الأقباط متحدون - إنهيار حزب النور
أخر تحديث ١٣:١٧ | الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٦ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

إنهيار حزب النور


بقلم: د. إيهاب العزازى
 
يشهد حزب النور السلفى أكبر وأسرع عملية تفجير سياسي تشهدة الساحة السياسية المصرية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عبر حدوث عدد من الإنقسامات المتتالية وظهور جبهات داخلية تتصارع على رئاسة الحزب الوليد الذى لم يكمل عامة الثانى عبر حدوث حالة من  تضارب القرارات الداخلية ورغبة البعض فى تفجير الحزب سياسيآ حتى وصلنا للنفق المظلم وهو أن للحزب رئيسان وهيئتان عليتان وكلاهما يتصارع لإثبات شرعيتة وقدرتة على قيادة الحزب وهى بداية النهاية للحزب ودخولة نفق التجميد السياسي فكلاهما سيلجآ للجنة الأحزاب لإثبات أحقيتة فى الحزب ويتم تجميد الموقف ويدخلون فى صراعات قضائية ويتلاشى الحزب من المشهد السياسي المصرى وهى كارثة سياسية بكل المقاييس لأن حزب النور كان من الأحزاب الواعدة سياسيآ ذات الثقل الجماهيرى والبعد الدينى وكان ينظر لة على أنة الحصان الأسود القادم فى الحياة السياسية المصرية بقوة وحصولة على المركز الثانى فى الإنتخابات البرلمانية الماضية أكبر دليل على قوتة وشعبيتة ولكن لماذا حدث كل هذا ما الذى أدى لإنهيار الحزب وتفجيرة من الداخل بهذة السرعة ولصالح من ونحاول معآ أن نرصد أهم الأسباب التى فجرت الحزب الثانى فى الشارع المصري :
 
أزمة حزب النور الحقيقية والتى أدت لإنفجارة وتمزقة سياسيآ هو الخلط بين الدعوة والسياسة فرجال الدين والدعاة خبراتهم السياسية والتنظيمية ليست قوية لتكوين حزب على أسس سياسية حقيقية من التنظيم والعمل المؤسسى الحقيقي  فهم يعتمدون على دعاة مشهورين دينيآ مجهولين سياسيآ إقتحموا العمل السياسي من جانب الفتاوى والتصريحات المنفعلة المتوترة والتى أدت لتكوين صورة سلبية عن الحزب فى الشارع السياسي المصري .
 
واجة حزب النور حرب شرسة طاحنة بين جيل السياسيين من الشباب وبين قياداتهم من المشايخ وهو ما ظهر واضحآ فى الإنتخابات الرئاسية السابقة وتخلى الحزب عن دعم مرشح السلفيين الأشهر الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وهو ما أدى إلى ظهور جيل من الشباب يعمل بالسياسة على أساس دينى لم يدخل عالم الصفقات السرية بين القوى السياسية وتداخلاتها المختلفة التى أثرت على الحزب وشبابة وجعلتهم يشعرون أن الحزب خرج عن مسارة السياسي وتحول لمجرد حزب تابع لجماعة الإخوان المسلمين التى يختلف معها السلفيون سياسيآ بشكل واضح وهى أزمة عصفت بطموحات الشباب فى تأسيس حزب يكون الأول فى مصر شعبيآ وسياسيآ .
 
من أهم الأسباب التى ساهمت فى زيادة حدة الإنقسامات داخل حزب النور الحرب الكلامية والإعلامية بين رموز الحزب وكلنا نعلم الحرب الشرسة التى تعرض لها تيار ياسر البرهامى وخروج عدد كبير من مشايخ الحزب ودعاتة  لشعورهم أن الحزب خرج عن مسارة السياسى والهدف منة هو المشاركة فى حكم مصر والعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية .
 
حزب النور تنظيميآ غير مكتمل فى المحافظات المختلفة فهو يعتمد على مجموعة من مشاهير الدعاة فى القاهرة والأسكندرية ولكن إختفاء تام داخل بقية المحافظات المصرية وغياب كامل للأنشطة الحزبية وعدم خلق جيل جديد من الكوادر الشابة السياسية والتنظيمية وهو ما أدى لخروج عدد كبير من الشباب من الحزب  وتبقى للحزب فقط الأمانة العامة وصراعاتها التى مزقت الحزب وفجرتة داخليآ .
لا يمكن لنا أن ننسى ما حدث لعدد من رموز الحزب وتورطهم فى قضايا جنائية مثل البلكيمى وعلى ونيس ونواب البنزين وغيرهم وهو ما أثر على صورة الحزب سياسيآ .
 
هناك العديد من الأطراف السياسية داخل مصر سيكشف عنها قريبآ ساهمت فى تفجير حزب النور داخليآ عبر تشجيع جهات على الإنقسام وتأجيج الصراع فيما بينهما وتحويل الصراع لساحات الإعلام فهناك أحزاب كبرى تريد خروج السلفيين نهائيآ من المشهد السياسي المصري وهناك عامل مهم هو غياب الرؤية السياسية لإدارة الأحزاب وتعاملها مع المشكلات والقضايا الحزبية المختلفة .
السؤال الأهم لماذا الأن يتم تفجير حزب النور وهل يختفى ويظل مجرد ذكريات سياسية ويختفى مشاهير دعاتة سياسيآ ويعودون للعمل الدعوى ويتحول أعضائة لتجربة حزب الأمة السلفى بقيادة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أم ماذا ؟
 
dreemstars@gmail.com 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع