د. أمير فهمى زخارى المنيا
تعد الأدوية، وهي أكثر أنواع المدخلات الطبية شيوعًا، جزءًا مهمًا من الرعاية الطبية لكبار السن؛ ومن دون الأدوية، فإن أداء العديد من كبار السن سيكون أقلّ أو يموتون في سن مبكرة.
موضوع كبار السن والأدوية مهم جدا لعده أسباب:
= لأن تجاهل كبار السن لذكر أصناف العلاجات التي يتعاطونها للطبيب إما لنسيان أو جهل، وأخذهم لأنواع مختلفة من الأدوية تتراوح من 3-6 أنواع يومياً, يعرضهم للخطر، مما قد يدفع البعض إلى التوقف عن أخذ الأدوية دون استشارة الطبيب وذلك قد يعرضهم لخطر أكبر في الحالات الحرجة، لذا فإن كتابة أسماء الأدوية وعدد الجرعات ضرورية لدقة التشخيص والعلاج.
= إهمال ذكر تطور أعراض المرض أو نسيان الحساسية تجاه نوع معين أو عدم ذكر أنواع الأدوية التي يتعاطاها المريض خاصة إذا زادت عن ثلاثة يوميا. يصعب على الطبيب تشخيص المرض بدقة، وقد يقوم بصرف أدوية تسبب تهيج الحساسية أو إضرابات نتيجة لتعارضها مع الأدوية الأخرى لذا يجب ذكر التاريخ الصحية بدقة مع كتابة أسماء الأدوية التي سببت مشاكل صحية للمريض من قبل.
= إصرار بعض المرضى خاصة من كبار السن على أخذ علاج جديد كل مرة يقومون فيها بزيارة الطبيب. تعدد الأدوية مما قد يبطل مفعولها جميعا، بينما قد تزول بعض المشاكل الصحية ذاتيا أو قد تحتاج إلى حلول بديلة دون استعمال أي دواء.
= إهمال قراءة الملصقات الدوائية أو زيادة جرعة المهدئات والمسكنات أو الحبوب المنومة الموصوفة مثل أدوية الاكتئاب والتهاب المفاصل ونزلات البرد والحساسية وأدوية الصداع والسعال وآلام الدورة, قد يسبب ذلك أخطار قاتلة خاصة في حالة قيادة السيارة تحت تأثير أحد هذه الأدوية حيث تؤثر على تركيز المريض مما ينتج عنه حوادث الطرقات وربما الوفاة، لذا يجب استشارة الطبيب في الأدوية الوصفية أو اللاوصفية أو قراءة الملصق الدوائي المرفق، مع تلافي القيادة تحت تأثر الدواء.
= الاعتقاد دائما بأن الدواء يعالج فقط ولا يسبب المشاكل حيث يغير البعض من كبار السن بالذات الجرعات حسب شعورهم بالتحسن والنشاط كما في حالة تناول أدوية الاكتئاب أو الأدوية المنومة، يعرضهم ذلك للكثير من المشاكل منها اختلال التوازن وربما السقوط وهو أمر خطير بالنسبة لكبار السن بالذات، لذا يجب متابعة الطبيب والاستفسار عن تغير الجرعات باستمرار
= يميل كبارُ السن إلى أخذ الأدوية أكثر من المرضى الأصغر سنا لأنهم أكثر عرضة للإصابة بأكثر من اضطراب مزمن، مثل ارتفاع ضغط الدَّم أو السكّري أو التهاب المَفاصِل، يجري أخذُ معظم الأدوية التي يستخدمها كبار السن للاضطرابات المزمنة لسنوات، وقد تؤخذ أدوية أخرى لفترة قصيرة فقط لمعالجة مشاكل، مثل العدوى وبعض أنواع الألم والإمساك.
