الأقباط متحدون - لا للأساءة للأديان.. والدروس المستفادة
أخر تحديث ٢٣:٤٠ | الجمعة ٢١ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٠ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٠ السنة السابعة
إغلاق تصغير

لا للأساءة للأديان.. والدروس المستفادة

د/ صفوت روبيل بسطا

أصعب شيئ علي أي إنسان هو التعرض لمعتقده وما يؤمن به لأنه يمثل قمة التعدي علي أهم خصوصية للأنسان وهي حرية معتقده وإيمانه ، وإن كانت حرية الفكر والتعبير مكفولة للجميع وتعتبر حق أصيل من حقوق الأنسان في كل دول العالم الحر ، ولكن هذه الحرية تتعارض تماما مع ما يؤمن به الأخر ويقدسه ، وفي هذه الحالة أبدا لن تكون حرية تعبير ولكنها تصبح تطاول وأساءة وتستحق العقاب وبالقانون
 
 ما نُشر وقيل عن نشر فيلم مسيئ للدين الأسلامي من قلة غير مسئولة من بعض أقباط المهجر بالولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة لبعض الشخصيات الأمريكية واليهودية ..علي حد المعلومات التي نُشرت وإنتشرت في كل الصحف والمواقع الألكترونية ..أصابنا بالغضب جميعاً وعن حق ، لأننا أبداً لا نوافق ولا نقبل أي إهانة لأي رمز ديني أو إعتداء علي أي معتقد ، ونحن بالذات(كمسيحيين) كم عانينا -وماذلنا- نعاني من مثل هذا الشعور الغاضب مما نراه ونسمعه يوميا من إعتدائات وإهانات وإزدراء بديننا وعقيدتنا ، لهذا رأينا جميع المسيحيين وعلي رأسهم الكنيسة الوطنية إستنكرنا وشاركنا إخوتنا المسلمين الغضب علي هذه الأساءة
 
وبكل الفخر والأمتنان نقدم كل الشكر لكنيستنا القبطية الراسخة ورموزها ولكل أقباط الداخل والخارج علي وقفتهم الوطنية الحرة والأصيلة مع إخوتنا المسلمين وشركائنا بالوطن في التصدي لكل مًن تسول نفسه والتعرض لأي رمز ديني .. وجرح لأي مشاعر دينية يؤمنون بها ويقدسونها ، وهذا نابع من تعاليم إنجيلنا السامية التي لا تسمح أبداً لإهانة أو حتي التعرض باللفظ  بكلمة خارجة مثل "رقا" التي تستحق الدينونة أو "أحمق" التي تستوجب نار جهنم .. مثلما علمنا رب المجد بفمه الطاهر ...لأي إنسان عادي ، فما بالنا برمز ديني يدين به ما يقارب مليار ونصف من البشر في كل بقاع العالم
أن هذا الفعل المشين والغير مسئول لهو دليل علي ضعف الحجة وضعف الإيمان وعدم أي دراية عن تعاليم كتابنا المقدس السامية التي تدعو للمحبة والسلام وإحترام الأخر ..وحتي وإن كانت حجتهم أننا نتعرض للإهانة في كل وقت وفي كل مكان .. ولكن هذا أيضا ليس مبرر لهم لأن إنجيلنا علمنا أيضا أننا ... نُشتم فنبارك ...يُعتدي علينا فنسامح ...وأن ..لا نقاوم الشر بالشر بل نقاوم الشر بالخير... مؤمنين ومصدقين أن الله عادل وأنه أبداً لن يترك أحد بدون عقاب إن كان عاجلاً أو أجلاً

هالنا ردود الأفعال الشرسة في الكثير من الدول العربية والأفريقية والتعدي علي الممتلكات والسفارات وإصابات هنا وقتلي هناك وحرائق وغيره الكثير والكثير،وإستمرار هذه الردود الغاضبة حتي اليوم في باكستان والعراق وغيرهم

ومع ردود الأفعال هذه ووقفة كل الأقباط مع إخوتنا المسلمين وغضبنا من مًن تسبب في جرح مشاعرهم الدينية .. أُجبرنا علي أن نضع مقارنة بسيطة مع ما نتعرض له نحن المسيحيون من إهانات ومن جرح لمشاعرنا الدينية للأسف من الكثيرين من بعض المتعصبين والمتطرفين والغير مسئولين أيضا ، والذين لا هم لهم غير إهانة مسحيتنا وإزدراء مقدساتنا وعلي الملأ وعلي شاشات الفضائيات ، وعلي كل المواقع ...ولا ننسي أبدا ما تعرض له قديسنا وشفيعنا في السماء -مثلث الطوبي - قداسة البابا شنودة ..وعلي مدار أكثر من ثلاثة أشهر ونصف .. من إهانات وجرح لمشاعرنا لأقسي درجة .... وللأسف لم نجد ولا حتي إستنكار ولا رفض أو بيان من أي جهة أو حتي من أفراد تشجب وترفض هذه الأفعال المشينة والمسيئة لنا نحن المسيحيين
وها هو أحد الشيوخ يحرق الأنجيل علي الملأ !!! ويعد بالتبول!! عليه في المرة القادمة .. والأخر الذي يصف كل الأقباط بأبشع الكلمات التي يعف اللسان عن نطقها ... وللأسف أيضا لم نري أي رفض من أي عاقل من ملايين العقلاء فيكي يا بلدي ، يقف ضد مثل هؤلاء ويقول لهم حتي ولو كلمة "عيب" أو لا يصح
 
نكرر رفضنا وشجبنا لأي إعتداء وأي إهانة لأي رمز ديني سواء إسلامي أو مسيحي أو يهودي أو حتي كان لا ديني ،راجين من تفعيل القانون علي جميع- "جميع"- مًن تسول له نفسه والتعرض لدين أو مقدسات الأخر .. ويتحقق العدل علي الجميع وليس فقط من يتعرضون للدين الأسلامي فقط ، كما هو حادث ويحدث دائما ، وتاركين بعض شيوخ الفتنة والتعصب من غير أي عقاب ولا حتي كلمة لوم
متمنين أن نجد -في يوم من الأيام- أن نقرأ خبر يقول ...القبض علي فلان لإزدراء الديانة المسيحية !!! مثلما تطالعنا يومياً أخبار مثل القبض علي فلان لإزدراء الدين الأسلامي علي الفيس بوك ، وبسرعة البرق يتم القبض عليه وحبسه وتهجير إسرته والكثير !!!! ،  وإن إن حدث مثل هذا في بلدنا ..فنحن واثقون أنه سيتغير الكثير والكثير..وسوف ينصرف الشعب لأعماله ومشاغله ومستقبل بلده ويتركون الدين للديان ، ويرجع شعار ...الدين لله والوطن للجميع
 
ونتمني أن نكون كلنا كمصريين إيد واحدة ضد كل مًن تسول له نفسه ويعبث بمقدساتنا ورموزنا الدينية وبوحدتنا الوطنية ... وأن يكون هذا الموقف درس للجميع لتصحو ضمائرنا ونعلم كم هو قاسي ومهين التعرض للرموز الدينية -كل الدينية-بكتبها وأماكن عبادتها ومعتقداتها،وليُظهر كل واحد صورة إيمانه الحقيقي لكل العالم بأعماله وأفعاله الصالحة وليس بأقواله وأخطائه ، ونفوت الفرصة علي  هؤلاء ضُعاف النفوس -من الطرفين-من إحراق بلدنا "مصر"  ونتحد للتخلص من أمثال هؤلاء .... وعاشت مصر حرة بمسلميها ومسيحييها
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter