الأقباط متحدون - مطلوب ألتراس سياسي
أخر تحديث ١٤:٠٩ | الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٦ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مطلوب ألتراس سياسي

 بقلم: إسماعيل حسني

 
لم تكن قيادات القوى المدنية أو ما يطلق عليها النخبة على مستوى التحديات التي فرضتها ثورة 25 يناير، إذ تفاجأت هذه القيادات كما تفاجأنا جميعا بذلك الزخم الشعبي الذي حول حركة الإحتجاج إلى ثورة، كما تفاجئت أيضا بالسرعة المذهلة التي سقط بها نظام مبارك، وأصبحت بين يوم وليلة مطالبة بإحراز أهداف في لعبة كان محكوم عليها أن تكتفي بمتابعتها من مقاعد المتفرجين.
 
ومما زاد في صعوبة المهمة الملقاة على عاتق هذه القيادات أن زلزال 25 يناير قد أخرج من باطن الأرض فرق جديدة لم تمارس هذه اللعبة يوما ولكن جمهورها الغفير قادر على تحويل أنصاف اللاعبين إلى نجوم، فضلا عما تتمتع به من تمويل داخلي وخارجي لا يتوفر لأي من الأحزاب المدنية.
 
وتفهمت جماهير القوى المدنية هذه الأسباب، وبررت بها الإخفاقات المتتالية لهذه القيادات، وأعطتها الفرصة تلو الأخرى، وغفرت لها تشرزمها بل وتنافسها في الإنتخابات السابقة مما أدى لحصول الأقلية المتأسلمة على أغلب مقاعد المجلس النيابي المنحل، على أمل أن تفيق هذه القيادات، وأن ترتفع إلى مستوى المسئولية، وأن تنجح في إقامة تكتل يعبر عن الأغلبية الليبرالية للشعب المصري ويستطيع صد جحافل الغزو الوهابي.
 
ولكن حتى الآن لم تستطع قيادات النخبة أن ترقى إلى مستوى التحدي، ولا تزال تتخبط  وتتنافس فيما بينها، مما يهدد باكتساح الأقلية الإسلامية المنظمة للإنتخابات القادمة أيضا، وبسقوط مصر نهائيا في يد الإسلام السياسي.
 
إننا نستطيع أن نتفهم صعوبة الجمع بين أقصى اليمين وأقصى اليسار في تكتل واحد، لهذا كنا ننتظر أن تأتلف جميع التيارات والأحزاب في تكتلين يعكسان اختلافات موضوعية وأيديولوجية، إلا أننا نجد أنفسنا اليوم أمام خمسة تكتلات لا يستطيع أحد أن يتبين فروق جوهرية بين أربعة منها وهي التيار الثالث، والتيار الشعبي، وتحالف الأمة، والمؤتمر المصري، ثم التحالف الثوري الديموقراط الذي يجمع القوى اليسارية.
 
إن القراءة البسيطة لخريطة التحالفات السياسية الجارية تؤكد غياب العوامل الموضوعية والأيديولوجية تماما عن الصورة، وأن الفردية والنجومية وأحلام الزعامة، إلى جانب رغبة بعض القوى مثل حزب الوفد في الخروج من التحالفات وتخفيض سقف معارضتها للإخوان حتى تحصل على جزء من كعكة الحكم، هي العوامل الأكثر تأثيرا في بناء هذه الإئتلافات والتحالفات.
 
كما تبدو جلية سياسة العصا والجذرة التي يستخدمها الإخوان في تفتيت الكتلة المدنية وفي تخليق معارضة مستأنسة على مقاسهم، عن طريق إستمالة بعض القيادات والشخصيات الحزبية بالمناصب ومختلف الإغراءات من أجل إفساد بعض التكتلات لحساب بعضها الآخر، تماما كما كان يفعل الحزب الوطني في العهد البائد.  
 
إننا نطالب القيادات الشبابية التي خرجت من المولد بلا حمص حتى الآن، أن تقوم بتكوين تشكيلاتها الخاصة أو "ألتراس سياسي" يأخذ زمام المبادرة في الشارع السياسي، ويمارس كل أنواع الضغوط على جميع القيادات والأحزاب، وأن يخيرها بين الإندماج أو التحالف وبين الإطاحة بها واستبدالها. وعلى هذه القيادات أن تدرك أن الشعب الذي أطاح بالطاغية لن يعجز عن الإطاحة بأية قيادة تتخاذل أو تتواطئ مع قوى الإحتلال الغاشم.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter