أو (من برا رخام ومن جوا سخام).
د. أمير فهمي زخارى المنيا
هذا المقال الثامن من سلسله مقالات سأتولى نشرها تباعا... نحكى المثل الشعبي وقصته وما يقابله في الكتاب المقدس من آيات وتأمل بسيط حوله للاستفادة منه في حياتنا ... وسبقه سبعه أمثال يمكن الرجوع اليهم على صفحتي وهم " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" و " القرعة تتباهى بشعر بنت أختها" و "اللي تكسب به إلعب به" و " جاك كسر حُقك" و "احفر نفق بمسمار ولا تجادل واحد حمار" و “قاعد للسقطة واللقطة” و “يدفن رأسه في الرمال مثل النعامة” ...
معنى المثل هو:
بعض من الناس ينطبق عليهم المثل وكثيرًا ما نكتشف بعضهم الذي يتظاهر باللباقة والأناقة وفي لحظات ومهما طال التصنع سيأتي يوم وتنكشف الحقائق المخزية المخجلة.. ومن سوء حظ بعض الناس أنهم ما يكتشفون حقائق الأخرين إلا بعد مدة طويلة فيصدم به لاحقاً.
وما يقابلها من امثال فى الكتاب المقدس.
(يأتونكم بثياب الحملان ومن داخل ذئاب خاطفة) مت 15:7.
عندما ننظر لأمر ما، أو لشخص ما، فعلينا ألا نتعجل في إصدار الأحكام الفورية بناء على أول ما تراه عيوننا.
فالرب سبق وحذَّر بالقول «لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلاً» (يوحنا7: 24).
فكثيرًا ما كان انطباعنا سلبيًا عن البعض بسبب “عدم استلطاف” أو كلمة أسأنا فهمها أو مظهر لك يلقَ قبولنا؛ ثم أثبتت لنا الأيام غير ذلك تماما.
والعكس أيضًا صحيح، فكم من أشخاص انخدعنا في مظهرهم، فإذ بهم يتم فيهم قول الرب «تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ, هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا» (متى23: 27-28).
وأحكى لكم قصه من الكتاب المقدس:
وهي قصه نعمان السرياني وهو أبرص وهو قائد جيش آرام ولكن الناس كانوا يكرمونه..
1 وَكَانَ نُعْمَانُ رَئِيسُ جَيْشِ مَلِكِ أَرَامَ رَجُلاً عَظِيمًا عِنْدَ سَيِّدِهِ مَرْفُوعَ الْوَجْهِ، لأَنَّهُ عَنْ يَدِهِ أَعْطَى الرَّبُّ خَلاَصًا لأَرَامَ. وَكَانَ الرَّجُلُ جَبَّارَ بَأْسٍ، أَبْرَصَ. "سفر الملوك الثاني 5".
الرجل الأبرص كان اليهود بحسب الناموس يعزلونه من الحياة العامة ولكن بالنسبة للأراميين فلا مانع عندهم من ذلك.
(إنجيل لوقا 4: 27) وَبُرْصٌ كَثِيرُونَ كَانُوا فِي إِسْرَائِيلَ فِي زَمَانِ أَلِيشَعَ النَّبِيِّ، وَلَمْ يُطَهَّرْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ نُعْمَانُ السُّرْيَانِيُّ».
بالرغم من المظهر الخارجي لنعمان السرياني وهو مرض البرص المعدي النجس في نظر اليهود الا انه كان من الداخل رجلا عظيما مرفوع الرأس عند سيده ولذلك نال الشفاء ...
ما من شك أن قصة نعمان، تعد من أروع وأقدم قصص الحب الإلهى فى العهد القديم، ... فإذا كان اليهودي يعتقد أن اللّه قد ميزه وفضله على الأممي، فإن قصص أيوب وملكي صادق وراحاب وراعوث ونعمان السرياني يمكن أن تخفض كبرياءهم إلى حد بعيد، وتبين أن اللّه لليهودي وللأممي على حد سواء!!. كما أن الحب الإلهى يظهر من جانب آخر من خلال الأحزان والمتاعب والآلام.
الله لا ينظر الى المظهر الخارجي ولكن ينظر الى داخل الانسان..
وأختم مقالي اليوم بالآية:
"يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي." (أم 23: 26).
والى اللقاء في الجزء التاسع ... تحياتي.