الأقباط متحدون - صحافتنا وما وصلت إليه
أخر تحديث ٠١:٣٩ | الاربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٥ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

صحافتنا وما وصلت إليه

 بقلم: حنا حنا المحامي

كانت علاقتى بالصحافه المصريه علاقة أى قارئ بتلك الصحافه.  كنا تنلهف على اقتناء جريدة الاهرام مثلا لنلتهم ما بها من أخبار سواء كانت محليه أو عالميه.  إلى أن قامت ثورة سنة 1952 فلاحظنا أن الصحافه بدأت تتجه اتجاها لا يسبر غور الحقيقه بقدر ما يمجد الحاكم والثوره المجيده سواء أخطأت أو أصابت.  وذلك باستثناء المرحومين على أمين ومصطفى أمين اللذان أصرا بطريق غير مباشر على أن يشيدا بالحريه.  فإنى لا زلت أذكر كلام على أمين فى عاموده اليومى عن الحريه بوجه عام ثم ينتهى بعبارة "ستنتصر الحريه فى الكونغو".  طبعا كانت هذه العبارات الغير مباشره تؤلم النظام الحاكم الذى وأد الحريه بكل صورها وأشكالها مهما كانت  بسيطه ساذجه.  وكان سنده فى هذا المقوله " الحريه للشعب وليس لاعداء الشعب".  وعلى ذلك كان كل من يحاول أن ينتقد الحاكم كان من أعداء الشعب.  والويل والثبور وعظائم الامور.  ولذلك لم يكن من الصدق والحريه إلا ما يمجد فى الحاكم سواء كان ذلك من باب الصدق أو لا.
 
ومنذ ذلك التاريخ ولم تعرف الصحافه معنى الحريه أو الصدق.  مع ذلك كنت أنظر إلى الاخبار والانباء الوارده بها على أنها –على أقل تقدير- تنتمى إلى الحقيقه من بعيد أو قريب.
 
...... إلى أن اصطدمت شخصيا ولمست وقرأت وتيقنت ما وصلت إليه صحافتنا من درحه متدنيه جدا من المصداقيه والتعلق بالكذب متصورين أن الفرقعات الاعلاميه هى التى تروج الجريده ولم تدرك صحافتنا الميمونه أن الكذب هو أول درجات السقوط بالنسبه لأى صحيفه فى العالم إذا أنها تفقد مصداقيتها.
وقبل أن أسرد صور الصدام أود أن اقول إن الاعلام إذا انحدر إلى الهوه التى وصل إليها فى مصر فلن يتحقق فى ظل تلك الكارثه أى خير فى مصر.  ويكفى أن نعلم أن الجرائد القوميه أصبحت لا تحقق أى ربح بل أصبحت خسارتها جسيمه ولكن النظام الحاكم يتكفل بتلك الخسائر طالما أنه ينعم بالتسبيح بحمده والخير العميم الذى حققه.  وهكذا يتدهور الاقتصاد رويدا رويدا ويكون الشعب هو الضحيه الاولى لهذا التضليل والضلال.
 
وأليكم تجربتى مع الصحافه المصريه الاخيره ولا أقول إنها تجربه مريره بل تجربه مضحكه فشر البلية ما يضحك.
كلنا يعلم أن نشاط الاقباط فى المهجر ليس سوى نشاطا فرديا متشرذما لا تكاد تجد فيه عشره متكاتفين أو متعاونين على كلمه واحده أو رأى واحد.  ولما كانت النظم الحاكمه يهمها بالدرجة االاولى أن يظل النشاط القبطى مهلهلا على هذا المنوال فقد لجأ إلى بعض النفوس الضعيفه لتعمل على هدم كل عمل بناء يتم فى الخارج.  أما أعمال الداخل فإنها ترحب بها أيما ترحيب لان النشاط سوف يكون تحت أعينها فمن ثم لن يخرج عن الطريق المرسوم لوأد أى نتيجه إيجابيه سواء كانت على الصعيد المحلى أو العالمى.
 
وليس أدل على ذلك من أن نشاط المنظمات القبطيه منذ المرحوم الدكتور شوقى كراس والمرحوم المهندس عدلى أبادير وإن أقلقت النظم الحاكمه إلا أنها لم تصل إلى نتيجه ملموسه.  بل ظل أقباط مصر يرزحون تحت ظلم بين واضطهاد مستمر.  ومن يريد أن ينكر تلك الحقييقه فهو يضع رأسه فى التراب والرمل والوحل.
 
