محرر الأقباط متحدون
وقال أوسم وصفي عبر حسابه علي فيسبوك: "المصيبة كلها من عدم إدراك السياق التاريخي الثقافي الاجتماعي لكلام المسيح، ونقله هكذا دون فهم، عبر ألفي سنة دون مراعاة أنه كان يخاطب واقعًا حادثاً في تاريخه. أي القرن الأول المسيحي".
وأضاف: "كان اليهود يطلقون "عَمّال على بَطَّال" بسبب وبدون سبب. ويظنون أنهم أبرار لأنهم يُعطون كتاب (ورقة) طلاق. لعلك لا تعرف عزيزي القارئ ما أهمية "كتاب الطلاق."
وأوضح "وصفي" في ثقافة زراعية قديمة، لم تَعمل النساء ولم تكن هناك وزارة شؤون اجتماعية، ولا محكمة أسرة ولا قضايا نفقة وخلافه، فمن كانت تُطلق، كان يمكن أن تموت من الجوع. بعض النساء، بل كثيرات، كُن يعملن بالدعارة لكي يبقين على قيد الحياة. لذلك حرفيا من كان يطلق امرأته، كان يجعلها تزني . من هنا كلام يسوع "من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزني." طبعًا من كانت تزني قبل أن يطلقها زوجُها، فطلاقها ليس السبب في زناها.
كتاب الطلاق كان ينقذ الحياة. لأن من كانت تزني وهي "على ذمة راجل" تُرجم، أما من معها كتاب طلاق فكانت تُجلد فقط. وهذا يُعرف إسلاميا بالفرق بين زنى المُحصنات وزنى غير المُحصنات. (المُحصنة هي المتزوجة).
لذلك كان كتاب الطلاق ينقذ الحياة.
ماذا عن القول: ’’من يتزوج بمطلقة يزني." المقصود أن من كان يزني مع امرأة ثم يطلقها زوجها، فييتزوجها الذي كان يزني معها، فهذا يظل زنى (يعني ما ينفعش غسيل الزنى زي غسيل الأموال كده).
هذا معنى الكلام وسياقه. لذلك يجب أن نفهم تاريخ وثقافة القرن الأول المسيحي جيدًا لكي نفهم كلام المسيح جيدًا.
أزمة فهم الكتاب المقدس أننا نأخذه حرفيا عندما يكون المعنى رمزيًا، ونأخذه رمزيا عندما يكون المعنى حرفيا.
من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزني، من المرات القليلة التي فيها نأخذ الكلام الحرفي ونجعله معنويًأ رمزيا. مرة أخرى كان يسوع يقول أن من يطلق امرأته يعرضها ألا تجد مصدر رزق لتبقى على قيد الحياة إلإ الدعارة. المقصود كان حرفيا وليس رمزيا، وهذا فهمه المعاصرون له جيدًا لأنه كان يصف واقعًا يعيشونه.
لذلك فلا مجال في القرن الواحد والعشرين حيث تعمل النساء ولا يضطررن للزنا لكي يعشن، أن نقول لامرأة يعذبها زوجها (وطرق العذاب كثيرة) ألا تطلب الطلاق لأن: من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزني.
ولا مجال مطلقًأ لهذه العبارة المختزلة المبتذلة: ’’لا طلاق إلا لعلة الزنا" التي تكرس وتجسد عدم فهم مقولة يسوع.
لم يقل يسوع "لا طلاق إلا لعلة الزنا" لكنه قال: " من طلق امرأته، إلا لعلة الزنى يجعلها تزني." والعبارتان ليستا مترادفتين وليس لهما نفس المعنى مُطلقًا!