من بين المرضى الذين يبلغون 65 عامًا أو أكبر، يأخذ 90٪ منهم دواءً واحداً على الأقل في الأسبوع، وأكثر من 40٪ يتناولون 5 من الأدوية المختلفة أسبوعيًا على الأقل، و12٪ يتناولون 10 أدوية أو أكثر في الأسبوع، وتتناول النساء الأدوية أكثر من الرجال عادة.
العديد من الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية قد تكون خطرة على كبار السن.
يكون كبارُ السن أكثر عرضة للتأثيرات الجانبية للأدوية لعدة أسباب:
1.تقلّ كمية الماء في الجسم مع تقدم العمر، وتزداد كمية النسيج الدهنيّ، وهكذا، بالنسبة إلى كبار السنّ، تصل الأدوية التي تذوب في الماء إلى تراكيز أعلى بسبب وجود ماء أقل لتخفيفها، وتتراكم الأدوية التي تذوب في الدهون أكثر بسبب وجود المزيد من النسيج الدهني نسبيًا لتخزينها.
2. مع تقدّم المرضى في العمر، تقل قدرة الكلى على إفراز الأدوية إلى البول، وتقل قدرة الكبد على تفكيك العديد من الأدوية. وهكذا، يجري التخلصُ من الأدوية من الجسم بسرعة أقلّ.
3. يأخذ كبار السنّ أدوية أكثر عادةً، ويكون لديهم المزيد من الاضطرابات.
4. والمرضى الذين يتناولون المزيد من الأدوية يكونون أكثرَ عرضة لخطر التفاعلات الدوائية.
5. ومن المرجَّح أن يكون لدى كبار السن اضطراباتٌ طبية مزمنة قَد تتفاقم بسبب الأدوية، أو قد تؤثِّر في طريقة عمل الأدوية؛
وبسبب هذه التغيّرات المرتبطة بالعمر، تميل العديدُ من الأدوية إلى البقاء في جسم المريض الأكبر سنًا لفترة أطول، ممَّا يؤدي إلى إطالة أمد تأثير الدواء وزيادة خطر التأثيرات الجانبية؛ ولذلك، غالبًا ما يحتاج كبارُ السن إلى أخذ جرعات أقل من أدوية معيَّنة أو جرعات يومية أقل؛ فعلى سَبيل المثال، الديجوكسين digoxin، وهو دواء يستخدم أحيانًا لمعالجة اضطرابات معيَّنة في القلب، يذوب في الماء ويجري التخلصُ منه عن طريق الكلى. ونظرًا إلى أنَّ كمية الماء في الجسم تقل، وأن أداء الكلى يتراجع مع التقدُّم في العمر، قد تزداد تراكيزُ الديجوكسين في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة في خطر التأثيرات الجانبية (مثل الغثيان أو اضطراب نُظم القلب)، وللوقاية من هذه المشكلة، قد يستخدم الأطباءُ جرعة أصغر، أو يمكن الاستبدال بأدوية أخرى أحيانًا.
= يكُون كبار السن أكثر حساسية لتأثيرات العديد من الأدوية؛ فعلى سبيل المثال، يميل كبار السن إلى أن يُصبِحوا أكثر نعاسًا وأكثر ميلاً للتخليط الذهنيّ عند استخدام الأدوية المُضادَّة للقلق أو الأدوية المُساعدة على النوم لمعالجة الأرق. وتميل بعضُ الأدوية التي تُخفِّضُ ضغط الدَّم إلى تخفيض ضغط الدَّم بشكل أكثر دراماتيكية عندَ كبار السن، بالمقارنة مع المرضى الأصغر سنًا. يُمكن أن يُؤدِّي الانخفاضُ الكبير في ضغط الدَّم إلى تأثيرات جانبية، مثل الدوخة وخفَّة الرأس والسقوط؛ ولذلك، ينبغي أن يقوم كبار السنّ الذين لديهم مثل هذه التأثيرات الجانبية بمناقشتها مع الطبيب.
وللحديث بقايا (مشاكلهم – صحتهم – تغذيتهم – رعايتهم – الخ)... تحياتى
د. أمير فهمى زخارى المنيا