أربعون عاما ونيف مضت والقضيه القبطيه بدأت تقلق العالم الحر ولكن للاسف الشديد لم يتحرك أى نظام لهذا الاضطهاد الممنهج لانها من صنعه.
فى خلال تلك المده كانت الحقائق تمزيق قلبى وفؤادى.  فتاه تختفى ولا يعلم أهلها عنها أى شئ فقد تركت إيمانها وأهلها مقهوره ومجبره ولن يجرؤ ذووها على أن يعرفوا عنها شيئا.  إن أى إأنسان تسرى فى كيانه شئ من دماء الانسانيه لا يمكن أن يحتمل مثل هذه الكارثه خاصة مع تقاليدنا الشرقيه.  الامر الذى حدا بالكثير من العائلات أن يهجروا مدنهم وقراهم بسبب ما لحقهم من عار.  وقعت الكثير من الاعتداءات الغير إنسانيه على الكثير من الميسحيين وتكون نتيجة الاعتداء اعتداء آخر شامل جامع فيتم تهجيرهم من قراهم ليتركوا بيوتهم وأملاكهم وتجارتهم ذلك أن المعتدين يتعين أن تحميهم الدوله لينعموا بثمار عدوانهم.  كذلك اضطهاد فى العمل والتعيين ومصادر الرزق والصلاه وبناء الكنائس ...  إلى آخر تلك الاحداث التى لست بحاجه لتكرارها فهى أليمه قاسيه حتى على النفس لذكرها فما بالك من عاناها وقاساها؟
 
ولم يقف الامر عند مآسى الاقباط بل الانقسام قد أثر على كل مناحى الحياه.  أصبح هناك انقسام فى كل مناحى الحياه الامر الذى أدى إلى التدهور الاقتصادى والاجتماعى والاخلاقى والادبى والفنى والعلمى وكل شئ قد تدنى فى وطنى الحبيب مصر.
لذلك قررت عمل مؤتمرتكون أهدافه كالآتى:
أولا:  العمل على تكوين تنظيم عالمى لكل أقباط العالم حتى يمكنهم أن يكونوا قوه مؤثره من أجل حقوق المقهورين فى الداخل.  بأمل أن يتخلى الجميع عن العنصر الانوى الذى يفسد العمل القبطى.
 
ثانيا:  تقديم الطلبات المشروعه للنظام الاخوانى القائم والتى تهدف "لا مؤاخذه" إلى تحقيق المساواه بين طوائف الشعب المصرى.  ذلك أن الانقسامات القائمه لا تحتاج إلى علم غزير أو فهم عميق حتى ندرك أنها تضعف الوطن.  وليس أدل على ذلك من الانهيار القائم.  وهذه الطلبات تتمثل فى أن يشارك الاقباط فى إدارة شئون بلادهم سواء فى الوزارات أو مجلس الشعب وذلك بنسبة تعدادهم الحقيقى.  وطبعا لا ولن أطالب بـم يحصلوا على أكثر من حقهم.
ثالثا:  ولما كانت النوايا قد بانت بتصرفات الاخوان من أخونة جميع أنشطة ومؤسسات الدوله إذ أن الوزاره لم يكن بها وزير حقيبه واحد, كما أن الحكومه عينت 70 وكيل نيابه من كلية الشريعه, الامر الذى يدل دلاله قاطعه على أن الهدف هو تطبيق الشريعه فى القرن الواحد والعشرين بينما أنها لم تطبق بالكامل فى القرن السادس.  صوره مأساويه تهدف ألى تقهقر مصر إلى ما قبل التاريخ. وهذه الصوره تطعن أى وطنى شريف  إذ أنه يرى أن وطنه يصاب فى مقتل.  والملاحظ أنى لم أطلب تهميش المسلمين ليس لعدم إمكان ذلك عملا, ولكن لأن المسلمين والمسيحيين وحده وطنيه واحده وتقسيمهم أو إنقسامهم يعود على قوة مصر التى وصلت إلى الحضيض.
 
ولما كانت كل المؤتمرات السابقه على مدى أربعين عاما ونيف لم تجد فتيلا فقد أضحى  لزاما وجود إجراء تالى فى حالة عدم الاستجابه ألى تلك المطالب.  ما هو هذا الاجراء؟ كان المؤتمر هو صاحب القرار النهائى.  هذه هى الحقيقه بغض النظر عن الكلمات أو العبارات المستعمله أو التى استعملت.  إن ما يحدث فى مصر ليس إلا تقسيما.  لا بل تفتيتا كل ما هنالك أنهم لا يستعملون الكلمه بل يطبقونها.  كان هدفى هو مواجهة الحقيقه التى لا يختلف عليها إثنان.  وقد كان ذلك من أجل مصر من أجل قوتها ومن أجل تماسكها.  إن أمريكا يعمل بها مواطنون من كل دول العالم.  مع ذلك فلا يوجد تطاحن يؤدى إلى ضعفها لان هناك قانون للتمييز.  وهذا القانون صارم فى تطبيقه.  من هنا كانت قوة أمريكا الاقتصاديه وسلامها الاجتماعى.
المهم أنه كان يتعين إيجاد خطوه تتخذ بعد عدم الانصياع ألى الطلبات المشروعه.  وكانت تلك الخطوه هى ما يقرره المؤتمر.
 
