهم ومع انهم يجب ان يكونوا جسد واحد كوصية السيد المسيح " وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ ، لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا ، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي , وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي ، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِد , أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي . ( يو17 : 20- 23 )  
 
لذلك فوحدة الأقباط أمر إلهى ومعروف لكل قبطى أن عضو فى جسد الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية التى  تغزل فيها سليمان كعروسة طاهرة نقية لعريسها فى سفر نشيد الأنشاد , جامعة رسولية مسكونية فى الوحدة الروحية والاجتماعية , وهى اول كيان فى العالم عرف الروح الواحدة والعمل الأجتماعى , وسفر أعمال الرسل كله يحدثنا على وحدة المؤمنين وشركتهم حتى اجتماعيا , والكل يعرف قصة حناينا وسفيرة ( أع 5 : 1- 10) , ولذلك رصد عدو الخير كل قواته وجنوده وذهبه وفضته من خلال عبيده من بنى الإنسان ليقاوم ويقسم ويفتت هذه الوحدة , وبالحقيقة نجح ببراعة وقسم الكنيسة ولكن لن تدوم نشوة النصر كثيرا لن زمانه يسير , وقد اقترب ملكوت الله وسيأتى العريس ليجمع شمل وشتات عروسه وشعبه قريباً جداً , وعلى المستوى السياسى كثرة هموم الأقباط كالنار فى كور الحداد ستذوب الفروق والخلافات قريباً , وسيتحدوا لأنهم احرار وشرفاء الجنس ولن يرضوا الذل والعبودية التى ملأت كؤوسهم بقلم جرجس 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع