الأقباط متحدون - شارلي إيبدو: سخرت... أغضبت المسلمين فنالت دعايةً استثنائيةً
أخر تحديث ١٢:٤٢ | الأحد ٢٣ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٢ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شارلي إيبدو: سخرت... أغضبت المسلمين فنالت دعايةً استثنائيةً

المشرفون على
المشرفون على "شارلي ايبدو" الفرنسية كانوا محلّ احتفاء الصحافة الدولية

 أعادت سجالات حرية التعبير والعلمانية إلى واجهة النقاش في فرنسا

يرى مسلمو فرنسا ومن يمثّلهم، أنّ مجلة "شارلي إيبدو"الساخرة التي استفزت مشاعر المسلمين بنشرها رسوما مسيئة للنبي محمّد، كان تطمح من وراء ذلك الى الدعاية والاشهار لها، وهو ما يبدو أنه تحقّق رغم ضبط المسلمين لانفسهم واحترامهم للقانون ولدعوات باريس تجنب العنف والتظاهرات.
 
باريس: خلّفت الرسومات الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة "شارلي إيبدو" حول الرسول تنديدا خاصا من طرف المسؤولين على الشأن الإسلامي في فرنسا ومعهم مسلمى هذا البلد.
 
وأرجع البكاي مرزاق عضو المجلس الإداري للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ما نشرته الصحيفة مؤخّرا لأهداف تجارية، كما دعا السلطات الفرنسية لمزيد من الصرامة مع "شارلي إيبدو"، إلا أن هذه السلطات شددت في مناسبات مختلفة على مبدأ حرية التعبير الذي لايسمح لها بالتدخل في عمل أي صحيفة.
 
دعاية بالمجان
يصف البكاي مرزاق، عضو المجلس الإداري في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ونائب رئيس المجلس الجهوي للديانة الإسلامية لباريس والضواحي في تصريح لـ(إيلاف)  صحيفة "شارلي إيبدو" بأنها "معروفة بعدائها للإسلام"، معتبرا أنها "اختارت توقيتا غير مناسب لنشر هذه الرسومات، لأنها تعرف جيدا نفسية الإنسان العربي وأرادت أن تلعب على ذلك لإشعال الفتنة وصب الزيت على النار".
 
وهذه القضية، بالنسبة لعضو المجلس الإداري للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، "تجارية"، واعتبر البكاي مرزاق ما قامت به "شارلي إيبدو" "صفقة دعائية بالمجان لهذه الصحيفة عوض أن تخسر عليها الملايين".
 
موقف رسميّ جيّد وغير كافٍ
 
ثمن مرزاق موقف السلطات الفرنسية الذي يراه "إيجابيا لحد ما، حيث اعتبرت أن هذه الرسومات تسيء للمسلمين والإسلام، وجميع مسؤولي الدولة من رئيس الجمهورية والوزير الأول ووزير الخارجية تحدثوا نفس اللغة أفضل بكثير مما كان يحدث في السابق".
 
إلا أنه يرى أن هذه المواقف غير كافية، وذلك بالقول: "إننا نمر بوقت عصيب، الشارع العربي في غليان بسبب الفيلم الاميركي، وفي هذه الظروف يجب أن تتعاطى السلطات الفرنسية بصرامة أكثر مع هذه الصحيفة سواء بمتابعتها قضائيا أو منعها"، وهو ما لا يمكن فعله في بلد كفرنسا يتمسك بمبدأ حرية التعبير.
 
تعليقا على تصريحات زعيمة اليمين المتطرف التي دخلت بدورها على الخط في هذا النقاش الحاد، حيث دعت إلى منع ارتداء الحجاب و"الكيبا" القبعات الدينية التي يحملها اليهود على رؤوسهم، مدعية دفاعها عن العلمانية في فرنسا، يقول مرزاق إن "مارين لوبن يمكن وضعها في خانة أقصى التطرف، وهي رتبة تفوق تلك التي توجد فيها "شارلي إيبدو"، فهي تستغل الظرف الحالي لزرع الخوف في أوساط الفرنسيين، وهذا التصريح يناقض مبادئ الحرية الفردية وغرضها منه الدعاية السياسوية لنفسها ولحزبها".

دعوى قضائية
قال محمد الموساوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إن المجلس يتدارس إمكانية رفع دعوى ضد صحيفة "شارلي إيبدو" بتهمة "إرادة تعمد مهاجمة المسلمين"، ويعتقد الموساوي "أن الظروف الحالية لا تسمح بالتظاهر في الشارع.
 
وفي هذا الإطار دعا المساوي المسلمين الفرنسيين إلى مضاعفة المبادرات التي تسمح بالتعريف برسالة الرسول بدل التظاهر، معتبرا في الوقت نفسه سخط المسلمين في فرنسا "شرعيا"، كما أشار إلى أن "هذه الرسومات كانت بمثابة تدخل في أعماق مشاعر المسلمين الدينية".
 
وينفي الموساوي أن تكون فرنسا تعرف تزايدا في عدد المتطرفين في ظل بعض التحذيرات التي تقدم المسلمين كخطر محتمل، حيث أكد أن "المتطرفين لا يعيشون إلا في مناخ متوتر ويبدلون كل ما في وسعهم حتى يحصل هذا المناخ ويستمر". موضحا أن "المسلمين في فرنسا أبانوا هذا الأسبوع أنهم قادرون على الإجابة عن هذه الاستفزازات بروية وتبصّر".
 
"شارلي إيبدو" كانت تتوقع الغضب الاسلامي
علقت الإعلامية صوفيا المنصوري فوكار على نشر صحيفة "شارلي ايبدو" لرسومات مسيئة للرسول (ص) بكون هذه الجريدة الساخرة "أرادت أن تحجز لها مكانا في ظل هذا اللغط الذي أحدثه الفيلم المسئ للرسول لكي تسلط عليها الاضواء"، معتبرة "نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية في هذا التوقيت  بالضبط في عددين متتابعين هو دفاع من الصحيفة عن مضمون الفيلم المثير للجدل وعن كل ما يمكن أن ينتج أو ينشر عن الرسول والإسلام والمسلمين"، على حدّ تعبيرها.
 
الإعلامية صوفيا المنصوري فوكاروتضيف المنصوري في تصريح لإيلاف أن "هيئة تحرير شارلي ايبدو تلتقي مع منتجي الفيلم في أن كليهما خططوا للفتنة جيدا وتوقعوا ردود الفعل الإسلامية والعربية الغاضبة، لأنهم يعرفون نفسية العربي المسلم وحساسيته تجاه هذا الموضوع والمكانة المقدسة التي يحتلها الرسول في قلوب المسلمين في كل أرجاء المعمورة".
 
وتتابع الإعلامية معلقة على عمل شارلي ايبدو بأنه "وقاحة مقصودة ومتعمدة للاستفزاز وخلق ردود فعل عنيفة تؤكد المقاربة التي ينظرون بها إلى المسلمين على أنهم لا يقبلون النقد وأنهم أعداء لحرية التعبير وأنهم خطر محدق على قوانين ونظم المجتمعات الغربية، زيادة على أن توقيت نشر هذه الرسوم يصادف النقاش الساخن جدا حول حق المهاجرين في التصويت في الانتخابات المحلية الفرنسية وهذا يطرح اكثر من سؤال".
 
نجاح تجاريّ
وإن كانت الصحيفة نجحت في هدفها، تجيب المنصوري قائلة: إنّ الغاية التي حققتها "شارلي إيبدو" هو ضمان رقم مبيعات ضخم بطبعه لآلاف النسخ نفذت بالكامل في الأسواق، إلا أنها مقابل ذلك لم تخرج المسلمين عن صوابهم. ليس كل الفرنسيين من أصول مسلمة وحتى المسلمون غير الفرنسيين المتواجدين في فرنسا دعاة تشدد وتطرف، الكل يحترم نظم وقوانين الجمهورية وحريصون على تماسك المجتمع الفرنسي".
 
وترى الاعلامية المهتمة بقضايا الهجرة وشؤون الجالية المسلمة أن "المسلمين في فرنسا رغم منعهم من حقهم في التعبير عن استهجانهم لما نشر، تعاملوا مع هذه الحادثة بعقلانية واعتدال، حتى أنه عندما قررت الداخلية الفرنسية عدم التصريح للوقفات والتظاهرات المنددة بالرسوم، فإنّ غالبية من كانت لديهم الرغبة في الانضمام الى هذه الوقفات عدلوا عن الخروج التزاما واحتراما للقانون".
 
وتواصل في ذات السياق:"أظن ان مسلمي فرنسا كانوا أكثر انضباطا من القائمين على "شارلي إيبدو" إذ تجاوبوا مع نداء رئيس الوزراء الفرنسي الذي دعا الى "ضبط النفس والتحلي بروح المسؤولية"، ثم لا ننسى أن غالبية المسؤولين الفرنسيين والجمعيات الفرنسية استهجنوا هذه الرسوم وتوقيتها وهذا في حد ذاته انتصار لمسلمي فرنسا وللفرنسيين الداعين الى الأخوة والمساواة، وصفعة لصحيفة "شارلي إيبدو" التي أرادت أن تحقق شهرة على حساب حرية الصحافة والتعبير التي تستخدمها فزاعة ودرعا متى شاءت".
 
وعادت بنا المنصوري إلى سنة 2008 متحدثة عن "عزل إدارة المجلة لرسام الكاريكاتير الفرنسي" سينيت" بتهمة معاداة السامية لنشره رسما كاريكاتوريا لنجل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي"، وتساءلت: "متى تتوقف شارلي إيبدو ومن يدور في فلكها عن سياسة الكيل بمكيالين تجاه المسلمين". 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.