وما أن ظهرت مأساة الفيلم المسئ للرسول حتى شرع بعض الصحقيين الوصوليين والذين على أول الطريق والذين تعلموا أن الصحافه قنابل تنفجر لا حقائق تسرد بأمانه وكتبوا مقالا كاذبا ضدى حنا حنا بلا أى أخلاق أو أمانه صحفيه.  ولتحبيش المقال إدعوا أنى اجتمعت بأعضاء بالكونجرس, كما أنى انضميت إلى مجموعة موريس صادق وعصمت زقلمه لعمل الفيلم رغم أن رأيى معروف فى الاسلوب الذى يتبعونه.  ذلك أن هدفى النهائى هو الوحده وليس الانقسام.  وأن ما يحدث من انقسام هو الذى يؤدى إلى التقسيم.  وكان هؤلاء الصحفيون من جريدة اليوم السابع.  ولكن اليوم السابع ذكرت تلك الاكذوبه على أساس أنها الشئ لزوم الشئ.  فقد كان البادى أن المدعو مايكل فارس الذى التحق حديثا باليوم السابع أراد أن يكون فارس الانباء ولو على حساب القيم والخلق الصحفى.
على ذلك نشرت مقالا حاولت أن يكون لهم الشجاعه لنشره طبقا لحق الرد المكفول لى قانونا ولكن الجريده (اليوم السابع) لم تطبق القانون.  طبعا.
وكان الرد وافيا مستوفيا.  كما أن بعض الجرائد الرخيصه حاولت أن تربط بين الفيلم والمؤتمر مما دعا إلى إلغاء المؤتمر حتى أفسد عليهم مقصدهم.  هذا هو المستوى الاخلاقى. 
 
عز على بعض الجرائد الاخرى ألا تدلو بدلو الكذب فنشرته كما ورد باليوم السابع.  وكان أول تلك الجرائد جريده "الوطن" وكان ذلك عقب إلغاء المؤتمر. خيبه.  ثم جرائد أخرى نشرته حتى لا تفوتها الفرصه. خيبه بالويبه.  وطبعا لم أكبد نفسى مؤنه الرد على هذه الترهات والسفاسف التى تعبر عما وصلنا إليه من أخلاقيات لا أكثر ولا أقل.  وطبعا لم أقرأ كلمه واحده من الصحافه الميمونه عن الاسباب التى أدت إلى هذ المؤتمر أو المقال وما تعانيه العداله والانسانيه فى مصر..
 
ولكن أدركت وقرأت ولمست ما وصلت إليه صحافتنا.    وانكبتاه
أتصل بى أحد الاصدقاء وأخبرنى أن بعض رجال الاعمال المصريين اتصلوا به لانهم أدركوا أن كل المحاولات لاصلاح إقتصاد مصر لن تجدى فتيلا وأن الحل الامثل هو أن يستثمر المصريون بالخارج داخل مصر.  وطلب إلى صاحبى أن أستشير بعض الاصدقاء.  فطلبت أليه أنى لن أتصل بأى صديق لاطلعه على أخبار ناقصه.  ذلك أنه يتعين أن نعرف مدى الرشاوى التى يتعين أن تدفع, كذلك هل يتعامل المسلمون لو كان صاحب رأس المال مسيحى؟ ما هى درجة حرية صاحب المشروع فى تعيين الموطفين أو العمال؟  هل يتعين أن يعين فئه دون أخرى كما فعل السادات؟ الخلاصه أن أسلوب الاخوان لا ولن يعمل على رخاء مصر إطلاقا.  يتعين أن يقفزوا من القرن السادس إلى القرن الواحد والعشرين.
وبعد .... حضرات الساده والسيدات القراء.  إنى ومعى كل وطنى حر لن تكسر أقلامنا ولن تقطع ألسنتنا حتى نرى مصر مزدهره تعمل على النجاح ولاتتمسك بأهداب الفشل.
 
وبهذه المناسبه أردد أقوال نزار قبانى:
كسروا الاقلام فهل تكسيرها                  
يمنع الايدى أن تنقش صخرا  
قطعوا الايدى فهل تقطيعها    
يمنع الاعين أن تنظر شـــذرا  
أطفئوا الاعين فهل إطفاؤها  
يمنع الانفاس أن تصعد زفرا    
أخمدوا الانفاس بهذا جهدكم    
وبه منجاتنا منكم فشـــــــــكرا

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter